«أوبك» لا ترى داعيا لرفع الإنتاج وواشنطن مستعدة لمواجهة صعود الأسعار

اليابان وروسيا تهونان من أثر قرار بغداد بوقف صادراتها النفطية والمفوضية الأوروبية ترى السوق الأميركية أكثر تأثرا

TT

اعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس انها لا ترى ان هنالك «امرا ملحا» يستدعي رفع انتاجها بعد قرار العراق تعليق صادراته من النفط لمدة شهر. وقال مصدر مقرب من مقر المنظمة في فيينا «ليس هنالك امر ملح يستدعي التحرك ولا تحتاج السوق الى ردة فعل فورية من جانبنا». واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته «لا يوجد حاليا اي سبب يستدعي الاستسلام الى الذعر. ولا نشهد الآن السيناريو الكارثي الذي يتوقعه البعض». وقال البيت الابيض أمس ان الولايات المتحدة تحتفظ بمجموعة متنوعة من البدائل للرد على اي ارتفاع حاد لاسعار النفط. وقال الرئيس جورج بوش في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرت أمس انه مستعد لدراسة مجموعة من الخيارات لتخفيف الاثار اذا تسبب قطع العراق صادراته لمدة 30 يوما في تفاقم صعود اسعار النفط.

ورفض بوش استبعاد اللجوء الى استخدام الاحتياطي الاستراتيجي للبلاد من البترول او محاولة خفض ضرائب البنزين اذا اقتضت الضرورة. ويخشى البيت الابيض ان يضر ارتفاع اسعار النفط بالانتعاش الهش للاقتصاد الاميركي. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين على متن الطائرة التي اقلت بوش في رحلة مدتها يوم الى كونيتيكت «كل البدائل مطروحة للدرس ردا على اي زيادة للاسعار. واستدرك بقوله سنتابع تطورات الاسواق».

وقالت مصادر بصناعة النفط ان صادرات الخام العراقي ما زالت متوقفة أمس فيما وصلت ناقلة لميناء جيهان بينما لا تزال ناقلتان في منطقة الانتظار بميناء البكر بعد ان ابحرت آخر سفينة جرى تحميلها. واول من امس اعلن الرئيس العراقي صدام حسين وقف الصادرات لمدة 30 يوميا الا انه قال ان الحظر سيلغى اذا سحبت اسرائيل قواتها من المناطق الفلسطينية. وفي ميناء البكر على الخليج انهت الناقلة العملاقة هيليسبونت الهامبرو التي تستأجرها شركة شيفرون تكساكو الاميركية العملاقة التحميل ظهر اول من امس وكانت آخر ناقلة تغادر الميناء. وما زالت الناقلتان ريجال يونيتي وسي كينج في منطقة الانتظار في الميناء. وفي ميناء جيهان على البحر المتوسط قالت مصادر ان السفينة سي تريومف التي تستأجرها شل وصلت في ساعة مبكرة من صباح امس الا انه لم يسمح لها بدخول منطقة الانتظار. وابحرت آخر سفينة تم تحميلها بالنفط وهي افريكان روبي يوم الاحد. ولا يزال خط الانابيب الذي يمد الميناء بالنفط مغلقا منذ ظهر اول من امس. الى ذلك، أكد محافظ المصرف المركزي العراقي عصام رشيد حويش ان قرار العراق «لن يؤثر على التزاماته المالية». وفي تصريحات نشرتها الصحف العراقية اليوم الثلاثاء، قال حويش ان «قرار العراق بشأن ايقاف الصادرات النفطية لمدة شهر لن يؤثر على التزاماتنا المالية»، مؤكدا ان البنك المركزي «اتخذ الاجراءات الكفيلة بدعم الاقتصاد الوطني في ضوء هذا القرار». واضاف حويش ان «تعليمات صدرت الى دوائر البنك للحفاظ على استقرار سعر صرف عملتنا الوطنية والحفاظ على مستوياته الحالية».

* إيران مستعدة لوقف صادراتها بشرط

* قال مهدي خروبي رئيس مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) الايراني أمس ان ايران مستعدة لوقف صادراتها النفطية الى الدول التي تساند اسرائيل لكن مثل هذا الحظر لن يكون فعالا الا اذا شاركت فيه الدول الاخرى. ولم يشر خروبي وهو حليف سياسي مقرب من الرئيس محمد خاتمي اشارة مباشرة الى قرار العراق يوم الاثنين وقف صادراته النفطية كلها لمدة شهر. وقال خروبي لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال مظاهرة للنواب امام سفارة فلسطين تعبيرا عن المساندة للفلسطينيين «ايران مستعدة لوقف صادرات النفط الى الدول التي تساند اسرائيل لكن ذلك سيكون فعالا حينما تتعاون فيه الدول الاخرى مع ايران».

* صادرات النفط السورية لم تتأثر

* قال مصدر في صناعة النفط السورية أمس ان صادرات سورية من النفط الخام من غير المتوقع ان يطرأ عليها تغيير بعد ان أوقفت بغداد صادراتها المسموح بها. وكانت الصادرات السورية قد زادت زيادة كبيرة منذ اكثر من عام بفضل الواردات النفطية من العراق. وقال المصدر عن برنامج التصدير السوري لشهر ابريل (نيسان) ان كل شيء كما كان من قبل ولا تغيرات. وتستورد سورية ما يقدر بين 150 الف برميل و200 الف يوميا من النفط العراقي منتهكة عقوبات الامم المتحدة لكن هذه الواردات لم تتأثر فيما يبدو بقرار بغداد قطع الصادرات احتجاجا على الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية. وقال وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد في وقت متأخر يوم الاثنين ان الحظر الذي قد يرفع اذا انسحبت اسرائيل من المناطق الفلسطينية لا ينطبق الا على الصادرات الدولية التي تشرف عليها الامم المتحدة عبر الخليج وتركيا. وفي ابريل (نيسان) من المتوقع ان تصدر سورية نحو 450 الف برميل يوميا من النفط الخام اي ما يقارب سقف انتاجها المحلي. ويقدر الاستهلاك المحلي بنحو 250 ألف برميل يوميا الى 300 الف. وقالت مصادر تجارية ايضا انه لم يكن هناك اي مؤشر على تغيرات في البرنامج السوري لصادرات النفط لكن البعض تساءل هل سيؤدي الحظر العراقي فعلا الى زيادة المبيعات السورية الخارجية من النفط.

* أثر الحظر محدود في آسيا

* هون تجار نفط آسيويون أمس من شأن وقف العراق صادراته النفطية لمدة 30 يوما قائلين ان الاثر على امدادات المعروض سيكون محدودا ما لم تحجب نفوط الشرق الاوسط الاخرى عن هذه المنطقة. وقال سمسار يعمل لدى شركة نفط كبرى ان شحنات النفط العراقية الى اسيا محدودة واذا تصاعد الامر فان الولايات المتحدة ستدرس قطعا البدائل وتحدث بعض المشتريات لتغطية مراكز البيع. وقال تجار ان الهند وتايوان واندونيسيا من بين الدول التي يعتقد انها ستتلقى شحنات من خام البصرة العراقي الخفيف في ابريل (نيسان) او مايو (ايار) لكن كبار المشترين مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية ابتعدوا عن هذه السوق. وقدر التجار ان واردات اسيا من النفط الخام العراقي بلغت اقل قليلا من 250 الف برميل يوميا وهي جزء ضئيل من مجمل مستوردات اسيا من نفوط الشرق الاوسط وتبلغ في المتوسط ثمانية ملايين ب/ي. و قال وزير التجارة الياباني تاكيو هيرانوما انه لا يتوقع ان يكون لقرار العراق وقف صادراته النفطية لمدة شهر اي اثار مهمة على الاقتصاد الياباني. واضاف هيرانوما قائلا في مؤتمر صحافي أن اسعار النفط الخام في زيادة بفعل تحركات المضاربين في السوق لكن السعودية والكويت قالتا انهما لن تحذوا حذو العراق. واشار هيرانوما الى ان العراق يمد اليابان بجزء صغير جدا من وارداتها النفطية وقال انه لا يتوقع ان تواصل اسعار النفط الارتفاع بشكل حاد.

* روسيا: لا تأثير لقرار العراق

* هونت روسيا أمس من التأثير المحتمل على المدى الطويل لوقف صادرات النفط العراقية وقالت انها لن تعدل حجم صادراتها النفطية سوى في منتصف مايو (ايار) اذا كانت اسعار النفط مرتفعة ومستقرة. وقال فيكتور خريستنكو نائب رئيس الوزراء الروسي «لا اعتبر القرار العراقي عاملا له تأثير طويل المدى على السوق. ولذا سيكون من الخطأ القفز لاستنتاجات او اخذ خطوات فورية بعد مثل هذا البيان السياسي». واكد خريستنكو في حديث مع الصحافيين في قازاخستان ان الحكومة الروسية لا تزال تخطط للاجتماع بشركات النفط المحلية في منتصف مايو لبحث اسعار النفط العالمية وتقرير ما اذا كانت روسيا ستواصل العمل بتخفيضات انتاج النفط.

* السوق الأميركية أكثر تأثرا

* اعلن متحدث باسم المفوضية الاوروبية ان السوق الاميركية يمكن ان تكون «اكثر تأثرا» من السوق الاوروبية بقرار العراق وقف صادراته النفطية لمدة ثلاثين يوما. وقال جيل جانتلت في لقاء مع صحافيين «نعتقد انه سيكون للقرار (العراقي) تأثير كبير على السوق الاوروبية لكن السوق الاميركية ستتأثر اكثر». وأشاد جيل جانتلت بمواقف الدول الرئيسية في «أوبك» واعتبرها مواقف تتحلى بالمسؤولية ووصف تصريحات وزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي بأنها تعبر عن مدى اهمية السعودية في توطيد الاستقرار بالاسواق العالمية. الى ذلك قالت اللجنة التنفيذية الاوروبية أمس انها رتبت اجتماعا لخبراء النفط الاوروبيين لبحث تأثير القرار العراقي بوقف صادرات النفط. وقال جيل جانتلت المتحدث باسم اللجنة «من اجل متابعة وضع اسعار النفط قررت، مفوضة الاتحاد الاوروبي لشؤون الطاقة لويولا دي بالاسيو عقد اجتماع على مستوى فني يضم خبراء من عدة دول اعضاء يوم الخميس». واضاف في مؤتمر صحافي ان ما دعي بمجموعة امدادات النفط في الاتحاد الاوروبي سيبحث اتجاه اسعار النفط «والاجراءات التي ينبغي اخذها اذا تطلب الامر». وقال جانتلت أن سعر البرميل لا يزال حول 27 دولارا وهو اعلى مما نتوقعه لاننا نفضل سعر 20 دولارا للبرميل ولكن الوضع الحالي لا يمثل ازمة.