«أرامكو» السعودية تواصل التوسع في إنتاجها من الغاز والمواد الهيدروكربونية

اكتشاف غاز في حقل مغمور وخمسة عقود لزيادة إنتاج النفط من حقل على اليابسة

TT

يعد الاكتشاف الجديد لحقل غاز «كران» في المنطقة الشرقية من السعودية الذي أعلن عنه وزير البترول والثروة المعدنية، السعودي علي النعيمي مؤخراً، انجازاً جديداً لفرق الاستكشاف العاملة بشركة «أرامكو» السعودية وجهودها الاستكشافية الرامية إلى تعزيز الثروة الهيدروكربونية للمملكة التي تهدف بدورها لتوفير الاحتياجات المحلية والدولية وزيادة الانتاج والاحتياطات لهذه المواد في وقت تشهد فيه السوق الدولية ارتفاعاً تاريخياً جديداً في الأسعار.

وقد كان اختبار مكمن الخف (أ) في بثر «كران 6»، وهي أول بئر تحفر لتقييم مكامن الغاز في حقل الكران على عمق 10888 قدم في مياه السعودية الإقليمية في الخليج العربي، الأسبوع الماضي هي المؤشر الحقيقي للاكتشاف الجديد، حيث تدفق الغاز منها بمعدل 40 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم بضغط تدفق عند فوهة البئر بلغ 5033 رطلاً على البوصة المربعة على منظم التدفق.

ويتوقع أن تنتج البئر بمعدلات قد تفوق 80 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم تحت ظروف الإنتاج الاعتيادية. وذكرت إحدى نشرات الشركة أن تقييم باقي مكامن الخف في هذه البئر وهي «ب ، ج ، د» سوف يستمر بهدف الاستدلال على خصائصها التي تشير إلى امكانية انتاج كميات أكبر عند الاختبار. كذلك فإن المكامن التي تقع تحت الخف هي ضمن أهداف البئر المستقبلية وبالتالي فإن حفرها وتقييمها سوف يتم في وقت لاحق. ويقع بئر «كران6» في مياه الخليج العربي على بعد 160 كيلومترا شمال مدينة الظهران حيث المقر الرئيسي لشركة «أرامكو» السعودية صاحبة الاكتشاف.

من جهة أخرى، تتواكب الجهود في موقع آخر جنوب الظهران، وعلى اليابسة في مجال النفط حيث حقق برنامج الشركة لزيادة إنتاج النفط الخام تقدماً كبيراً خلال الأسبوع الماضي بعد توقيع خمسة عقود رئيسية لأعمال التوسعة الخاصة بإنتاج النفط الخام في حقل الشيبة بالربع الخالي. وتم توقيع العقود الخمسة مع عدد من الشركات المحلية وهي شركة القوة والطاقة للمقاولات وشركة هيف وشركة أحمد البنعلي وأولاده، الذين سيتولون أعمال إنشاء المجمع السكني وتطوير الموقع. كما تم إسناد أعمال الإنشاء وتوريد المواد الهندسية لمرافق الإنتاج المركزية لشركة كندية بينما تتولى شركة هونداي للصناعات الثقيلة أعمال توليد الكهرباء.

وقد أشار علي العجمي، نائب رئيس «أرامكو» السعودية لإدارة المشاريع، الى أن أرامكو السعودية وشركاءها التجاريين ملتزمون بتنفيذ برنامج توسعة الإنتاج بمعايير مهنية عالية تبعاً لما يمثله هذا البرنامج من أهمية بالغة ووزن كبير. ويقع حقل الشيبة الذي يبلغ طوله 13 كيلومترا، وعرضه 64 كيلومترا، في منطقة تعد أحد أبعد حقول النفط في السعودية عن مراكز التجميع والتوزيع حيث يبعد حوالي 600 كيلومتر عن بقيق و 145 كيلومترا عن الخليج العربي. وقد اكتشف حقل الشيبة في عام 1968 وبدأ الإنتاج منه عام 1998 بنوعية عالية من النفط العربي الخفيف.

وتؤمن التوسعة الجديدة مرافق إضافية لفصل الغاز من الزيت وتجميع الغاز والضغط والحقن وناولة النفط الخام ومنافع للتهوية والماء لمساندة الأعمال وزيادة سعة خطوط الأنابيب، كما سيتم إنشاء مساكن إضافية دائمة في المجمع السكني والصناعي القائم لاستيعاب الموظفين الإضافيين الذين سيقومون بتشغيل المرافق الجديدة. وتواجه السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، طلبا متزايدا على الغاز الطبيعي نظرا للنمو السريع للسكان وتوسيع القطاع الصناعي ولمشاريعها الجديدة في مجال البتروكيماويات، وعملت الحكومة السعودية خلال العشرين عاما الماضية على إنجاز أعمال الغاز في البلاد.