السوق السعودية تحرج بتراجعها الحاد أسهم الاكتتابات الجديدة

سهم «طيبة» يتراجع دون مستوى قيمة أسهم زيادة رأس المال المطروح للاكتتاب

TT

أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس على تراجع حاد، فقد إثره المؤشر العام 1082.41 نقطة، بما يعادل 7.62 في المائة هبوطا إلى 13121.33 نقطة، في تراجع أصدر حكما مبدئيا بفشل الاكتتاب بأسهم زيادة رأسمال شركة طيبة، ومهددا الاكتتابات المقبلة بفشل محتمل.

وقاد تراجع المؤشر إلى غياب طلبات الشراء عن أسهم 65 شركة مدرجة في السوق، فيما لا توجد طلبات شراء الا لأسهم 14 شركة، منها خمس شركات في قطاع البنوك. وهنا لا بد أن يوخذ في الاعتبار أن طلبات الشراء تواجه كميات عروض هائلة قادرة على استيعاب هذه الطلبات خلال ثوان معدودة إذا لم تتغير الأمور خلال جلستي اليوم الذي يمثل آخر أيام تداول الأسبوع الحالي.

وبدا واضحا أن تعاملات السوق حكمت أمس بفشل الاكتتاب على أسهم زيادة رأسمال شركة طيبة للاستثمار إلى 1.5 مليار ريال من 750 مليون ريال حاليا بطرح 75 مليون سهم جديد للمساهمين، وذلك بعد أن تراجع السعر السوقي لسهم الشركة إلى 32.25 ريال، ليكون بذلك أدنى من سعر الاكتتاب المحدد بـ 33.60 ريال. يشار إلى أن قيمة سهم الاكتتاب في «طيبة» على أساس عشرة ريالات قيمة اسمية مضافا لها 23.60 ريال علاوة إصدار، لتكون القيمة الإجمالية 33.60 ريال يساوي مكرر أرباحها 17 مرة، وهو مكرر مغر خلال فترة من فترات السوق، قبل أن تنزل مكررات أرباح العديد من الشركات إلى مستويات أدنى من هذا المستوى.

وقاد تبدل أوضاع سهم شركة طيبة، إلى ظهور توقعات بإمكانية تعرض الاكتتابات المقبلة لحرج عزوف أموال المكتتبين الذين قد يحصلون على أسعار سوقية أقل من أسعار الاكتتاب، وهو ما سيضع مكاتب تقييم أسهم الشركات قبل الاكتتاب في مأزق تغطية الأسهم المصدرة.

وفي حال استمر تدهور أوضاع سهم شركة طيبة، واستمراره في نطاق سعري دون مستوى قيمة الأسهم الجديدة، فإن مكتب تقييم السهم سيكون مجبرا على تغطية الاكتتاب، خاصة أنه ملتزم بالتغطية عبر ضمان بنكي لدى جهات الاختصاص، وهو الأمر نفسه الذي سيتم على كافة المكاتب التي قيمت أسهما في طور الإدراج في حال فشل اكتتاباتها.

* البراك: التفاؤل خطأ تتحمله مكاتب التقييم

* في هذه الأثناء، أوضح لـ «الشرق الأوسط» عبد الله البراك وهو خبير اقتصادي ومحلل لتعاملات سوق الأسهم السعودية، أن تفاؤل مكاتب التقييم، يمكن أن ينعكس سلبا على الأسهم المدرجة للاكتتاب في السوق خلال الفترة المقبلة.

وبين أن التراجع الكبير في مكررات السوق خلال الفترة القريبة الماضية اثر على العديد من الحسابات، وأربك تعاملات محافظ استثمارية ومحافظ المضاربة على السواء، وهو الآن يبدأ بإعادة حسابات مكاتب التقييم المالي.

وأوضح أن السوق التي تراجع مؤشرها العام أمس، مرشحة للصعود المؤقت خلال التعاملات المقبلة، بعد أن تم الارتداد من مستوى 12800 نقطة، وهي نقطة دعم من شأنها إعادة المؤشر إلى مستويات الـ 14 ألف نقطة.

وقال إنه لا يمكن التأكد من أن الارتداد إلى أعلى سيكون قويا إلا بعد التأكد من الصعود القوي لأسهم شركات قيادية، بحيث يرتفع سهم سابك فوق مستوى 298 ريالا، وسهم الراجحي فوق 467 ريالا، وسهم سافكو فوق 176 ريالا، وسهم الاتصالات فوق 149 ريالا.

وبين أن أي فشل في اختراق القيم السوقية التي تعتبر معيارا لتأكيد الصعود، ستكون مدعاة لعودة التراجع واختبار نقاط دعم جديدة، أهمها نقطة الدعم المحددة عند مستوى 12064 نقطة.

وشدد على أن نقطة الدعم التي سيلجأ لها المؤشر في حال التراجع كانت منطقة تجميع على مدى أربعة أشهر في العام الماضي، وهي النقطة التي تتراجع مكررات ربحية أسهم القطاع الصناعي إلى مستويات 15، و16، و17 مرة، وهي نقطة دعم مالي وفني للسوق بشكل عام.

* الفوزان: لا توجد بوادر أمل لإيقاف النزيف

* لكن المحلل الاقتصادي راشد الفوزان أبدى عدم تفاؤله حيال وقف نزيف النقاط قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن سوق الأسهم السعودية تواصل الانهيار ولا توجد بوادر أمل حاليا في إيقاف نزيف النقاط.

وأشار الفوزان الى ان عوامل عدة استمرت في ضغطها على الأسعار في ظل الخوف والهلع الذي يسيطر على المتعاملين جنبا إلى جنب مع تلاشي الثقة في السوق كما أن تصفية المحافظ وسحوبات الصناديق ساهم بشكل واضح في انهيار الأسعار بحيث لم يعد احد يفرق بين سهم قيادي وسهم «خشاش».

ورجح الفوزان في حديثه إلى انه من المتوقع أن يقف مؤشر السوق «تاسي» عند 11200 نقطة ومن ثم سيعاود الصعود إلا انه لن يرتفع بالقدر الذي كان عليه الهبوط، بحيث تكون هناك مدة طويلة حتى يعود إلى طبيعته بشرط عودة الثقة تدريجيا.

واستبعد المحلل والكاتب الاقتصادي أي اثر سلبي للملف الإيراني على انهيار السوق كما انه يشكك في مقولة أن السوق مهيأ الآن للاستثمار في ظل العروض الهائلة مقابل قلة الطلبات.

وشدد الفوزان على أن اشد المتشائمين لم يتوقع أن يصل حال السوق إلى هذا المستوى السيئ كما أن الظروف الجيدة التي تعيشها السعودية لم تفد السوق بأي شيء مطالبا هيئة سوق المال بترك السوق في حاله وعدم إصدار قرارات من شأنها أن تلحق بالغ الأثر في سوق منهار أصلا.

* مستثمر: بناء المحافظ مهم بعد انتهاء الانهيار

* ويقول احد المستثمرين ـ فضل عدم كشف اسمه ـ أن المرحلة القادمة التي تنتظر سوق الأسهم السعودية تعد مرحلة مهمة جدا حيث يتوجب على المستثمرين والمضاربين على حد سواء التفكير في كيفية بناء المحافظ من جديد بعد انتهاء انهيار السوق.

وشدد المستثمر على أن تتم عملية اختيار الأسهم بعناية فائقة ومحاولة الاستثمار في الشركات التي تملك نموا جيدا في أرباحها خصوصا في الربع الأول من العام الجاري حيث ستبنى باقي أرباح الأرباع الباقية على أداء الربع الأول.

ويشير المستثمر بأنه يجب على المتعاملين ألا ينتظروا ارتدادا حقيقيا أو قويا للسوق في ظل الأوضاع الراهنة وإنما عليهم عمل تجزئة لرأس المال وسط تنويع المحافظ.

ونصح المستثمر السعودي بأن تكون أهداف المستثمر في سوق الأسهم السعودية محددة مسبقا وان يكون هناك جدول زمني للتخلص من الأسهم الخاسرة حتى وان كان متعلقا فيها.

ويخالف المستثمر ما ذهب إليه الفوزان من استبعاد تأثير الملف النووي الإيراني وتصاعد الخلاف بين إيران والدول الغربية حول ذلك الملف على سوق الأسهم السعودية، مشيرا إلى أن الملف اثر بشكل مباشر على أداء الأسواق المحيطة ومن ضمنها السوق السعودية بطبيعة الحال لاسيما ان الاقتصاد العالمي يعتمد اعتمادا مباشر على النفط إذا قسنا أن حصة السوق العالمي من النفط الخليجي تبلغ 40 في المائة وهناك تخوفات من هروب رؤوس أموال إلى خارج هذه الأسواق.

وأفاد المستثمر أن عودة السيولة إلى السوق مرهونة بزوال تلك المسببات والتي سيعود معها المؤشر إلى اللون الأخضر مجددا.