أكد خبراء ومحللون ماليون أن حالة من التفاؤل تسود اوساط المتعاملين بالبورصة المصرية حاليا مدعومة باستضافة مصر للمنتدى الاقتصادى العالمى بمدينة شرم الشيخ وسط توقعات كبيرة بخروج المنتدى بنتائج ايجابية على الاقتصاد المصري. وقال خبراء بالسوق ان البرنامج المصري خلال المنتدى الذي يحضره اكثر من 1300 شخصية عالمية؛ من بينهم ممثلون لشركات استثمارية عالمية كبرى يتضمن طرح الفرص الاستثمارية والمشروعات الاقتصادية في مصر اضافة الى عمليات الاصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة خلال العامين الماضيين. واضافوا الى ان هناك توقعات كبيرة بجذب شرائح جديدة من المستثمرين الاجانب سواء المؤسسات او الصناديق او حتى المستثمرين الافراد للاستثمار في مصر من خلال مشروعات مباشرة او غير مباشرة، وهو ما تحتاجه البورصة المصرية في الفترة الحالية كي تستعيد توازنها بشكل كامل بعد فترة التقلبات التي عاشتها منذ اكثر من ثلاثة شهور. وقال هاني هنداوي رئيس مجلس ادارة شركة العروبة لتداول الاوراق المالية ان اسعار الاسهم بالبورصة المصرية كانت قد هبطت الى مستويات متدنية للغاية بداية الاسبوع الماضي، حتى بلغت مستويات الدعم الرئيسية لها، مشيرا الى ان الاسعار التي بلغتها الاسهم تعتبر مغرية وجاذبة للغاية للشراء. واضاف ان السوق بدأت بالفعل تشهد عمليات تحول نحو الشراء بداية من النصف الثاني من الاسبوع الماضي بدعم من رخص الاسعار وظهور انباء ايجابية حول بعض الشركات، مشيرا الى ان ذلك تزامن مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي زاد التفاؤل بالسوق وحول مؤشرات الاسعار من الهبوط الى الصعود. واشار هنداوي رئيس مجلس ادارة شركة العروبة لتداول الاوراق المالية الى ان التفاؤل بالنتائج الايجابية التي سيحققها الاقتصاد المصري من خلال المنتدى ساهم في تماسك السوق وحمايته من تخطي مستويات الدعم لأسفل، متوقعا ان تشهد السوق خلال الايام المقبلة مزيدا من الارتفاع، وإن كان بشكل نسبي حتى تستكمل السوق عمليات التجميع التي تشهدها منذ اسابيع تمهيدا لدورة صعود جديدة بداية منتصف يوليو المقبل. ولفت الى ان تعاملات المؤسسات والصناديق والأجانب غلب عليها الشراء خلال الفترة الماضية، خاصة وقت تراجع الاسعار، وهو ما يعد مؤشرا ايجابيا على ان السوق اوشكت على نهاية فترة التقلبات. ورشح قطاع الغزل والنسيج والخدمات المالية في قيادة تعاملات البورصة في الفترة المقبلة مع التوسعات الكبيرة التي تشهدها شركات القطاعين سواء العربية لحليج الاقطان او المجموعة المالية هيرمس. ومن جانبه، توقع ممدوح شريف مدير عام بشركة المجموعة الدولية للوساطة في الاوراق المالية ان تنعكس استضافة مصر للمنتدى الاقتصادي العالمي لاول مرة ايجابيا على اداء سوق الاسهم في مصر، وذلك وسط تفاؤل بعرض مباشر للفرص الاستثمارية الضخمة والواعدة في الاقتصاد المصري أمام اكبر تجمع اقتصادي في العالم. واشار الى ان هناك تفاؤلا كبيرا بنجاح الحكومة من خلال البرنامج الذي أعدته لعرضه خلال المنتدى حول نتائج الاصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها منذ منتصف يوليو (يوليو) عام 2004 في اقناع الجهات الاستثمارية العالمية في المجيء الى مصر والاستفادة من الفرص الواعدة في الاقتصاد المصري. وافاد شريف مدير عام بشركة المجموعة الدولية للوساطة في الاوراق المالية الى ان التطورات التي تشهدها البورصة المصرية منذ العام الماضي من خلال استحداث ادوات مالية جديدة ونظم متطورة في التعامل بجانب القوانين والبنية الاساسية والتشريعية والبشرية من شأنه ان يزيد من ثقة المستثمرين الاجانب في نهج الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة. وتوقع ان تشهد القطاعات التي تحظى باهتمام المستثمرين الاجانب نشاطا كبيرا خلال الفترة المقبلة على رأسها الاتصالات التي تترقب اعلان نتائج شركة اوراسكوم تليكوم يوم الاثنين المقبل، اضافة الى قطاعات الخدمات المالية والتشييد والبناء. ورأى حسام أبو شملة المحلل المالي بشركة ديناميك سيكيورتيز ان تأثيرات منتدى دافوس الاقتصادي قد تستمر في نتائجها الايجابية على البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة امتدادا للانعكاس الايجابي الذي احدثه في نهاية الاسبوع الماضي. واشار الى ان التفاؤل بالمنتدى وخروجه بنتائج ايجابية على الاقتصاد المصري نجح في تحويل مؤشرات البورصة المصرية في الاسبوع الماضي من الاتجاه النزولي الى الصعود مرة اخرى، خاصة يوم الخميس الماضي. ولفت الى ان السوق في حاجة الى تزايد أحجام التداول خلال الفترة المقبلة خاصة مع صعود المؤشرات، وذلك حتى تتمكن من استعادة اتجاهها الصعودي بقوة. وقال أبو شملة ان مؤشرات البورصة المصرية تحولت من مقاومتها لنقاط الدعم الى الصعود نحو نقاط المقاومة حيث يواجه المؤشر الرئيسي للسوق 30 نقطة المقاومة القوية امامه عند 6200 نقطة، مشيرة الى انه في حال تجاوزها سيكون امامه المستوى التالي عند 6500 نقطة. ورأى انه من السهل في ظل حالة التفاؤل الحالية ان ينجح المؤشر في تخطي هاتين النقطتين، وهو ما سيعد مؤشرا على تحول اتجاه السوق من الحركة العرضية او اتجاه الهبوط الى الاتجاه الصعودي مرة اخرى، خاصة ان أحجام التداول بالبورصة تزداد عند ارتفاع الاسعار. وتوقع ان تشهد البورصة المصرية دخول قوة شرائية كبيرة في حال نجاح المؤشر في تخطي نقطة المقاومة 6500 نقطة حيث سيعد ذلك دليلا على استعادة ثقة المستثمرين بالسوق بشكل كامل. ورجح ان يقود قطاع الاسكان والعقارات دورة صعود البورصة خلال الفترة المقبلة بقيادة سهم مدينة نصر للإسكان اضافة الى اسهم القاهرة للاسكان والمتحدة والشمس، كما رجحت حدوث نشاط على اسهم قطاع الشركات القابضة خاصة القابضة المصرية الكويتية. واشار أبو شملة الى ان قطاع الغزل والنسيج لا يزال يشهد فترة تجميع على الاسهم في المرحلة الحالية، وهو ما اثر على سرعة حركة اسهمه بالسوق، لافتا الى ان تراجع اسهم اوراسكوم تليكوم واوراسكوم للانشاء والبنك التجارى الدولي ـ مصر ساهم في تقليص حدة صعود السوق في الايام الماضية.