الدولار يتراجع أمام اليورو ويواصل هبوطه مقابل الين بعد بيانات أميركية

وسط تحذير أشهر مستثمر بريطاني من حركة تصحيح طويلة في أسواق الأسهم

TT

انخفض الدولار الأميركي امس امام اليورو وواصل هبوطه امام الين الياباني بعد ان اظهر تقرير أميركي حكومي ان الاقتصاد في الولايات المتحدة نما في الربع الأول بطريقة اقل مما كان يتوقعها المراقبين. وأظهر تقرير لوزارة التجارة الأميركية ان الاقتصاد الأميركي نما بمعدل سنوي بلغ 5.3 في المائة في الربع الاول من العام الحالي ليسجل أعلى مستوى منذ عامين ونصف العام مع سعي الشركات لزيادة انتاجها وتحسن الصادرات.

وبذلك كان نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الاول أكثر من ثلاثة أمثال المعدل السنوي الذي سجل في الربع الاخير من العام الماضي وهو 1.7 في المائة. لكن النمو جاء بذلك أقل من توقعات الاقتصاديين الذين قدروا انه سيبلغ 5.7 في المائة.

وكان الدولار قد انخفض في بداية التعاملات امس مع تنامي العزوف عن المجازفة مما دعم العملات التي يلجأ اليها المستثمرون بحثا عن الامان في حين أدت دعوة لكي تحد الصين من الاقراض العقاري الى زيادة الضغوط على العملة الأميركية.

وتدعم اليورو الأوروبي أيضا بأنباء ذكرت أن روسيا قررت استثمار 45 في المائة من حصيلة صندوق ادخار الدخل النفطي البالغة 71.5 مليار دولار بالعملة الاوروبية الموحدة.

ومن المتوقع أن يظل حجم التداول محدودا نسبيا نظرا لإغلاق معظم الاسواق الاوروبية بمناسبة عيد الصعود.

وكان الدولار تدعم في الجلسة السابقة بتقرير يدعو للتفاؤل عن قطاع الإسكان في الولايات المتحدة في ابريل (نيسان) دعم التوقعات بان يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في شهر يونيو (حزيران) المقبل. لكن طلبيات توريد السلع المعمرة في ابريل التي أعلنت أمس الاربعاء أيضا جاءت أقل من المتوقع.

وقال ليو مينجكانغ رئيس هيئة الاشراف على القطاع المصرفي في تعليقات نقلتها الهيئة على موقعها على الإنترنت ان من الضروري فرض قيود على الاقراض العقاري لخفض المخاطر على الاقتصاد الكلي ومن أجل سلامة القطاع المصرفي.

وقال محللون ان هذه التعليقات ربما تكون مؤشرا محتملا على اتجاه الصين لرفع أسعار الفائدة.

وبداية التعاملات انخفض الدولار نحو 0.5 في المائة عن اليوم السابق مقابل العملة اليابانية ليصل الى 112.04 ين. وكان الدولار سجل أمس أعلى مستوى منذ أسبوعين عند 112.97 ين. وأمام العملة السويسرية انخفض الدولار 0.2 في المائة الى 1.2156 فرنك بينما ارتفع اليورو نحو 0.25 في المائة الى 1.2781 فرنك بحسب الارقام التي اوردتها رويترز.

وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية انخفض مؤشر نيكاي الرئيسي للاسهم اليابانية بنسبة 1.34 في المائة في نهاية التعاملات امس ليفقد أغلب المكاسب التي حققها في اليوم السابق مع تراجع أسهم شركات قطاع التكنولوجيا مثل شركة كيوسيرا بفعل المخاوف من اقبال المستثمرين الاجانب على بيع الاسهم اليابانية.

وهبطت أسهم الشركات التي يرتبط نشاطها بالسلع الاولية مثل ميتسوبيشي ماتيريالز مع هبوط أسعار النفط والمعادن بينما انخفض سهم شركة نينتندو نحو ثمانية في المائة بعد أن سجلت هبوطا في الارباح وتوقعت نموا أضعف من المتوقع هذا العام.

وانخفض مؤشر نيكاي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 213.45 نقطة أي بنسبة 1.34 في المائة الى 15693.75 نقطة.

وكان المؤشر ارتفع بنسبة 1.97 في المائة أمس الاربعاء ليسجل أكبر زيادة بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ أكثر من شهرين. وتراجع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.33 في المائة الى 1584.71 نقطة.

وارتفعت الأسهم الاوروبية امس يدعمها انتعاش الأسهم الأميركية في أواخر المعاملات اول من امس بينما جاءت تقارير أرباح الشركات متباينة في سوق ما زالت تعاني من آثار اضطراب الأسهم لأسبوعين متتاليين.

ومن المتوقع ان يظل حجم التداول محدودا لاغلاق بعض الاسواق الاوروبية امس بمناسبة «عيد الصعود».

وفي البداية ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الأوروبية 0.3 في المائة الى 1288.7 نقطة لكنه مازال منخفضا أكثر من ثمانية في المائة عن أعلى مستوياته منذ نحو خمس سنوات والذي سجله في 11 مايو (ايار) الجاري.

وفي بريطانيا، ووسط التقلب في الأسواق حذر اشهر مستثمر في سوق الأسهم المستثمرين لتهيئة انفسهم لهبوط في اسواق الأسهم لأشهر مقبلة. وقال انتوني الذي يدير محافظ استثمارية لشركة «فيديليتي» الدولية بنحو 6.5 مليار جنيه استرليني «ان حالة الاضطراب التي سادت الاسواق خلال الاسبوعين الماضيين قد تتحول الى فترة اطول في حال سقوط الاسهم مرة ثانية».

وفي حالة ظهور علنية نادرة قال بولتون «اعتقد ان ذلك يمكن ان يكون نهاية السوق الصاعدة. التصحيح يمكن ان يستمر لأشهر وليس اياما، مبينا ان الارتفاع الحاد في اسعار الاسهم على مدى السنوات الثلاث الماضية والصعوبة المتزايدة في الاستفادة من اكتشاف قيم جديدة في السهم تجعل من عملية الصعود موضة قديمة».

لكن بولتون أكد ان حالة الهبوط الحاد في اسواق الأسهم ربما تمنع كسادا طويلا، مؤكدا في هذا السياق ان عدة عوامل ربما تؤدي الى ما يشبه «البيات الشتوي» من اهمها مخاوف التضخم، وانفلونزا الطيور، وإخفاق الاستهلاك الأميركي.