الذهب يتخطى أعلى مستوياته بسبب الطلب المتزايد وأسواق المال في ارتباك

أسهم النفط ترتفع في بورصة لندن بقرار «شل» شراء «إنتربرايز أويل» البريطانية

TT

واصل الذهب ارتفاعه امس متخطياً أعلى مستوياته منذ نحو شهرين مع اقبال المستثمرين على شرائه سعيا لملاذ امن لاستثماراتهم وسط مخاوف من تصاعد العنف في الشرق الاوسط في حين انتعش الدولار قليلاً مقابل العملات الاخرى وسط حيرة المتعاملين حيال اثر التصعيد في الشرق الاوسط على الاقتصاد العالمي مع ارتفاع اسعار النفط. وهبطت اسهم لندن متأثرة بأداء البنوك لكن قطاع النفط سجل تحسناً مع اعلان «شل» موافقتها على شراء «انتربرايز اويل» ومع ارتفاع اسعار النفط الخام في حين بدأت اسواق نيويورك تعاملاتها بانخفاض اثر تزايد القلق على ارباح الشركات فانخفض مؤشر داوجونز 70.08 نقطة الى 10285.62 نقطة. وارتفع الذهب الى 306.7 دولار للاونصة بعد ظهر امس مع تقدم الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية مسجلاً ارتفاعاً ملحوظاً عن اقفال اول من امس على .304.20 وقال متعامل في لندن ان «أزمة الشرق الاوسط الاخيرة أكدت تحركات الذهب في الاسبوع الماضي، فالخوف من تدهور الوضع قد يرفع الذهب بشدة».

وتزايد الاقبال على شراء الذهب مع اقدام صناديق الاستثمار على ضخ الاموال في استثمارات امنة اخرى مثل الفرنك السويسري في الوقت الذي ارتفع فيه سعر النفط متجاوزا 26 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ ستة أشهر.

وقال المتعاملون ان الذهب سيواجه صعوبة كبيرة في اجتياز مستوى 309 دولارات للاونصة الا اذا تدهور الوضع في الشرق الاوسط بما يدفع المستثمرين الى الاقبال على شراء الذهب في السوق الفورية بدرجة أكبر.

وانتعش الدولار قليلا امام اليورو والفرنك السويسري الذي يعتبر ملاذا امنا في اوروبا صباح امس في تعاملات لندن ولكنه وجد صعوبة في استعادة توازنه بالكامل بعد هبوطه بنسبة واحد في المائة في الجلسة السابقة وسط تفاقم التوترات في الشرق الاوسط.

وصمد الدولار قرب اعلى مستوياته في شهر عند 133.83 ين التي بلغها اول من امس ولكن السوق كانت خاملة امس مع عودة المتعاملين الاوروبيين للعمل بعد عطلة عيد الفصح ونهاية الاسبوع التي استمرت اربعة ايام ليجدوا في انتظارهم تصاعد العنف في الشرق الاوسط وارتفاع اسعار النفط.

وافتقرت حركة التعامل اجمالا لاتجاه واضح بينما احتار المتعاملون في تفسير ما اذا كان التوتر في الشرق الاوسط ايجابيا للعملات الاوروبية ام للدولار.

ودفع احتمال تورط الولايات المتحدة في المأزق المضاربين على صعود الدولار الى الابتعاد عن السوق بينما توغلت القوات الاسرائيلية في مزيد من مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية في الضفة الغربية مما ادى الى نزول الدولار لادنى مستوياته في اسبوع عند 0.6581 فرنك سويسري و 0.8821 دولار لليورو في معاملات خفيفة صباح امس.

وارتفع الدولار صباحاً ثلث نقطة مئوية عن مستوياته في اواخر معاملات نيويورك امس عند 0.8774 دولار لليورو ووصل الى 1.6672 فرنك سويسري وظل دون تغيير امام الين عند 133.36 ين وارتفع نصف سنت عن ادنى مستوياته في عامين ونصف العام امام الجنيه الاسترليني.

وتراجع اليورو الى 116.88 ين من اعلى مستوياته في شهر ونصف الشهر عند 66ر117 ين التي بلغها في الجلسة السابقة.

ومن شأن ارتفاع اسعار النفط بسبب تفاقم العنف في الشرق الاوسط ان يضر بالانفاق الشخصي في الولايات المتحدة مما يعوق بالتالي انتعاش الاقتصاد الاميركي.

لكن البعض اعتقد ان ارتفاع اسعار النفط قد يضر فعليا باليورو اكثر من الدولار ورأوا انه ليس هناك ما يبرر بيع العملة الاميركية.

وانتعش الدولار قليلا في طوكيو في محاولته لاستعادة توازنه امس بعد الضربة القوية التي تعرض لها في الاسواق الخارجية وسط تفاقم اعمال العنف في الشرق الاوسط.

ولقي الدولار دعما من بيانات معهد ادارة المعروض التي تظهر ان مؤشر احوال الصناعات التحويلية ارتفع على غير توقع في مارس (اذار) الى 55.6 نقطة من 54.7 نقطة الشهر السابق. واستمرت الضغوط على الين وسط توقعات بأن المستثمرين اليابانيين سيتحولون الي ادوات الاستثمار الاجنبية في السنة المالية الجديدة التي بدأت اول من امس.

وفي اواخر معاملات طوكيو بلغ الدولار 133.39 ين مقارنة مع 133.40 ين عند اغلاق نيويورك اول من امس.

وتراجع اليورو قليلا الى 0.8790 دولار و 117.27 ين من 0.8801 دولار و117.45 ين في نيويورك.

وتراجعت الاسهم البريطانية الممتازة صباح امس مع تعرض اسهم البنوك لضغوط ولكن سهم مجموعة «انتربرايز اويل» النفطية قفز بعد ان قالت «شل» انها وافقت على شراء الشركة.

ونزل مؤشر فاينانشال تايمز صباحاً 29.9 نقطة توازي 0.6 في المائة الى 5251.4 نقطة. وكانت البنوك السبب الرئيسي لهبوط المؤشر اذ جاءت 12 نقطة من خسائر المؤشر من هذا القطاع يقوده انخفاض اسهم «اتش.اس.بي.سي» 2.3 في المائة.

كما مالت اسهم شركات الاتصالات والادوية للهبوط بشكل عام.

لكن قطاع اسهم النفط ساعد في الحد من الخسائر المبكرة بعد ان وافقت «شل» على شراء «انتربرايز» ومع ارتفاع اسعار النفط الخام وسط تفاقم العنف في الشرق الاوسط.

وقالت «شل» انها وافقت على شراء «انتربرايز» مقابل 725 بنسا نقدا لكل سهم في «انتربرايز».

وكان لانباء الصفقة تأثير متباين على قطاع شركات النفط اذ قفز سهم «كايرن انرجي» سبعة في المائة وصعد سهم «بريميير اويل» 2.3 في المائة بعد ان رأى المحللون ان الشركتين هدف محتمل لعروض شراء. لكن سهم مجموعة «بي.جي» هبط اثنين في المائة نظرا لان السوق كانت تعتبرها شريكا محتملا «لشل» في الماضي.

واغلقت اسهم طوكيو على ارتفاع امس بعد البيانات الايجابية بشأن نشاط قطاع الصناعات التحويلية الاميركي. وساهم تراجع الين في اعطاء دفعة لسهم «تي.دي.كيه كورب» وغيره من اسهم مصدري التكنولوجيا. ودفع تفاقم التوتر في الشرق الاوسط وارتفاع اسعار النفط المستثمرين الى التركيز على اسهم الشركات المرشحة للاستفادة من الموقف مثل شركة الزيت العربية بينما تجاهلوا في الوقت الحالي التأثير السلبي لهذه التطورات على الاقتصاد الاوسع نطاقا.

واغلق مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما ممتازا على 11204.49 نقطة بارتفاع 175.79 نقطة توازي 1.59 في المائة في حين ارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 15.23 نقطة توازي 1.45 في المائة ليغلق على 1068.69 نقطة.

وارتفع سهم شركة «تي.دي.كيه كورب» التي تنتج مكونات الاجهزة الالكترونية 2.42 في المائة الى 7190 ينا في حين صعد سهم «كانون» لانتاج الطابعات والات التصوير 2.3 في المائة الى 4900 ين.

وصعد سهم شركة الزيت العربية اكبر منتج ياباني للنفط 2.49 في المائة الى 700 ين في حين ارتفع سهم شركة «تيكوكو اويل» ثاني اكبر شركة نفط يابانية 0.93 في المائة الى 542 ينا.