العضو المنتدب لبنك «بيريوس ـ مصر»: القاهرة نقطة انطلاق خطتنا للتوسع الاقليمي

جمال محرم لـ الشرق الاوسط : نخوض مفاوضات متقدمة لجذب استثمارات خليجية للتمويل العقاري

TT

كشف جمال محرم، الرئيس والعضو المنتدب لبنك «بيريوس ـ مصر» عن خطة لمصرفه لجذب استثمارات سعودية وإماراتية وكويتية إلى مصر، وقال إن المفاوضات في هذا الشأن مع المستثمرين الخليجيين أوشكت على الانتهاء، وتستهدف مشروعات التمويل العقاري والإسكان في المدن الجديدة.

وأكد محرم في حوار مع «الشرق الأوسط» بالقاهرة أن «بيريوس ـ مصر» (البنك المصري التجاري سابقاً، والذي استحوذ عليه بيريوس اليوناني قبل عدة أشهر) بدأ في تنفيذ خطة للتوسع الإقليمي، تكون القاهرة محور انطلاق لها، تتضمن تحويل مكتب تمثيل البنك في العاصمة الليبية طرابلس إلى فرع، والاستمرار في السوق السوداني، عبر البنك المصري السوداني، الذي يمتلك فيه «بيريوس ـ مصر حصة مسيطرة».

ونفى محرم أي اتجاه لدى بيريوس لشراء بنك الإسكندرية، وأشار إلى أنه سيتوسع في السوق المصري من خلال نشر الفروع بالأقاليم والمدن المزدحمة سكانياً، وكذا تمويل خدمات النقل البحري وسفن البضائع والبترول، لافتاً إلى تمويل مركبين تابعين لشركات غير مصرية تعملان في مجال نقل البوتاجاز والغاز المصري بقيمة تبلغ نحو 50 مليون دولار.

واستبعد محرم خروج بيريوس اليوناني من السوق المصري والاتجاه إلى الاستثمار في عواصم أخرى، مشيراً إلى أن ذلك سيحدث إذا تواجد خطر في السوق المحلي أو حدث تغيير في استراتيجية البنك.. واليكم نص الحوار:

> في البداية كيف ترى التواجد اليوناني بالسوق المصري وبنك بيريوس بالذات؟

ـ اليونانيون كانوا موجودين بالسوق المصرفي المصري من قبل استحواذ بيريوس جروب على البنك المصري التجاري من خلال فرع البنك الأهلي اليوناني، وبسبب تقارب العلاقات الثنائية وتشابه الطباع بين اليونانيين والمصريين، بالإضافة إلى رغبة بيريوس في التوسع بمنطقة الشرق الأوسط من خلال مصر وللتحول عن دول البلقان جاءت مجموعة بيريوس، ونحن نعد أول من فتحنا باب الاستحواذ في السوق المصري وجذبنا الأنظار في ذلك.

> وما هي المميزات التي جذبت بيريوس للاستثمار في مصر؟

ـ بيريوس كان آخر من حصل على مذكرة معلومات المصري التجاري حال طرحه للاستحواذ وفاز بالصفقة بعد تنافس بين 6 بنوك وتتضمن مزايا السوق المصري التعداد السكاني المتزايد، وتنوع الاقتصاد وانخفاض متوسط أعمار المصريين بالإضافة إلى توافر العمالة المتعلمة وهذه العوامل تجعل القرار أمامنا الانطلاق لمنطقة الشرق الأوسط من خلال بيريوس مصر وأي امتداد في المنطقة سيكون من خلال القاهرة.

> ألا يخلق تواجدكم بالسوق المصري صراعاً مع البنوك الفرنسية والبريطانية والأميركية خاصة مع توسع بعضها أخيرا من خلال الاندماجات؟

ـ يحسب لليونانيين أنهم أول من فتحوا الباب في السوق المصري للاستحواذ على البنوك، ويعدون سبباً في التوسع بالسوق المحلي وجذب الاستثمارات، ولا ننزعج من تواجد الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين في مصر، خاصة مع عمق السوق وكثرة البنوك العاملة بالسوق المصري، فهناك حاجة قوية إلى زيادة انتشار الخدمات المصرفية مما يستوجب تغيير الثقافة المصرفية والاهتمام بجماهير جديدة وخدمات إضافية، أما صندوق استثمار ريبلوود الأميركي الذي حصل على حصة في C.I.B فهو يتميز بوضع خاص وهو من الصناديق الكبرى عالمياً ولم يتضح دوره في السوق المصري بعد وأتوقع أنه لن يقف عند هذا الحد وربما يتوسع في مصر مستقبلا.

> هل تعتقد أنه قد يأتي وقت يتم فيه انسحاب بيريوس مصر من العمل بين البنوك محلياً بسبب شدة المنافسة خاصة أنه هرب من البلقان لنفس السبب؟

ـ اشك في ترك البنك لمصر والخروج من السوق والاتجاه للاستثمار في دول أخرى إلا إذا تواجد خطر سياسي في السوق المصري على نشاط البنك أو مع حدوث تغيير في استراتيجية انتشار البنك الاقليمية والعالمية، ونحن موجودون للمنافسة بالسوق المصري وجذب الاستثمارات وتنوع الخدمات، وقد حدث تغيير في استراتيجية بنوك أميركية من قبل في أسواق أوروبية خرجت منها مثلما خرج تشيس من ألمانيا ومن مصر في ذات الوقت.

> وما هي أولوياتكم في السوق المصري؟

ـ أولا نركز على التوسع في خدمات التجزئة المصرفية وكذا الشركات وأيضا الانطلاق في التمويل العقاري والإسهام في تفعيل القانون الخاص بمنظومة البنوك. وقد بدأنا نعمل في قطاع التمويل العقاري رغم أن منظومته وبنيته التشريعية تحتاج إلى استكمال لتفعيله، ونركز في خطتنا بهذا الصدد على المدن الجديدة، بالتوازي مع تمويل العقارات والوحدات السكنية في المناطق القديمة والتمويل العقاري سوق مفتوح ومربح ويخلق وظائف وحركة اقتصادية وتجارية، ورغم ان القانون الخاص به موجود إلا أنه لم يختبر بعد، وما زال المناخ الخاص به يحتاج إلى استكمال خاصة في مجال التسجيل وسند الملكية. ثاني الأولويات تمويل خدمات النقل البحري خاصة أن لدينا خبرة قديمة من الجانب اليوناني في هذا المجال، ولدينا أيضاً سياسة تمويل سفن البضائع والبترول وليس عبارات النقل البحري.

وقد نجحنا في تمويل مركبين تابعين لشركات غير مصرية الأولى متخصصة في نقل البوتاجاز لمصر والأخرى لنقل الغاز المصري بقيمة تصل إلى 50 مليون دولار بالإضافة إلى التوسع في تمويل الشركات.

> كيف تقيم توسع البنوك الأجنبية في السوق المصري والاعتراضات الداخلية عليه؟

ـ أنا ضد سيطرة البنوك الأجنبية على السوق المحلي لكن مع تواجدها لدعم التنافسية، على أن تقود البنوك الوطنية الاقتصاد المصري، وهو ما يحدث في أميركا رغم تواجد الأجانب بقوة هناك، إن من المهم أيضاً تواجد بنك وطني مملوك للمصريين بالسوق الخارجية يلعب دوراً إقليميا وهو ما نفتقده حالياً رغم ارتفاع عدد البنوك العاملة، وأن يتولى التنمية الاقتصادية، للمشروعات الحكومية بنك الاستثمار القومي، أؤكد أن البنوك الوطنية والأجنبية في غاية الأهمية للاقتصاد والأهم تقديم خدمات مصرفية متطورة للعملاء واللحاق بركب المصارف والمعايير الدولية والعالمية.

ومن الظلم في هذا الإطار مقارنة البنك الأهلي المصري الذي يعد أكبر البنوك المصرية من حيث الملاءة المالية بغيره من البنوك سواء العربية والعالمية في الربحية، وعلينا أن نمنحه فرصة زمنية لمدة 5 سنوات لتقييمه خاصة مع تواجد الخبرات وكذا المساعي لحل المشكلات.

> كيف ترى آثار خطة الإصلاح المصرفي في ضوء التوجه الاقتصادي الراهن؟

ـ نحن بدأنا الانطلاق كبنوك عامة وخاصة وتخطينا مرحلة الإصلاح ولست من أنصار ربط الإصلاح الاقتصادي بالسياسي واعترف بوجود فساد في كل مكان بمصر وعلينا محاربته والاستمرار في العمل حتى يأتي المردود ونعود للانتعاش الاقتصادي وتأتي ثمار الإصلاح التي تحتاج الانتظار نحو 10 سنوات مقبلة شريطة تزايد معدلات النمو الاقتصادي بنسبة 7% على الأقل والقضاء على الإحباط لدى الشارع وهو ما يستغرق وقتاً.

وأنا أؤكد أن السنوات الثلاث الماضية حققت البنوك المصرية فيها طفرة كبيرة في اطار التطوير والتنظيم عادت بها إلى المنافسة وهو ما زاد من النمو الاقتصادي الذي فاق 6%.

> ماذا عن خطة توسع «بيريوس» خارج مصر؟

ـ كما تعلم لدينا مكتب تمثيل بليبيا نرغب في تحويله إلى فرع للبنك هناك، ووحدة تابعة في السودان وهما يسهمان في دعم العلاقات التجارية المشتركة وندرس حالياً موقف تواجدنا بالبلدين، لانهما واعدان ومربحان وعملنا بالسودان أساساً هو في تمويل التجارة من خلال عملائنا سواء في مصر أو هناك، كما نرغب في التوسع بالدول العربية وندرس ذلك جيدا وآلية إنشاء مكاتب لنا في عدة دول عربية لا أريد الإفصاح عنها الآن أو الاستحواذ على بنوك ولكن علينا الانتظار لحين تقوية تواجدنا في مصر.

> إذن خطتكم للتوسع تبدأ من الداخل المصري؟

ـ لدينا خطة لنشر الفروع بباقي أحياء القاهرة وصعيد مصر للقضاء على التركز في مناطق محددة ونبحث عن مقار لإنشاء فروع بشبرا والظاهر وروض الفرج وهي أحياء تتميز بالكثافة السكانية المرتفعة بالإضافة الى إنشاء فروع بالمنيا وبني سويف ومرسى علم والعلمين.

> من وجهة نظرك ما هي المخاطر والتحديات التي تواجهكم في السوق المصري؟

ـ أولا حرب الأسعار بين البنوك ويحتاج ذلك إلى تنظيم من خلال عرف مصرفي، ولا بد للبنوك أن تتنافس في تأدية الخدمات المصرفية وليس تحقيق خسائر من حرق الأسعار لزبائنها وخدماتها.

ثانيا الإرهاب واعتبره موضوعا مزعجا للغاية بالنسبة للاستثمارات الأجنبية حيث يعمل على هدمها.

ثالثا الإصلاح السياسي ودعم الديمقراطية فهما مطلب ضروري وإن كان ليس هناك مبرر لربط الإصلاح الاقتصادي بالسياسي فهناك دول حققت التنمية في ظل الفصل بينهما، ومن الخطورة تفعيل إصلاح سياسي غير مدروس رغم أنه مطلوب.

> وماذا عن الإصلاحات التشريعية المطلوبة لإنضاج السوق؟

ـ أرى أن الناحية التشريعية اكتملت نسبياً رغم أن البنية القانونية تحتاج إلى تطوير ومع ذلك فإن المناخ الاقتصادي لا يتقدم من خلال القوانين فقط ولكن من خلال منظومة متكاملة بالإضافة إلى المسؤولية الاجتماعية لرأس المال والتي بدأت المؤسسات الاقتصادية المصرية الكبرى في العمل بها، وهو ما يحرص عليه بيريوس جروب اليوناني ونحن شركاء في أكبر جامعة خاصة في مصر وهي التوطين والتكنولوجيا ونحقق أرباحا منها.

> هل لديكم ترتيبات محددة مع المستثمرين الأجانب والعرب للعمل هنا؟

ـ لدينا اتصالات ومشاورات مع مستثمرين كويتيين وإماراتيين وسعوديين للاستثمار في مصر للاستفادة من أجواء المنافسة ووفرة السيولة وجاهزية العديد من القطاعات المصرية للاستثمار ولا بد من تقوية الكيان العربي ولا علاقة لذلك بالايديولوجيا فليس من المعقول أن نمتلك كل تلك الروابط ولا ينعكس هذا على «البزنس» العربي في مصر وغير مصر، ونحن بنك جاهز للمهمة وليس لدينا مشاكل في تطبيق معايير بازل2 حيث فاق معدل كفاية رأس المال 25% وهو مؤشر مقلق رغم ارتفاعه ولا بد أن يكون متوازناً، بالإضافة إلى الخطة الموضوعة للتطوير التكنولوجي للبنك على الطريقة اليونانية وإدخال الأنظمة الحديثة.

ان بنك بيريوس حاصل على جوائز أوروبية متقدمة في الخدمات المصرفية الإلكترونية بشهادة مسح أجري بين المستهلكين الأوروبيين في شأن دفع فواتير الكهرباء والهاتف ولدى بيريوس جروب نظام جيد في هذا المجال نسعى لإدخاله إلى بيريوس مصر.

ونحن نركز على النمو سواء في الائتمان والودائع ورأسمال البنك ولدى الشركاء اليونانيين رغبة أكيدة في مضاعفته أكثر من مرة.

> أخيراً: ستطرح الحكومة المصرية 70ـ80% من بنك الإسكندرية للبيع وتقدمت مجموعات عالمية عديدة لطلب كراسة المعلومات هل لديكم اهتمام بذلك؟

ـ بنك الإسكندرية ليس في حساباتنا أو اهتماماتنا، ونحن نفضل زيادة حجم تواجدنا وانتشارنا الطبيعي، وأيضاً نشر ثقافتنا المصرفية كنموذج. إن بنك الإسكندرية «شيلة كبيرة»، لكننا نرحب بالنظر إلى أي من البنوك الصغيرة المطروحة للبيع لنستحوذ عليه.