المؤشر السعودي يقترب من 12 ألف نقطة مدعوما بالتعاملات على الأسهم القيادية

وسط تنامي مستويات السيولة إلى 7 مليارات دولار

TT

أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها، أمس، على صعود قوي أكسب المؤشر العام 2.63 في المائة، بما يعادل 306.33 نقطة، صعودا إلى 11945.53 نقطة، إثر تعاملات شهدت تحرك 25 في المائة من حجم السيولة إلى أسهم القيادة.

وتزامن الصعود القوي للأسهم السعودية، مع استمرار تنامي مستويات السيولة التي قادت إلى تبادل 424.5 مليون سهم، بقيمة تجاوزت 26 مليار ريال (6.9 مليار دولار)، نتجت عن تنفيذ 576.3 ألف صفقة انتهت إلى صعود أسعار أسهم 74 شركة، مقابل تراجع أسعار أسهم أربع شركات فقط من أصل أسهم 80 شركة مدرجة في السوق.

وترشح تعاملات السوق الحالية استبعاد العودة للمسار الهابط خلال التعاملات القريبة المقبلة، مع الإبقاء على المسار الصاعد أو الاحتماء بمسار أفقي، عند التعرض لأي موجة تستهدف جني الأرباح، خاصة أن عمليات جني الأرباح مرشحة للظهور في أي وقت.

لكن رصد سيولة تعادل قيمتها الإجمالية نحو ربع السيولة المدورة في السوق أمس، يمكن أن يكون إجراء يستهدف استجماع قوى كافية لكسر المقاومة التي تترصد مسار المؤشر الصاعد في منطقة تقع بين 12100 نقطة و12300 نقطة، على أن تتحول هذه السيولة بعد نجاح مهمتها الأولى إلى كبح جماح المؤشر ومنع تضخم الأسعار، وذلك لحماية المؤشر من التدهور الذي قد تجره إليه التعاملات غير الواعية.

وتكشف التعاملات الأخيرة لسوق المال السعودية، أن العمليات المنفذة يوميا تجري على أعلى درجة من الاحتراف، مقابل تقلص مظاهر العمليات العشوائية التي تسببت من دون وعي في تهيئة السوق لحمم براكين الانهيار الذي لا تزال آثاره باقية على كافة العاملين في مجال بيع وشراء الأسهم.

وبناء على قراءة معطيات أعمال السوق الحالية، فإن أعمال جني الأرباح مرشحة للظهور التدريجي، اعتبارا من ثاني جلسات عمل السوق اليوم، وذلك عند الاقتراب من مستوى 12340 نقطة، وهي النقطة التي من غير الوارد تجاوزها، فضلا عن أنه من غير المستحب كسر نقطتي مقاومة دفعة واحدة، وذلك في حال تم فعليا تجاوز مقاومة الـ 12156 نقطة من الجلسة الأولى.

وفي كل الأحوال لم تظهر أي من علامات الدخول في مناطق الخطر في السوق، على الرغم من أن بوادر بدء جني الأرباح صارت أقرب من أي وقت مضى، غير أن أعمال جني المكاسب مرشحة لبدء أعمالها من دون ضجيج، خاصة في ظل وجود قوى قادرة على ضبط إيقاع المؤشر العام، سواء عند الصعود أو في حال التراجع الذي يجب أن يتم لتستمر صحة السوق بعيدة عن مخاطر الاعتلال.

الخالد: المؤشر العام سيكسر الـ 12156 نقطة اليوم وفي هذا الخصوص، أوضح لـ «الشرق الأوسط»، خالد الخالد، وهو خبير في تعاملات الأسهم السعودية، أن المؤشر العام مرشح لكسر مستوى 12156 نقطة بسهولة خلال تعاملات اليوم.

وبين أن السيولة العالية التي تمت إضافتها إلى السيولة المدورة في أسهم القيادة عند مرور نحو ساعة وربع الساعة من تعاملات الجلسة الثانية أمس، ستكون أهم أسلحة تجاوز المقاومة الأولى، على أن يتم تقييم إمكانية تجاوز المقاومة الثانية القابعة عند مستوى 12340 نقطة أثناء تعاملات السوق والمعطيات المحيطة أثناء التداول.

وشدد على أنه تم رصد نحو ستة مليارات ريال دخلت قبل نهاية تعاملات السوق بـ 45 دقيقة إلى أسهم القيادة في قطاعات، من بينها قطاعا البنوك والصناعة، وهو ما يمكن تفسيره على أنه إجراء يستهدف جمع قوة كافية لكسر المقاومة المرصودة عند مستوى 12156 نقطة.

دقاق: جني الأرباح لن يتأخر عن تعاملات الغد في هذه الأثناء، أوضح لـ «الشرق الأوسط»، الدكتور علي دقاق، وهو أستاذ متخصص في مجال الاقتصاد وخبير في تعاملات الأسهم السعودية، أن عمليات جني الأرباح لن تتأخر عن يوم غد.

وذهب إلى أن جني الأرباح لا يستدعي القلق على اعتبار أنه ظاهرة صحية، من شأنها الانتهاء إلى استئناف الصعود لكسر نقاط مقاومة لاحقة تعترض طريق المؤشر الصاعد.

وبين أن عمليات جني الأرباح لن تخفض المؤشر كثيرا، لكنها ضرورية لاستجماع القوى بهدف دفع الأسعار إلى مستويات أعلى من المستويات التي سيتم عندها جني الأرباح.

واعتبر أن السوق بشكل عام يمكن اعتبارها طبيعية إلى أبعد حد، خاصة بعد أن نجحت في استعادة ثقة المتعاملين، مبينا أن التراجع لن يتجاوز في أسوأ الأحوال نقطة الدعم القوية المحددة عند مستوى 10600 نقطة، ليرتد بعد ذلك صاعدا للبحث عن مستويات طال غيابه عنها.

وقال في حال تم هذا السيناريو، فإن ذلك يعني ضرورة استبعاد مخاوف العودة إلى مستويات الثمانية آلاف نقطة من الحسابات، وأن السوق بشكل عام وصلت إلى مرحلة التعافي من كارثتها التاريخية.

الصالح: تعاملات السوق تنسجم مع خطط المحترفين وعلى الطرف الآخر، يعتقد فهد الصالح، وهو مستثمر في الأسهم السعودية، أن التعاملات الأخيرة لسوق المال تنسجم فعليا مع خطط العمل التي يسير على نهجها محترفو هذا النوع من العمل الاستثماري.

ويرى الصالح أن الأسعار الحالية تبدو في مرحلة قطاف مناسبة لجني الأرباح، لكنه لم يبد أي مخاوف من أن يقود جني المكاسب إلى تدهور في الأسعار وانتكاسة قوية للمؤشر، معللا عدم تسلل شعور من هذا النوع إليه، يعود إلى ثقته بأن السوق تعمل باحترافية عالية، وهو ما يعني استمرار تنامي الثقة لديه.