تداولات المساء تقلص خسائر مؤشر الأسهم السعودية وتكسبه 52.6 نقطة

السوق صعدت 0.41% بقيمة تداول 4.9 مليار دولار و285.8 مليون سهم

TT

واصلت سوق الأسهم السعودية تأكيد بقائها في منطقة آمنة إلى حد وصفت بـ«البعيدة»، وهو ما يعني أن الأسعار الحالية تشير إلى أن نقطة دخول السوق لا تزال مضاءة بأسعار قد لا تتوفر في مستوياتها الحالية بعد مرور فترة وجيزة. ويتزامن بقاء مؤشر السوق في منقطة آمنة مع تعاملات صاعدة ومحمومة بالنسبة لمتداولي أسهم المضاربة التي باتت تعطي مكاسب قادرة على تعوض خسائر الفترة الماضية خلال وقت وجيز بشرط أن يتم التعامل مع هذه الأسهم بحرفية عالية المستوى. وفيما لا يستبعد خبراء تعاملات الأسهم السعودية التعرض بين فترة وأخرى لتراجع بين 300 و500 نقطة ضمن تعاملات تسير بشكل عام في مسار أفقي يضمن استعادة النقاط المهدرة عند اللجوء لعمليات جني أرباح وعند العودة إلى القاع الذي لم يعد خافيا على مراقبي السوق لجمع أسهم إضافية. لكن أسوأ ما يقلق بعض المتعاملين في السوق وبخاصة ذوي الخبرات البسيطة في تعاملات الأسهم، أن تداولات المسار الأفقي تبعث على الملل الذي قد يكون مدعاة لتخلي البعض عن أسهمهم بفعل اليأس من الصعود على مدى أسابيع من التعاملات على الرغم من أن إمكانية اللجوء لمسار هابط يعتبر ضمن الاحتمالات المستبعدة.

وسجل المؤشر العام ارتدادا هادئا استمر على مدى الفترة المسائية استطاعت السوق خلالها تقليص الخسارة من 12483 نقطة لتصعد نهاية التداولات إلى 13053.53 نقطة، كاسبة 52.6 نقطة، تمثل 0.41 في المائة، في حين تم تداول 285.8 مليون سهم، بلغت قيمها الإجمالية 18.6 مليار ريال (4.9 مليار دولار)، نفذت عبر 417.1 ألف صفقة.

الخالد: تمديدا مؤقتا لجمع الأسهم الرابحة في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» خالد الخالد وهو متخصص في قراءة مؤشرات سوق المال السعودية أمس، أن التعاملات التي تمر بها الأسهم السعودية حاليا تعتبر تمديدا مؤقتا لجمع كميات إضافية من أسهم الشركات الرابحة. وبيّن الخالد خلال اتصال هاتفي معه البارحة، أن العديد من متداولي الأسهم استوعبوا خلال الأسابيع القليلة الماضية مسار تطورات السوق في عهدها الجديد وهو ما أدى إلى دخول واضح لسيولة كانت تكتفي بمراقبة التعاملات في وقت سابق.

واعتبر أن السوق كشفت في تعاملاتها الأخيرة أنها تملك خيارات مناسبة لأموال المضاربة التي باشرت تحقيق مكاسب حقيقية، كما أنها واصلت تمديد فرص ذهبية لشراء أسهم العوائد التي عادة ما تعمد لها محافظ الاستثمار على المديين المتوسط والبعيد.

وشدد الخالد على أن التعاملات الحالية تشترط من أجل النجاح في جني مكاسبها ومنع التورط في تراجعاتها، إيجاد سيولة كافية بنهاية التداولات اليومية لكسب فرص اليوم التالي التي عادت ما تسنح أمام متابع شاشة التداولات اليومية.

* السويد: أبعاد السوق غير واضحة

* إلى ذلك، وصف محمد السويد وهو المحلل الفني في الأسواق المالية رؤيته حيال سلوك السوق في فترة تداولات يوم أمس بأن «أبعاده غير واضحة»، إذ أشار في قراءته الفنية الى أن المؤشر العام فشل في اختراق مقاومة قمته الصاعدة الحالية على المدى القصير بقيمة نقطية 13817.49 نقطة وهو الأمر الذي زاد من يقينه بعدم وضوح سلوكيات أداء السوق في الفترة القادمة. ولفت السويد إلى أن المؤشر العام لديه دعم مهم من المفترض أن يتماسك عليه وهو عند مستوى 12775.05 نقطة، موضحا أن أي إغلاق في مستويات أقل من ذلك يمكن أن تصبح إشارة بالعودة مرة أخرى إلى مسار هابط من جديد.

* الربيش: توقيت استفادة صغار المستثمرين

* من ناحيته، قال إبراهيم بن عبد الرحمن الربيش وهو محلل مالي مصرفي، إن السلوك الذي تمر به سوق الأسهم المحلية جيد جدا لصغار المستثمرين الذي سيستفيدون من سلوك حركة المؤشر الهادئة والمائلة نحو الصعود وهو ما يعني استفادتهم القصوى خاصة للمحترفين منهم. وتابع الربيش: أن المستثمر بمبلغ 50 ألف ريال بارتفاع ضئيل للأسهم التي اشتراها فإنه يمكنه أن يسجل ربحا بواقع 500 ريال، وباعتبار دخوله وخروجه السهل من الأسهم فيمكنه مضاعفة هذا العدد فنيا ثلاث مرات في تداولات اليوم الواحد.

وأبان الربيش في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الشركات الصغيرة والتي يتعارف على تسميتها مجازا «بالخشاش» تشهد حاليا تفاعلا في عمليات البيع والشراء والتدوير من قبل شرائح صغار المتعاملين الذي وجدوا فيها فرصة جيدة للغاية للاستفادة منها مقابل نفور للدخول في الشركات الكبيرة لا سيما ما كان منها محركا رئيسيا للمؤشر العام في الفترة الماضية.

وأضاف أن «المرحلة الحالية تؤكد أن الانسياق وراء المضاربة القوية أو صناعها غير مجدية مع تراجع أسعار الأسهم بفعل عملية التجزئة وهو ما يصعب من حركة محافظ المضاربين الكبار والذي يجدون في الوقت الراهن فرص صعبة للتعامل السريع مع السهم خاصة في ما يتعلق بعملية الخروج والتخلص من الأسهم وتحقيق مكاسب سريعة». وتوقع الربيش أن يتواصل التفاعل مع أسهم الشركات الصغيرة خلال الفترة القريبة المقبلة دون تأثير كبير على المؤشر العام الذي يرى أن وصوله إلى مستوى 15000 نقطة يمكن أن يكون قريبا في حين لفت إلى أن مستويات 14 ألف نقطة سيكون عليها حركة فوقها أو دونها قريبا جدا، مبينا أن القرارات التي تتواصل في ما يخص الصالح العام الاقتصادي للشعب سيزيد من العامل المعنوي ويدفع بالثقة في التعاملات قريبا.

* العنزي: موقف القياديات مربك

* من جانبه، أوضح منور العنزي وهو محلل فني أن موقف الشركات القيادية يثير تساؤلا وسط ارتفاع المؤشر بخلاف وجهتها المنخفضة، متوقعا أن يأتي ذلك ضمن استراتيجية هدوء يسبقه انجراف للهبوط أو استعداد للصعود بقوة وهو الأمر الذي يتوقع أن ينكشف بشكل جلي خلال تعاملات السبت المقبل. وأفاد العنزي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن سلوك الشركات القيادية يمثل مصدر قلق للمتعاملين لاسيما أن بإمكانها المساهمة في دفع المؤشر أو تراجعه بشكل صاروخي بفضل ما تحويه من مكونات التأثير المباشر على المؤشر العام، لافتا إلى أن هناك عمليات ضغوط تمارس عليها لهدف تسجيل استراتيجية لا يمكن التنبؤ بها في الوقت الحالي.