الأسهم السعودية: الشركات القيادية تمارس ضغوطا على المؤشر

انخفاض قطاعي البنوك والصناعة والخبراء يستبعدون الهبوط دون 10000 نقطة

TT

أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملات الأمس على ارتفاع طفيف على الرغم من صعود 66 شركة من اصل 79 شركة يتم تداول أسهمها بعد أن مارست بعض الأسهم القيادية ضغطا على المؤشر لاسيما أن لها سطوة كبيرة عليه. كما أن سلوك المضاربين ساهم أمس في تقليص المكاسب بعد عمليات جني أرباح حدثت أواخر التداولات مما يؤكد أن غالبية المتعاملين هم مضاربون بالدرجة الأولى بعيدا عن سياسة الاستثمار التي غابت في مثل هذه الظروف التي تمر بسوق الأسهم السعودية. وأغلق مؤشر السوق عند مستوى 11376 نقطة كاسبا 31.3 نقطة تمثل 0.28 في المائة، في حين بلغت قيمة التداولات 15.4 مليار ريال وزعت على 280 مليون سهم نفذت عبر 367.5 ألف صفقة. وعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تسيطر على التداولات يستبعد مراقبو السوق نزول المؤشر «تاسي» دون حاجز 10 آلاف نقطة حتى لو تطلب الأمر دخول جهات رسمية خصوصا ان الأسعار وصلت إلى حد غير مقبول، ومن المؤكد أنها ستعطي انطباعا سلبيا عن الاقتصاد السعودي.

* الحموة: المشكلة غياب القوة الشرائية

* في هذه الأثناء يؤكد المستشار المالي عبد العزيز البركات الحموة أن مشكلة السوق تكمن في غياب القوة الشرائية بعد أن اكتفى غالبية المستثمرين وكبار المضاربين بمراقبة الشاشات بعيدا عن تداولات هذه الأيام لاسيما أن سوق الأسهم تمر بمرحلة غير عادية في ظل وجود مخاطر استثمارية.

ورجح الحموة أن تقبع سوق الأسهم السعودية في هذه المستويات لفترة طويلة من الزمن لاسيما أن الهبوط كان حادا بما فيه الكفاية، وهذا من شأنه أن يأخذ وقتا طويلا حتى تعود الأسعار إلى مستوياتها السابقة. واستشهد الحموة بما حدث في السوق الأميركية عام 2000 عندما أنهار حينها حيث مازالت الأسعار تئن من وطأة هذا الانخفاض حتى الوقت الحاضر، كما استشهد الحموة بما حدث للسوق اليابانية عندما انهارت من مستويات 20 ألف نقطة استقرت طويلا عند مستويات 12 ألف نقطة، واصفا ذلك بأنه أمر طبيعي ـ على حد وصفه.

وأوضح أن سوق الأسهم السعودية يعد سوقا حرا، مشددا على ضرورة تركه يتحرك وفق العرض والطلب بعيدا عن أية تدخلات أو اجتهادات من شأنها أن تعيد السوق مرة أخرى إلى دوامة الخسائر بعد استقراره المحتمل مستقبلا.كما أفاد الحموة أن العامل النفسي يعتبر المحرك الرئيسي في سوق الأسهم وهو ما سبب حالة التذبذب الحادة التي عاشتها الأسعار هذه الأيام.

* الفايز: هبوط المؤشر دون 10000 مستبعد

* من جهة أخرى، قال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبد المجيد الفايز إن سوق الأسهم السعودية وصلت إلى مرحلة مغرية جدا للاستثمار المتوسط والطويل الآجل. في الوقت الذي أشار فيه الفايز في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن سوق الأسهم السعودية مقبلة على ارتفاعات كبيرة خلال الفترة المقبلة، مشددا على أن الخسائر ستتقلص بعودة كامل الثقة إلى السوق المحلية في غضون الأسابيع المقبلة. واستبعد الفايز في حديثه كسر المؤشر حاجز 10 آلاف نقطة هبوطا حتى لو استدعى الأمر تدخلا رسميا لإنقاذ المؤشر من الانزلاق تحت هذا الحاجز لاسيما أن الأسعار وصلت إلى حد غير مقبول بداية هذا الأسبوع، ومن المؤكد أنها ستعطي انطباعا سلبيا عن الاقتصاد السعودي. وقال إن على المتعاملين الدخول بشكل تدريجي حتى تعيش السوق مرحلة الامان، مؤكدا أن الثقة لا يمكن أن تسترد في يوم وليلة. ونصح الفايز مستثمري سوق الأسهم السعودية باللجوء إلى الاستثمار متوسط المدى هذه الأيام بعيدا عن المضاربات المحمومة والتي أضرت كثيرا بالمكتسبات لاسيما أن السوق بدأت تتفشى فيها المضاربات السريعة بحيث أن كثيرا من المضاربين يدخلون ويخرجون في السوق أكثر من مرة في وقت زمني قصير، كما شدد على أن هذا التصرف تصاحبه عادة ربكة بين المتعاملين وهو بلاشك يعد مخاطرة كبيرة.

* القحطاني: السوق تحتاج إلى ضبط النفس

* من جانبه يقول المستثمر احمد القحطاني إن سوق الأسهم السعودية لا تحتاج إلا إلى ضبط النفس هذه الأيام ومحاولة الابتعاد قليلا عن الحاجز 10 آلاف نقطة، مشيرا إلى أن السوق في حال بقائها بعيدة عن هذا الحجاز ستتمكن من الصعود مرة أخرى إلى مستويات قريبة من مستوى 15 ألف نقطة.

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك أمورا في سوق الأسهم السعودية غير متوقعة الحدوث فالأسهم القيادية تصعد بتثاقل في الوقت الذي نرى فيه تحركا وارتدادا سريعا لبعض أسهم «الخشاش»، حيث عزا القحطاني هذا التغير إلى رغبة كثير من المضاربين في تعويض خسائرهم السابقة.

وشدد القحطاني في حديثه على أن هناك متعاملين يقرأون السوق بطريقة سليمة بحيث أن جزءا كبيرا من سيولتهم وضعوها في أسهم قيادية من اجل الاستثمار خصوصا أن هناك تأكيدات بأن هذه الأسعار ستعاود الصعود خلال الفترة القليلة المقبلة إلى مستويات جيدة.