الأسهم السعودية: المؤشر يلوذ بالمسار الأفقي وتداول 6 مليارات دولار

TT

لاذ المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بالمسار الأفقي أمس، ليستقر من دون هبوط أو صعود يستحق الذكر، ليجمع في النهاية 44.24 نقطة، بما يعادل 0.4 في المائة صعودا إلى 11090.79 نقطة. وتم أمس تداول 393.7 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 22.8 مليار ريال (6 مليارات دولار)، من خلال 519 ألف صفقة، بعد ارتفاع 64 شركة وانخفاض 14 شركة واستقرار شركتين.

وبدا واضحا أن المؤشر العام ينتظر الحصول على دعم من قطاع الإسمنت لضمان الاستمرار في المسار الصاعد، وذلك بعد أن أثبت القطاع المصرفي عجزه عن إضافة نقطة واحدة إلى قيمة المؤشر في أول أيام تداول الأسبوع الجديد.

وينتظر أن تتماسك أسعار أسهم العوائد في قطاع الصناعة، تزامنا مع توقف أعمال الأسواق العالمية، على أن تختار المسار الذي ينسجم مع معطيات أسواق النفط، اعتبارا من بعد غد. وحسب قراءة وضع سوق المال السعودية، يمكن اعتبار أن نقطة الإقفال كانت أعلى من أدنى نقطة يخشى المحللون الرجوع لها، لتكون إشارة لبدء مسار هابط، غير أن التعاملات أمس، أثبتت قدرة السوق في الحفاظ على الشكل العام لمسار صاعد منذ مطلع الأسبوع الماضي.

وبات واضحا أن مؤشر سوق الأسهم السعودية يملك فرصا كبيرة لاستئناف الصعود مع الدقائق الأولى لتعاملات اليوم، خاصة في ظل تنامي حالة التفاؤل بمستقبل مشرق للسوق المالية بشكل خاص والوضع الاقتصادي في البلاد بشكل عام. واعتبر مراقبون لسير تعاملات الأسهم أمس، أن التريث في الصعود مع المحافظة على شكل المسار، أفضل بكثير من تسارع وتيرة الارتفاع، فيما رأوا أن تنامي مستوى السيولة اليومية في السوق مدعاة لقراءة مستقبل أخضر على المدى المتوسط، أو حتى نهاية العام الحالي.

الشبيب: السوق تتجه نحو الصعود في هذه الأثناء، أوضح لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب، وهو خبير في تحليل تعاملات سوق المال، أن الأسهم السعودية سجلت أمس، واحدا من أفضل حالات الإقفال التي يتمناها المستثمرون والمضاربون على السواء. وبين أن الحالة الأخيرة للسوق تشير إلى إمكانية أن الأيام القريبة المقبلة ستشهد امتحانا مهما لكسر حاجز المنطقة المحددة بين 12000 و12200 نقطة، لمواصلة الصعود أو المراوحة في منطقة جديدة فوق هذا المستوى. وذهب إلى أن الصعود المرتقب سيكون على الأرجح بقيادة قطاع الإسمنت، الذي يمكن ترشيحه للحصول على نجومية الأسبوع، مما يعني أن أي تراجع في القطاع البنكي سيواجهه صعود مزدوج في قطاعين قياديين أو أكثر، لضمان تمديد فترة استبعاد اللون الأحمر.

الصواب: من الخطأ الصعود المتسارع  في هذه الأثناء قال مدير شركة تبوك الزراعية سعد الصواب، ان المحترفين هم من يستطيع البقاء في سوق الأسهم السعودية، بعد الأحداث الأخيرة التي صاحبتها سلسلة انهيارات متتالية. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ان مرحلة عدم الاستقرار التي عاشتها السوق خلال الفترة الماضية يمكن تجاوزها، لا سيما ان المحللين والمراقبين لم يستطيعوا إلى الآن إيجاد سبب دامغ للتراجع الحاد الذي شهدته أسعار الأسهم.

وأوضح ان المؤشرات الاقتصادية الحالية لا تتوافق أبدا مع أداء سوق الأسهم السعودية، واظهر الصواب في حديثه تفاؤله الكبير في عودة الأسعار إلى مستوياتها السابقة، خصوصا تلك الأسهم التي تملك المحفزات.

وقال إن الخطأ هو الصعود المتسارع الذي كان يسيطر على أداء السوق، خصوصا قبل شهر فبراير (شباط) الماضي، حتى أن المؤشر صعد حوالي 2000 نقطة في غضون أسبوعين. وأشار إلى أن صعود الأسعار بشكل منتظم وقوي سيزيد من جاذبيته، أي أن الارتفاع يكون بحدود 200 إلى 300 نقطة أسبوعيا وبشكل مدروس وحذر. ونصح الصواب المتعاملين تجنب ركوب أمواج المضاربات، مشيرا إلى أن كبار المضاربين هم من الحق بالغ الأثر بالأسعار عندما رفعوها إلى مستويات غير عادلة أبدا.

  الشاعر: بقاء السيولة فوق 20 مليارا كمتوسط يومي أمر مهم في هذه الأثناء يقول المحلل الفني احمد الشاعر، إن استمرار السيولة في تدفقها القوي لأربع جلسات على الأقل، سيجعل المؤشر يلامس مستوى 15500، ومن ثم الاستقرار فوق حاجز 16 ألف نقطة. وشدد في حديث لـ«الشرق الأوسط» على ان المؤشرات الفنية هذه الأيام غير مستقرة، نوعا ما، وهو ما جعل المؤشر «تاسي» متذبذبا بين 11500 و10200 نقطة. ورجح الشاعر ان وصول المؤشر إلى 11500 يعني ان هناك جني أرباح قادما، موضحا انه في حال استمر المؤشر في ارتفاعه فوق ذلك الحاجز من دون عمليات جني أرباح فذلك الأمر يحمل في طياته نوعا من المخاطرة على حد وصفه. وتوقع الشاعر ان تستمر حالة التذبذب في تداولات هذا الأسبوع، نظرا لعدم وصول السوق إلى مرحلة استقرار واضحة. وبين ان سوق الأسهم السعودية لا تزال ارضا خصبة للمضاربات المحمومة على شركات خاسرة وحدوث جني أرباح عنيف سيكون متوقعا في أي وقت.

وأوضح الشاعر في حديثه، ان السوق بوجه عام جيدة ومغرية للاستثمار المبني على أسس قوية، خصوصا ان هناك توزيعات أرباح لبعض الشركات مع انتهاء الربع الثاني. وذهب إلى أن التفاؤل المفرط بعودة الأسعار إلى سابق عهدها أي قبل شهر فبراير يجب ألا يحدث، فما يهم السوق الآن هو الاستقرار بعيدا عن التذبذب واسع النطاق. وأكد أهمية بلوغ السيولة مستوى 20 مليار ريال كمتوسط يومي، لان ذلك سيعطي الضوء الأخضر للانطلاق مجددا نحو مستويات متقدمة حتى ان مرت بجني أرباح معقول فهو أمر عادي ولن تتأثر الأسعار به كثيرا.