رئيس وكالة الطاقة الدولية: لا اتوقع تخفيض «أوبك» إنتاجها في اجتماع الشهر المقبل

توقعات ببقاء أسعار النفط مرتفعة حتى تنحسر المخاوف السياسية

TT

قال رئيس وكالة الطاقة الدولية كلود ماندل أمس إنه لا يتوقع ان تخفض أوبك انتاج النفط عندما يجتمع وزراؤها الشهر المقبل في الوقت الذي تظل فيه أسعار النفط قرب مستوى 70 دولارا للبرميل، «لا أستطيع أن أتصور أن تخفض أوبك»، وقال ماندل لرويترز على هامش ندوة تشارك فيها أوبك ووكالة الطاقة الدولية «لا أستطيع أن أتصور أن يخفضوا الانتاج والاسعار عند المستويات الحالية». وأضاف انه يفضل أدنى سعر ممكن للنفط يسمح بالاستثمار في امكانيات انتاجية جديدة لكنه لم يذكر سعرا محددا.

وقال ماندل «لا داعي لزيادة الامدادات، هناك حاجة قوية لزيادة الطاقة» الانتاجية، وتتولى وكالة الطاقة تقديم المشورة في مسائل الطاقة لاعضائها من الدول الصناعية وعددها 26 دولة، وهو الامر الذي أكده وزير النفط الايراني كاظم وزيري هامانة امس لوكالة أنباء الطلبة الايرانية عندما صرح ان منظمة أوبك لن تغير سقف انتاج النفط وانه من المستبعد أن يصل سعر البرميل الى 100 دولار. وقال الوزير «سقف انتاج أوبك لن يتغير»، وأضاف «أعتقد أن أسعار النفط لن تصبح رقما في خانة المئات في المستقبل» في اشارة الى 100 دولار للبرميل، والخام متداول حاليا عند حوالي 70 دولارا للبرميل.

من جهته توقع محمد باركيندو القائم باعمال الامين العام لمنظمة أوبك امس ألا تنخفض أسعار النفط عن مستوياتها الحالية الى ان تهدأ المخاوف التي تثيرها التوترات السياسية. وتعافت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع مقتربة من 70 دولارا للبرميل امس، وعزا متعاملون ذلك جزئيا الى مخاوف بشأن نزاع طهران مع الغرب حول برنامجها النووي وبسبب هجمات المتشددين التي عطلت الصادرات النيجيرية.

وقال باركيندو في بداية ورشة عمل في أوسلو يشارك فيها مسؤولون من أوبك ومن وكالة الطاقة الدولية «الاسعار لن تنخفض حتى تهدأ هذه المخاوف»، وأشار الى تقديرات في السوق ان المخاوف السياسية أضافت ما بين 15 و20 دولارا للبرميل الى سعر النفط، وقال ان على الدول المنتجة والمستهلكة ان تعمل معا لمواجهة ذلك. وركزت ورشة العمل التي استمرت حتى أمس على تقييم الطلب العالمي على النفط وتضم فريقا من وكالة الطاقة الدولية يرأسه كلود مانديل المدير التنفيذي للوكالة التي تضم 26 بلدا صناعيا.

وكبح ارتفاع أسعار النفط معدلات نمو استهلاك الوقود بالولايات المتحدة مما دفع الوكالة التي تقدم المشورة للغرب في مجال الطاقة الى تقليص توقعاتها لنمو الطلب في 2006 بواقع 220 ألف برميل يوميا. ومع ضخ أوبك الخام قرب طاقتها القصوى من دون أن تنجح في لجم الاسعار تتركز الانظار على أية مؤشرات على مزيد من التآكل في الطلب. وقال باركيندو «من الاهمية بمكان أن نضع توقعات للطلب على النفط في المديين المتوسط والطويل»، ونوه مانديل بجهود بعض الدول لكبح الطلب، لكنه قال ان النفط سيظل عنصرا هاما في أي مزيج للطاقة في المستقبل.

من جهة أخرى، قال تييري بريتون وزير المالية الفرنسي في مؤتمره الصحافي الشهري امس ان ارتفاع أسعار النفط العالمية يرجع أساسا الى مضاربات. وقال بريتون انه سيسافر قريبا الى السعودية لحث نظرائه في الحكومة هناك على السعي لتحقيق هدف مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى باقامة توزان أفضل بين الامدادات والطلب للمساعدة في خفض أسعار النفط قائلا ان الزيادات الاخيرة تحركها «بشكل كبير مضاربات». وقال ان ارتفاع أسعار النفط كان له أثره في معدلات النمو في 2005 لكن النشاط الاقتصادي بدأ يتسارع اذ يستقر بثبات حاليا داخل نطاق التوقعات الرسمي للحكومة بين اثنين و2.5 في المائة.

وعلى صعيد سوق النفط العالمي استقرت أسعار خام برنت في المعاملات الآجلة بلندن قرب 70 دولارا للبرميل امس مدعومة بتوقف امدادات من نيجيريا ومخاوف بشأن تعطل محتمل للصادرات من ايران.

وفي بداية تعاملات امس ارتفع خام برنت في عقود يوليو (تموز) 11 سنتا الى 69.78 دولار للبرميل، وكانت مخاوف تضخمية وتنامي مخزونات البنزين الأميركية ومبيعات واسعة النطاق في أسواق السلع الاولية والاسهم قد دفعت أسعار النفط للانخفاض في وقت سابق من هذا الاسبوع. وقال توني ماشاسيك من باشي فاينانشال «بعض الاستقرار عاد الى بعض أسواق الاسهم الاوروبية مما ساعد (أسواق النفط) على التعافي»، وأضاف «لاتزال هناك مخاوف بشأن ما قد يحدث أو لا يحدث مع ايران ونيجيريا». وقال محمد باركيندو القائم بأعمال الامين العام لمنظمة أوبك امس ان أسعار النفط لن تنخفض عن مستوياتها الحالية الى ان تهدأ المخاوف التي تثيرها التوترات السياسية. وقال باركيندو في بداية ورشة عمل في أوسلو يشارك فيها مسؤولون من أوبك ومن وكالة الطاقة الدولية «الاسعار لن تنخفض حتى تهدأ هذه المخاوف»، وارتفع سعر البنزين الأميركي 0.4 في المائة الى 2.0228 دولار للجالون.