محلل مالي في أبوظبي: عودة حذرة للسيولة وراء الثبات النسبي للأسهم الإماراتية

السوق فقدت منذ بداية العام أكثر من 20 مليار درهم

TT

قال محللون في سوق الاسهم الاماراتية، ان المقاومة التي أبدتها الاسهم المحلية طوال الاسبوع، هي علامة مشجعة، باعتبار ان استقرار الاسعار هو بداية تعافي السوق بعد عملية التصحيح المكلفة التي مر بها السوق منذ بداية العام الحالي. وقال نبيل فرحات، المدير التنفيذي لشركة الفجر للأوراق المالية، ان استقرار الاسعار يتزامن مع تقارير مالية رسمية عن عودة السيولة للسوق، وان كانت عودة حذرة. وأشار الى ان السوق المالية الاماراتية كانت قد فقدت منذ بداية العام أكثر من 20 مليار درهم من السيولة الاجمالية التي تستثمر في الاوراق المالية، لكن هذه السيولة بدأت ترجع الى السوق وتتوجه بصورة انتقائية لأسهم معينة وصلت اسعارها الى مستويات محفزة للشراء أو لأن قيم هذه الاسهم اقل من مستوى الاداء او اقل من مستوى الارباح الفعلية المحققة أو المشاريع والاصول التي تملكها الشركات المصدرة لها. وقال فرحات ان المدة التي تحتاجها السوق من حالة الاستقرار النسبي التي تعيشها حاليا والبدء برحلة صعود جديدة، تتراوح في العادة بين بضعة اسابيع وبضعة اشهر، مشيرا الى ان هذا التحسن في كل الاحوال يكون بطئيا لكنه يمتاز بالمثابرة. وأضاف فرحات ان الجهاز المصرفي المحلي يتجاوز حاليا صدمة خروج ما يزيد عن 20 مليارا من الاموال الساخنة التي استثمرت في السوق خلال فترة الطفرة، مستفيدا من ارتفاع اجمالي الودائع الناجمة عن تحسن ايرادات النفط. وقال ان المصارف التي لا تواجه أي قروض متعثرة، والتي لديها في بند الودائع مبالغ كبيرة ستكون مستعدة من جديد لرفد أي انتعاش جديد في السوق المالية. وذكر ان اجمالي القروض والسلفيات مقابل الأسهم سجلت في العام الماضي حوالي 6% من اجمالي الاقراض، وهي نسبة كبيرة وتوفر مبالغ كبيرة اذا ما تمت المحافظة عليها في العام الحالي، مشيرا الى ان ذلك يبدو متوقعا في ضوء الحجم الكبير للودائع المتوفرة لدى هذه البنوك والتي تفوق ما كانت عليه في العام الماضي.

وحول أسباب تركز التداول على أسهم معينة في السوق وعدم انسحاب انتعاش التداول على مختلف الأسهم، قال فرحات ان حركة الاسهم تحكمها عدة معايير من أبرزها القدرة على تسييل السهم بسرعة، وهي ميزة لا تتوفر في ظل أجواء عدم الثقة التي يعيشها السوق إلا في عدد محدود من الاسهم. لكنه ذكر ان المستثمرين طويلي الأجل لهم معايير مختلفة من حيث انهم ينظرون الى كافة الابعاد التي تعطي للسهم قيمته. وقال فرحات ان المستثمرين يحتاجون الى أسبوع آخر من الاستقرار في الاسعار قبل ان يصبح بالامكان تحديد ما اذا وصلت اسعار الاسهم الى الحدود الدنيا. وقال ان الاسهم بالرغم من كل ما فقدته من قيمتها السوقية إلا انها لا تزال بالمقاييس المالية قناة استثمار جذابة، لكنه دعا الى عدم تعجل النتائج ورسم مستويات واقعية للمردود المتوقع.