أبرمت البحرين أمس أكبر اتفاقية من نوعها في تاريخها لتنفيذ مشروع وحدة إزالة الكبريت من غاز المصفاة، حيث يعد أكبر مشروع بيئي بحت في البحرين بكلفة إجمالية تبلغ 140 مليون دولار أميركي، والذي ينتظر أن يتم الانتهاء منه في عام 2008.
والغرض الأساسي من هذا المشروع الجديد هو خفض غاز كبريتيد الهيدروجين من غاز الوقود إلى أقل من 150 جزءاً في المليون، وهو يتماشى مع المواصفات المحلية والعالمية والذي تشترطه أنظمة البيئة في حكومة البحرين، ويأتي توقيع هذا العقد ضمن سلسلة من المشروعات الاستثمارية التي تتبناها بابكو ضمن «برنامج الاستثمار الاستراتيجي» بتوجيه ودعم من رئيس مجلس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
وقد أبرمت الاتفاقية بين شركة نفط البحرين (بابكو) وشركة فوستر ويلر العالمية للهندسة والإنشاء، وبموجب هذا العقد ستتولى شركة فوستر ويلر مسؤولية الأعمال الهندسية وشراء المواد والأعمال الإنشائية في الوحدة، وقام بتوقع العقد الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس إدارة شركة بابكو، وأمبرتو ديلا سالا الرئيس وكبير التنفيذيين بشركة فوستر ويلر.
وقد رحب الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة برئيس شركة فوستر ويلر وكبار المسؤولين فيها وتوجه بالشكر لكافة الأطراف المعنية من الجانبين البحريني والايطالي العاملين في المشروع، كما أثنى على موظفي المشاريع الهندسية الكبرى في بابكو حيث أن هذا الاستثمار ليس سوى استثمار واحد يشرفون عليه كجزء من برنامج الاستثمار الاستراتيجي الذي تبلغ كلفته 1011 مليار دولار أميركي.
من جهته، أشار الدكتور مصطفى السيد، رئيس بابكو، الى ان هذا الاستثمار يؤكد التزام الشركة وتصميم حكومة البحرين «وهما يعملان معا على استيفاء بل التفوق على المستويات البيئية العالمية»، كما أعرب عن ثقته بأن شركة فوستر ويلر ايتاليانا ستوفر عددا كافيا من الفرص الوظيفية للمقاولين الفرعيين البحرينيين في مختلف الأنشطة التي تضطلع بها. وأضاف الدكتور مصطفى «نحن على علم تام بما يبديه المجتمع من اهتمام خاص بقضايا البيئة وهذا الاستثمار الكبير يؤكد بكل وضوح أن بابكو تهتم بالبيئة بل تهتم بصحة الناس المقيمين حول المصفاة».
وأشار عبد الكريم السيد، الرئيس التنفيذي بالوكالة في بابكو، الى ان التكلفة الإجمالية للاستثمار في هذا المشروع الجديد لإزالة الكبريت من غازات المصفاة تبلغ 140 مليون دولار أميركي، وهو أكبر مبلغ يصرف في البحرين على مشروع يهدف حصريا الى تحسين البيئة.
ويعد المشروع واحدا من ضمن خطط الشركة المملوكة للحكومة لتطوير وتحديث مصفاة النفط الوحيدة في المملكة والتي بنيت في عام 1936 وتكلف نحو 900 مليون دولار ويجري تنفيذها على مراحل. ووفقا لمسؤولي شركة بابكو فإن لديهم 7 أولويات ضمن التخطيط الاستراتيجي للشركة من ضمنها مشروع التخلص من غازات كبريت الهيدروجين التي يتم حرقها في المصفاة.
وكانت بابكو قد وقعت اتفاقا مع الشركة اليابانية «جيه جي سي أتاب» التي قدمت أقل عطاء وفازت بمشروع آخر لخفض نسبة الكبريت في الديزل تبلغ مجمل كلفته 685 مليون دولار. ويهدف المشروع إلى خفض النسبة 0,001 في المائة من نحو 0,7 في المائة في الوقت الجاري لضمان استمرارية تصريف هذا المنتج في السوق الدولية. وتقوم بابكو بتشغيل مصفاة النفط التي يبلغ إنتاجها اليومي نحو 250 ألف برميل، وتنتج المصفاة مشتقات مثل الجازولين والديزل ووقود الطائرات ويتم تصدير معظم الإنتاج إلى أسواق في الشرق الأوسط و الشرق الأقصى.