الأسهم السعودية تفاضل في 11 جلسة بين «الملاجئ الصفرية» وجاذبية مسارات الصعود

تداول مليار سهم بقيمة 19 مليار دولار.. والمؤشر يرتفع 10 % في أسبوع

TT

تبدأ سوق الأسهم السعودية أولى تعاملاتها مع بداية أسبوع جديد من التداولات اليومية، دون قرار حاسم لاختيار النمط العام لسلوك المؤشر خلال تداولات الجلسات الـ 11 الموزعة على أيام عمل هذا الأسبوع.

وتأتي بداية تعاملات الأسبوع الجديد صباح اليوم حائرة بين توقعات المحللين، وواقع الأمر الذي سيواجهه مسارها الحقيقي على أرض الواقع، وذلك بعد بدء التداولات عمليا من خلال تنفيذ صفقات البيع والشراء على شاشات التداول من اليوم وحتى نهاية تعاملات الخميس المقبل. وكان مؤشر سوق الأسهم السعودية الأسبوع الماضي ارتفع 9.95 في المائة عن الأسبوع الذي سبقه بتداول 1.175 مليار سهم من خلال 1.679 مليون صفقة بقيمة إجمالية 71.39 مليار ريال (19 مليار دولار)، وقد أغلق المؤشر عند مستوى 11046 نقطة. في هذه الأثناء، تباينت آراء المختصين في قراءة المسارات المحتملة للمؤشر العام للأسبوع الجاري، غير أن حالة التفاؤل غالبة على بقية الحالات النفسية الأخرى، وهو ما قاد إلى الاجتهاد لتحديد توقعات ذهبت إلى ما هو أبعد من ترشيح مسار الصعود إلى تحديد أعلى نقطة يتوقع تسجيلها قبل قفل التعاملات الأسبوعية.

وذهبت توقعات بعض المحللين إلى أن السوق لن تهبط دون مستوى إقفالها بنهاية تعاملات الخميس الماضي، كما أنها لن تتمكن من تسجيل صعود يستحق الذكر، في إشارة إلى أن المؤشر العام مرشح للاتقاء بملاجئ المسار الأفقي أو ما يصطلح خبراء التحليل الفني على تسميته بالمسار الصفري، على اعتبار أنه أقرب إلى الصفر من أي قيمة أخرى، بعيدا عن الهبوط المفزع والصعود المغري بتفعيل عمليات جني الأرباح عند أي مقاومة تتربص بمسار الصعود. ويمكن للمسار الصفري أن يحمي المؤشر من الهبوط، دون أن يعطيه حوافز تدعم صعوده، لكسر أي من نقاط المقاومة على اختلاف مستويات هذه النقاط التي تتراوح بين مقاومة سهلة الكسر وأخرى عنيفة لا تنكسر بصعود لا يحمل سلاح كميات الأسهم المتداولة وحجم سيولة كاف للتوقف في مستويات أعلى منها.

وعلى الطرف الآخر، ترتفع أصوات تتفق مع الرأي السابق على أن المؤشر بعيد عن العودة للهبوط وفقا للظروف الحالية، غير أنها لا ترى إمكانية للجوء المؤشر للمسار الصفري على مدى خمسة أيام من التداولات، في إشارة إلى أن الصعود واقع لا محالة.

وفيما تشير الظواهر السعرية المتشكلة والمؤشرات بفعل تعاملات الأسبوع الماضي، إلى أن تعاملات اليوم مرشحة لدعم صعود المؤشر ليضيف نقاطا جديدة إلى رصيده المتنامي، حسب النتيجة النهائية لتداولات لم تبرح مسار الصعود منذ السبت الماضي، على الرغم من تعرضها لعمليات جني أرباح فشلت في كسر هذا المسار.

وتنسجم الظواهر السعرية مع عدد من المؤشرات الفنية المتطورة التي ترشح المؤشر للصعود، وهو ما يعني أن سيطرة اللون الأخضر على مساحات واسعة من شاشات التداول اليوم واردة إلى أبعد حد.

ويأتي ترشيح السوق للصعود وفقا لمعطيات تحليلات فنية تعتمد على ردود أفعال المتعاملين أثناء التعاملات لاستشراف مستقبل السوق، متزامنا مع آراء تتفق مع هذه التوقعات، على الرغم من أنها آراء مبنية على استراتيجية لا تلتقي مع أي من محاور التحليل الفني، على اعتبار أنها خلاصة نتائج التحليلات المالية الأساسية. وحسب أهم المعطيات المستخلصة من نتائج التحليلات المالية الأساسية، فإن السوق، لا يزال في منطقة ذات جاذبية عالية لإغراء السيولة بالدخول، على اعتبار أن الأسعار بمأمن عن أي من مبررات التعرض للخسارة، ما لم تحدث ظروف استثنائية تعصف بالوضع الاقتصادي بشكل عام وسوق المال على وجه الخصوص.

وعلى الرغم من أن توقعات استمرار الصعود في الكفة الراجحة بين آراء المحللين في وضع السوق خلال الفترة المقبلة، إلا أن الآراء المخالفة لهذه التوقعات، ليست غائبة بشكل تام. وفي هذا الخصوص، يعتقد قلة من المختصين في قراءة مؤشرات السوق، أن اللجوء للمسار الصفري سيكون خيار تعاملات الأسبوع الجديد على امتداد جلسات التداول التي تستمر حتى نهاية فترة الصباح من يوم الخميس المقبل.

وعلى الطرف الآخر يأتي الرأي المخالف للآراء التي تتوقع الصعود من المختصين في التحليل المالي الأساسي، أكثر تشاؤما من الرأي الذي يقول بدخول المؤشر مسارا صفريا، وذلك من خلال الإصرار على أن رحلة الهبوط لم تتوقف أصلا، وأن المسار الهابط لم تكسره نقاط الصعود التي تم جمع كم وافر منها خلال الأسبوع الماضي.

الشبيب: اللون الأخضر سيظهر مع بدء التداولات اليوم في هذه الأثناء، أوضح لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب، وهو واحد من خبراء التحليل المالي الأساسي والتحليل الفني في الوقت نفسه، أن السوق جاهز للصعود بمرور الدقائق الأولى من تداولات الفترة الصباحية اليوم. وذهب إلى أن المؤشر في منطقة يستبعد معها التعرض لتراجع حقيقي يفقده مكاسب الأسبوع الماضي، مع ترشيحه لإضافة نقاط تتراوح بين 1200 و1400 نقطة قبل نهاية تعاملات الخميس المقبل، على أن تكون أدنى نقاطه محددة عند الإقفال الأسبوعي الأخير.

وبين أن مسار الصعود المتوقع مدعوم بظواهر سعرية ونقاط دعم قوية، ومؤشرات تنصح بدخول وركوب الموجة الصاعدة، قبل التوقف عند مناطق المقاومة المتوقعة بين مستوى 12200 نقطة و12500 نقطة.

الحميدي: لا صعود ولا هبوط وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ «الشرق الأوسط» عبد الرحمن الحميدي، وهو محلل لتعاملات الأسهم ومراقب دقيق لتعاملات سوق المال السعودية، أن تعاملات الأسبوع ابتدأت من اليوم وستكون في مأمن من أي هبوط.

وذهب في توقعاته إلى أن السوق التي ستنجو من أي تراجع يستحق الذكر طيلة جلسات العمل التسع من السبت وحتى الخميس، لن تكون قادرة على الصعود، وأن مستوى 11600 نقطة سيكون أعلى رقم يمكن للمؤشر بلوغه.

وأفاد بأن سيناريو اللجوء للمسار الصفري سيكون أفضل سبل منع خسارة بعض أو كل النقاط التي لم يتحصل عليها المؤشر العام خلال الأسبوع الماضي، إلا بعد أن تمرغت أسعار أسهم العوائد في وحل قاع ظالمة ومملة بسبب مسافاتها الطويلة وفترات البقاء داخلها كواحدة من أسوأ المراحل التي يمكن أن تمر بها أي سوق مالية مهما تباين تصنيف درجاتها بين مختلف الأسواق.

السويد: استمرار الصعود وهم في المقابل يرى محمد السويد، وهو محلل لتعاملات الأسهم وخبير في قراءة مساراتها المتوقعة، أن توقعات استمرار الصعود مجرد وهم يغذيه جمال اللون الأخضر الظاهر على الشاشات بشكل مؤقت. وبيّن أن توقعاته ستثبتها التعاملات المقبلة، وأن وهم توقعات ارتفاع الأسعار ستفضحها حقائق الهبوط إلى ما هو أدنى من آخر نقطة سجلها المؤشر خلال تعاملات العام الحالي. وأفاد بأن المؤشر العام الذي توقف بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي بشكل طبيعي لتكوين قاع صاعد على المدى القصير، وأنه نجح في تجاوز حدود دعمه المفترضة. وذهب إلى أن كل ذلك لا يلغي إمكانية مرور المؤشر بفترة تذبذب، مستخدما الـ 9471.43 نقطة كنقطة دعم، على أن يعاني من مقاومة شرسة وعنيفة عند مستوى 12078.04 نقطة.