الأسهم السعودية تنهي جلسات الأسبوع مسالمة والمؤشر يكسب 43 نقطة

المسار الصفري يستدعي الحيرة بين ثبوت التجميع أو تأكيد عمليات التصريف

TT

اختارت تعاملات سوق الأسهم السعودية المسار المسالم في جلستها اليتيمة أمس، وذلك بسبب قوة تأثير غياب شجاعة رأس المال بشكل واضح في تعاملات نهاية الخميس وهو ما درجت عليه العادة.

ولم تتجرأ السيولة المدورة في السوق أمس على الرغم من وفرتها، على تأكيد موجة الصعود، وذلك بعد أن اكتفت بإضافة ما لا يزيد عن 0.42 في المائة أو ما يعادل 43.45 نقطة لرصيد المؤشر الذي توقف عند مستوى 10385.48 نقطة.

وتظهر تعاملات السوق أن مخاوف التعرض للخسارة طاغية أثناء، التداولات، وهو ما يفسر عدم ارتفاع المؤشر، وذلك لاتقاء إمكانية جني الأرباح على الرغم من أن هذا الخيار مستبعد في الفترة الحالية.

وأحالت التعاملات المسالمة أمس مهمة تقرير مصير السوق خلال الأسبوع المقبل إلى ما تسفر عنه تعاملات الفترة الصباحية غدا السبت، على اعتبار أن كثافة التداولات المتوقعة مطلع الأسبوع ستفرض المسار التالي، سواء في الصعود أو الهبوط.

وتبين تعاملات السوق أمس، أن أولى نقاط المقاومة المحددة عند مستوى 10550 نقطة منعتها من الصعود، على الرغم من هشاشة قدرات هذه النقطة، قياسا بما ينتظر كسره من نقاط قوية لتأكيد بدء موجة صعود تلوح في الأفق، وذلك لمنع الدخول في منطقة الحسابات المعقدة.

ويأتي تأجيل كسر نقطة المقاومة الهشة، للاستنجاد بكثافة تداولات جلستي السبت التي يأمل أهل السوق عدم غياب السيولة عنها، للوقوف بعد ذلك وجها لوجه أمام منطقة مقاومة متوسطة القوة عند مستوى 10820 نقطة، قبل إعداد العدة والعتاد الكافي لتجاوز أمواج بحر الـ 11 ألف نقطة، وهي الأمواج التي تحتاج إلى حضور أهل الخبرة لتجاوزها وبلوغ أمان الشواطئ على مشارف مستوى الـ 12 ألف نقطة التي ستتبعها عملية إبحار بين أمواج بمخاطر متزايدة.

وفيما ملأت التحليلات المبنية على التوقعات المتفائلة بالصعود وتجاوز مخاطر تراكم نقاط المقاومة مجالس الوسط الاقتصادي في البلاد، ظلت التوقعات المتشائمة المبنية على تحليلات منطقية لا تستبعد العودة لمسار الهبوط حاضرة في كل الأحوال، وهو ما يعني أن الباب لا يزال مفتوحا أمام كافة الخيارات، ومن ثم ضرورة التعامل مع السوق بأقصى درجات الحذر وترقب الأوضاع سواء الموجودة داخل السوق، أو تلك المحيطة بها.

وبناء على معطيات المرحلة الحالية في سوق المال، يمكن اعتبار التراجع إلى ما هو أدنى من آخر مستوى عشرة آلاف نقطة، مدعاة لتأكيد الدخول في منطقة الحسابات المعقدة، وذلك بتأكيد كسر ثلاث نقاط دعم متتالية، هي: 10100 نقطة، 10074 نقطة، و9810 نقاط.

* السويد: تمديد استمرار المسار الصفري حتى الإثنين في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» أحمد السويد وهو مستشار مالي وخبير في تحليل تعاملات الأسهم السعودية، أن تمدد المسار الصفري ليستمر حتى تعاملات الاثنين المقبل، مدعاة للاطمئنان.

وذهب إلى أن ذلك سيكون مبررا لاستجماع القوى ومن ثم بدء موجة صعود قوية، تنتشي بها السوق أسابيع مقبلة، ما يقود بالتالي إلى دعم مستوى الثقة ورفعها إلى مستويات أعلى مما وصلت إليه، خاصة بعد استعادتها قبيل منتصف الشهر الجاري. وبيّن أن السوق في كل الأحوال تسير بما يقود لحيرة المحللين قبل التأكد من تصنيف مرحلة المسار الصفري التي قد تكون فترة لتجميع الأسهم أو تصريفها، وهو ما ستكشف عنه تعاملات الأسبوع المقبل.

* فهد الحميدي: السوق نجحت في المسار الصفري

* وهنا أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد الحميدي، وهو خبير في تحليل تعاملات الأسهم السعودية، أن المؤشر العام لسوق المال، نجح في الإبقاء على مساره الصفري حتى آخر جلسات الأسبوع أمس.

وأبان أن هذا المسار الذي كان قد توقعه من خلال تصريحات نشرتها «الشرق الأوسط» في أولى أيام الأسبوع الحالي، وأن ذلك يعني أن تكتيكا تقوده الأموال الذكية تمت ترجمته على واقع شاشات التداول.

وكان الحميدي قد أوضح في وقت سابق أنه لا يتوقع تجاوز أعلى قيمة للمؤشر العام طيلة جلسات الأسبوع التي تم إغلاق آخرها ظهر أمس، مستوى 11600 نقطة، على ألا يتم الهبوط إلى ما هو أدنى من قاع العشرة آلاف نقطة، وهو ما تحقق فعليا على أرض الواقع وذهب إلى اعتبار اللجوء للمسار الأفقي أو ما يصطلح المحللون الفنيون لمسارات السوق على إطلاق اسم المسار الصفري عليه، كان الخيار الأفضل لمنع التعرض لإهدار المزيد من نقاط المؤشر، وبالتالي تأكيد عدم تركيع أسعار أسهم العوائد في قاع تمريغ الأسعار التي تهددها خاصة في اعتلال حال بعض أسهم القطاع البنكي.

* الشبيب: ننتظر ثبوت مرحلة التجميع أو تأكيد أعمال التصريف

* وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ «الشرق الأوسط» شبيب الشبيب وهو خبير في تعاملات الأسهم والتحليل المالي، فضلا عن إجادة المؤشرات الفنية، أن السوق تنتظر ثبوت مرورها بمرحلة تجميع طيلة الأيام القريبة الماضية، أو تأكيد تعرضها لأعمال تصريف، وهو رأي ينسجم مع ما جاء على لسان سابقه. وذهب إلى أن المسار الصاعد في حال تحققه يحتاج لكسر مقاومة عند مستوى 10800 نقطة والإقفال فوق هذا المستوى ليومين متتاليين، ثم التوجه لامتحان مستوى 11800 نقطة.

وقال إن المسار الهابط في حال حدوثه على أرض الواقع، سيجر المؤشر العام إلى كسر دعم عند مستوى 9500 نقطة، كمرحلة أولى، على أن يتم البحث عن دعم آخر بعد تجاوز هذا المستوى.