تداول أسهم «الأبحاث» يتوجه للصعود بعد تكوين قاعدة سعرية تمثل نقطة القاع

مدعومة بنتائج المجموعة الإيجابية ونسبة النمو المرتفعة

TT

شهد تداول أسهم «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» بعد طرحه يوم الاثنين الماضي، تذبذبا حادا ليغلق الخميس الماضي بالنسبة القصوى 10 في المائة عند 84.5 ريال، مما يؤكد أن السهم بدأ يوحي بأنه يعمل على تكوين قاعدة سعرية تمثل نقطة القاع لفتح مجال واسع لسلوك مسار جديد مدعوم بنتائج الشركة الإيجابية.

وجاء إعلان الشركة عن تحقيقها صافي أرباح بلغت 88.4 مليون ريال (23.5 مليون دولار) في نهاية أبريل (نيسان) 2006 مقارنة بـ 37.5 مليون ريال خلال نفس الفترة من عام 2005 بمعدل نمو 136 في المائة، داعما للسهم في السوق وصعوده لتحقيق أرقام جديدة خلال الفترة المقبلة بعد تكوين قاعدة سعرية بلغت 77 ريالا يوم الأربعاء الماضي، متجاوزة التوقعات التي كانت توحي بأن قاع السهم سيكون 60 ريالا أول فترة تداوله. إلا أن المؤشرات الإيجابية للمجموعة التي طغت على حركة السهم نهاية تداول الخميس الماضي مع إعلان الأرباح أدت إلى ارتفاعه بالنسبة القصوى 10 في المائة.

ويشير بعض المراقبين إلى أن وصول سعر السهم في أول أيام تداوله الى 110 ريالات كان نتيجة لانخفاض علاوة الإصدار التي كانت 36 ريالا بالإضافة إلى سعر السهم 10 ريالات مقارنة بعلاوة الإصدار للشركات التي أعلن طرحها للاكتتاب والتي كانت مرتفعة بشكل كبير عن المجموعة خلال العامين الماضيين.

وأضاف المراقبون أن علاوة الإصدار لسهم المجموعة تعتبر معقولة جدا بالنسبة للشركات الأخرى. وعند طرح السهم للتداول شهد تداولا مكثفا على الرغم من أن سوق الأسهم بشكل عام كان يعاني من حالة نفسية وانعدام الثقة وتذبذب حاد وهبوط على كافة قطاعات السوق والتي تأثرت فيه الشركة في اليوم التالي من التداول كجزء من سوق الأسهم ككل، إلا أنه سرعان ما بدأ سهم المجموعة بالتجاوب مع الأخبار الإيجابية التي أعلن عنها.

وبين هؤلاء المراقبون أن المجموعة ستشهد إقبالا قويا خلال الفترة المقبلة، ملمحين الى أنه في حال عودة الثقة للسوق ستسجل أرقاما قياسية خلال المرحلة القادمة، مشيرين للنمو الذي تسجله الشركة في ظل الخطط المستقبلية التي أعلنت عنها مؤخراً والتي من شأنها منحها زخما للصعود في ظل النتائج الجيدة المتوقع تحقيقها مع نهاية العام الجاري.

وهنا أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور مدثر أبو الخير، وهو أستاذ متخصص في التحليل الأساسي للقوائم، أن عمليات تداول سهم مجموعة الأبحاث في اليومين الأولين أعطت انطباعا جيدا عن السهم وتركت أمامه مجالا واسعا لسلوك مسار صاعد، وبين أن نتائج القوائم المالية للمجموعة تحمل محفزات متعددة ستكون مدعاة للاستثمار في سهمها بعد إدراجه في المؤشر العام للأسهم السعودية، وبين أن ابرز ما يلفت الانتباه أثناء تداولات السهم انه بدا هادئا لما يوحي انه يعمل على تكوين قاعدة سعرية تمثل له نقطة القاع.

وأفاد أبو الخير أن معرفة السعر العادل لأي سهم حديث الإدراج للسوق تتم من خلال قسمة ربح السهم على معدل سعر الفائدة كما يمكن التعرف على السعر العادل لأي سهم عبر ظرف مكرر الربح في العائد على السهم. وعلى الطرف الآخر أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان، وهو متخصص في التحليل الفني لمسارات الأسهم السعودية، أن سهم مجموعة الأبحاث مرشح لمحاكاة مسار سهم شركة الدريس الذي سلك مسار الصعود القوي عدة أيام بعد فترة قصيرة من التذبذب صعودا وهبوطا بعد الإدراج مباشرة. إلى ذلك قال المراقب المالي فهد الحميدي لـ«الشرق الأوسط» إن سهم «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» الذي أدرج مؤخرا في سوق الأسهم السعودية ينبئ بأرقام جيدة لا سيما انه يعتبر سهما استثماريا مجديا لمن يرغب في الاحتفاظ به مدة زمنية طويلة.

وشدد الحميدي أن السهم لم يتأثر بموعد الإدراج، خصوصا ان سوق الأسهم عانت خلال الفترة الماضية سلسلة تراجعات حادة، مبيّنا ان وقت الإدراج كان يصادف موعد ارتداد قوي للسوق والذي بدأ مطلع الأسبوع الماضي. وفي ذات السياق أوضح الحميدي ان سهم «المجموعة» ذو جدوى اقتصادية جيدة ومن المنتظر أن تكون هناك توزيعات جيدة سيجنيها ملاك هذا السهم مستقبلا.

في هذه الأثناء قال المستثمر عبد الرحمن اليحيى إن الأحداث الماضية التي حصلت في سوق الأسهم السعودية لن تحد من ارتفاع سهم «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»، مشيرا في حديثه المقتضب لـ«الشرق الأوسط» الى ان العادة جرت على أن الشركات الجديدة التي تدرج في سوق الأسهم السعودية تكون في وضع أفضل من الشركات القائمة التي تتأثر بمسار السوق الهابط. وأكد ان الشركات الحديثة الإدراج في أي سوق مال وتملك عوائد جيدة، عادة ما يكون تأثرها محدودا بتقلبات السوق المالية. من جانبه بين لـ«الشرق الأوسط» ناصر الخلف، وهو محلل مالي، أن تحقيق المجموعة صافي أرباح بلغ 88.4 مليون ريال في نهاية أبريل (نيسان) 2006 مقارنة بـ 37.5 مليون ريال خلال نفس الفترة من عام 2005 بمعدل نمو 136 في المائة، رفع العائد السنوي على السهم بناء على هذه الأرباح 3.15 ريال للسهم، وعليه فإن السهم يتداول بمكرر ربحية 25.3 مرة بناء على سعر 84.5 ريال وهو سعر إغلاق يوم الخميس الماضي.

وقال الخلف إن المجموعة حافظت على معدلات النمو التي حققتها خلال السنوات الماضية حيث وصل صافي أرباح الشركة خلال عام 2005 إلى 181.4 مليون ريال بنسبة نمو بلغت 289.3 في المائة، ويرجع ذلك للنشاط الملحوظ في قطاع الدعاية والاعلان والذي عززه بشكل رئيسي النمو الاقتصادي الذي تشهده السعودية خلال السنوات الماضية، كما شهد قطاع الطباعة معدل نمو تراكميا بلغ 153.9 في المائه خلال السنوات الثلاث الماضية، مما يتوقع ان يساهم قطاع الطباعة في زيادة ارباح الشركة خلال السنوات القادمة وذلك بعد الاستحواذ على مطابع «هلا» في يناير (كانون الثاني) 2006 وكذلك نية الشركة في التوسع في هذا المجال. ودعمت النتائج المالية المفاجئة التي أعلنت عنها «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»، نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، إعادة قراءة نتائج الميزانيات السنوية للمجموعة لإعادة تقييم وضع المجموعة المالي.

وتأتي محاولة إعادة تقييم وضع مجموعة الأبحاث عبر قراءة قوائمها المالية المدققة للأعوام الثلاثة الماضية، بهدف معرفة جدوى شراء سهمها بالنسبة لمحافظ الاستثمار ومحافظ المضاربة التي تعتمد على استراتيجية بين متوسطة إلى بعيدة المدى، من دون أن تصل إلى مستوى المدى الاستثماري.

يشار إلى أن مجموعة الأبحاث أعلنت عبر بيان رسمي تم بثه على موقع تداول أول من أمس، أنها حققت بنهاية أعمال الربع الأول من العام الحالي أرباحاً صافية بلغت 61.1 مليون ريال مقارنة بـ 27.8 مليون ريال للفترة ذاتها من عام 2005.

وحمل البيان نتائج الربع الأول مضافة لها نتائج فترة إضافية تمثل ثلث أعمال الربع الثاني، فيما تمثل الفترة الإضافية التي تم كشف نتائجها عبر البيان نفسه، نتائج الثلث الأول من العام الحالي، في حادثة هي الأولى من نوعها في سوق المال السعودي على وجه الخصوص، فيما يمكن اعتبارها واحدة من أكثر الحالات ندرة في مختلف أسواق المال الشهيرة بشكل عام.

وجاء ضمن نتائج الفترة المضافة إلى فترة الربع الأول من العام الحالي، أن البيانات المالية حتى نهاية شهر إبريل (نيسان) الماضي، تؤكد استمرار نمو أعمال المجموعة، حيث حققت أرباحاً صافية بلغت 88.4 مليون ريال.

وجاء في البيان أيضا أن هامش الربح بلغ في نهاية الثلث الأول من هذا العام، 22 في المائة تقريباً، لتحقق بذلك مجموعة الأبحاث نسبة نمو تقدر بنحو 136 في المائة عن صافي أرباح الفترة ذاتها من العام الماضي التي بلغ صافي أرباحها 37.5 مليون ريال، وهامش صافي ربح 12 في المائة تقريبا. واستدعت هذه التطورات في نتائج أعمال المجموعة ضرورة تحليل وضعها، من حيث تنامي الأرباح والشفافية التي اعتمدها لها مجلس إدارة المجموعة منهجا غير مسبوق كشف من خلاله المجلس نتائج جزء مهم من أعمال ربع سنوي لا أحد يتوقع كشف نتائجه قبل منتصف يوليو (تموز) المقبل.