انتهت شركة الصافي دانون من تنفيذ مشروع توسعة مصانعها التي شملت تحديث ورفع الطاقة الانتاجية لكافة خطوط الانتاج القائمة، ليصل إجمالي الطاقة الانتاجية لمصنع الشركة إلى مليون لتر يوميا باستثمارات بلغت 290 مليون ريال «77.3 مليون دولار»، لتصبح بذلك أكبر استثمار لشركة دانون خارج فرنسا.
وقال محمد السرحان، نائب رئيس مجموعة الفيصلية والعضو المنتدب للصافي ـ دانون لـ«الشرق الاوسط» أمس، إن شركته تعد لإطلاق انتاج المصنع رسميا بعد موسم الصيف، فيما بدأت فعليا في تشغيل خطوط الانتاج بما فيها خطوط انتاج العلامات التجارية الجديدة، موضحا أن المصنع استوعب بعد التوسعة 400 موظف يعملون على إنتاج العلامات التجارية الرئيسية السبعة التي تنتجها الشركة، وهي تضم إلى جانب منتجات الحليب والألبان والزبادي، عددا من العلامات التجارية المتخصصة مثل داناو، ودانيت، و صافيو، وأكتمل.
وأشار السرحان الى أن شركته قررت في وقت سابق، انتهاج أسلوب العلامات التجارية الفرعية المستقلة، بحيث تعمل كل علامة تجارية باستقلال عن العلامات الفرعية الأخرى.
وشرح السرحان الأهداف التي دعت شركته لانتهاج أسلوب العلامات التجارية التي تحملها منتجاتها المتخصصة، قائلا إن هذه السياسة تعتمد على ثلاثة أهداف أولها توسيع قاعدة الاستهلاك، حيث أن تقديم منتج جديد يعتمد على الألبان سيعزز استهلاك الفرد في السعودية لمشتقات الألبان والتي تعد متدنية في الوقت الحاضر ولا تزيد على 50 لترا للفرد في العام الواحد.
أما الهدف الثاني فقد قال السرحان إنه يتمثل في الحد من الاعتماد على المنافسة السعرية بين شركات منتجات الألبان الطازجة، حيث أن هذه المنافسة السعرية تتركز في مجال المنتجات التقليدية «الحليب، اللبن، والزبادي»، فيما ستمكن المنتجات المتخصصة وذات القيمة المضافة الفرصة للشركات المنتجة من تقديم منتج بسعر يتناسب مع التكلفة ويلبي حاجات شريحة خاصة من العملاء لكل منتج.
وأضاف السرحان أن خلق علامات تجارية جديدة مستقلة قد يفتح بابا مستقبليا لتعزيز استقلالية كل علامة تجارية في قطاع أو حتى شركة مستقلة، وهي سياسة لها ميزات كبيرة في رفع قيمة العلامات التجارية وتقليل المخاطرة برغم الارتفاع المتوقع لتكلفة الترويج للعلامات المتعددة، الا أنه قال إن فكرة تكوين كيانات مستقلة بالكامل لكل علامة فرعية لا تبحث بشكل جاد في الوقت الحاضر ضمن شركته، ولكن فإن الشركة اعتمدت أسلوب وجود علامات تجارية متعددة تعود لكل منتج صاحب سمات خاصة. وبمناسبة دخول موسم الصيف الذي يعد صاحب سمات انتاجية وتسويقية خاصة حيث يرتفع خلال أشهر الصيف استهلاك منتجات الألبان الطازجة بشكل موسمي، في حين يتراجع إنتاج الحليب الخام من المزارع بشكل خاص خلال فترة الصيف خصوصا في المزارع الصغيرة والتي تبيع منتج الحليب الخام لشركات تصنيع مشتقات الألبان الكبرى، قال السرحان إن موسم الصيف يشهد ارتفاعا في الطلب في وقت يتراجع إنتاج الحليب الخام وترتفع تكلفته بشكل طفيف. وأشار الى ان شركته التي تشتري حوالي 20 مليون لتر سنويا من الحليب الخام من 2-3 مزارع صغيرة ومتوسطة، وهي كمية تمثل حوالي 10-12 في المائة من إجمالي حاجة شركة الصافي دانون من الحليب الخام سنويا، تواجه صعوبة حقيقية في توريد كميات الحليب الخام التي تحتاجها مصانعها، مما دفعها لدراسة تطوير مزارعها في منطقة يبرين التي تقع بقرب الربع الخالي ويتركز نشاطها في الوقت الحالي على زراعة الأعلاف، ليتم في حال إقرار الخطة تحويلها لمزرعة للأبقار، ولكنه قال إن هذه الخطوة تحتاج للتنسيق بين شركة الصافي المالكة للمزارع وقطيع الأبقار، مع شركة الصافي دانون المالكة للمصانع، بحيث يتم تنسيق مشاريع التوسع مع سياسة الانتاج.
ونفى السرحان النية لرفع السعر النهائي لمنتجات شركته أو خلق سياسات تسعير موسمية للمنتجات النهائية، معتبرا أن ذلك يتأثر باتجاهات المنافسين في قطاع يتأثر بشدة بالسعر النهائي للمنتج.
وقال السرحان إن مشكلة تراجع إنتاج الأبقار في المزارع الصغيرة من الحليب الخام هو نتيجة لعدم قدرة هذه المزارع على توفير بيئة مناسبة خلال فترة الصيف الحار، وكذلك لعدم تنفيذها لخطط تؤدي لتكثيف حالات ولادة الأبقار في فترة مناسبة تسبق موسم الصيف، لاستغلال حقيقة أن الأبقار تدر حليبا بشكل مكثف خلال الشهرين أو الثلاثة التي تلي عمليات الولادة.
يشار إلى ان شركة الصافي دانون هي أحد الشركات السعودية الرائدة في قطاع انتاج مشتقات الألبان الطازجة، حيث تنتج حوالي 200 ألف طن سنويا يتم توزيعها يوميا عبر 27 ألف منفذ بيع بالتجزئة عبر 26 مركزا رئيسيا للتوزيع في السعودية والكويت وقطر، وتقوم شركة الصافي التي تمتلك أكبر مزرعة ألبان متكاملة في العالم، وتحول 32 ألف رأس من الأبقار، بينما تستفيد شركة الصافي دانون من مراكز الابحاث والتطوير والتدريب التابعة لشركة دانون الفرنسية التي تمتلك حصة 50.1 في المائة من الصافي دانون.