رئيس غرفة شركات السياحة المصرية: الحكومة أبطأت خطة تطوير منتجع طابا بسبب الإرهاب

خالد المناوي: لا توجد شركات سياحة إسرائيلية في مصر

TT

كشف الدكتور خالد المناوي رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة المصرية، النقاب عن أن الحكومة المصرية أبطأت مرحليا خطة لتحويل منتجع طابا إلى مدينة مماثلة لشرم الشيخ، بسبب الأحداث الإرهابية ومشاكل عملية السلام والتوتر في الأراضي الفلسطينية.

وقال المناوي في تصريحات خاصة إنه لا وجود لشركات سياحية إسرائيلية في مصر، على الرغم من أهمية السياحة الإسرائيلية، وإن السائح الإسرائيلي أو العربي الذي يحمل جنسية إسرائيلية يأتي من خلال شركات سياحة مصرية مائة في المائة، وقال إن أولئك يستهدفون مناطق طابا ودهب ونويبع. وقد خرجت شرم الشيخ من نطاق اهتماماتهم بعد أن حولها السياح الإيطاليون إلى ما يشبه المستعمرة الإيطالية، قبل أن ينافسهم أخيرا فيها الإنجليز والروس. ولفت المناوي إلى أن الاستثمارات العربية بدأت تتجه لأنواع أخرى من الأنشطة في القطاع السياحي غير الفنادق، مثل إنشاء شركات للنقل السياحي. وأشار الى أن قيام مستثمر عربي معروف بإنشاء مطار في منطقة مرسى علم بنظام «BOT»، كان فاتحة للفت الانتباه إلى أهمية الاستثمار في هذا المجال وأدراك ضرورة تقوية شبكات النقل بأنواعها، وتحقيق التكامل بينها، من أجل زيادة أعداد السائحين.

وقال المناوي إن ثقافة السائح العربي تغيرت بشكل ملحوظ في السنوات الأربع الأخيرة، وأصبح يسعى إلى الشركات للدخول في رحلات منظمة بدلا عن الزيارات الفردية أو الأسرية. وقد استجاب السوق المصري لذلك بتأسيس شركات سياحة متخصصة في الأسواق العربية، وساعد على ذلك وجود رحلات منتظمة (شارتر) بين دول مثل سورية ولبنان والأردن والسعودية إلى شرم الشيخ وغيرها.

ورفض المناوي عقد المقارنات بين أعداد السائحين إلى مصر وأعدادهم إلى دول أخرى عربية أو غير عربية، وقال «إن التنظيم السياحي الحديث بدأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بينما بدأ في مصر، منذ مطلع الثمانينيات، وعندما نأخذ الفترة الزمنية الكافية مثلهم، فإن مصر ستكون ضمن البلاد القادرة على استيعاب 40 مليون سائح وأكثر»، مشيرا إلى أن الخطة الحالية تستهدف 15 مليون سائح حتى عام 2011، وهو ما يلزم له 280.26 ألف غرفة فندقية. واوضح المناوي أنه للوصول إلى 20و 30 مليون سائح يلزم أن تتجه الشركات المصرية إلى أسواق جديدة، مثل الصيني والكوري والهندي، وأضاف ان المشكلة بالنسبة للأول هي تحويل العملة، حيث لم تحرر الصين عملتها بالكامل بعد، لكنها في الطريق إلى ذلك. وبالنسبة للثاني اللغة، حيث يندر وجود مرشدين يتحدثون الكورية. وبالنسبة للهند تتمثـل في ضرورة فهم ثقافة أهل البلد ومعتقداتهم، مؤكـدا أن الهند يمكن أن تكون من أهم الأسواق لمصر لو تجاوزنـا هذا العــائق.

وقال الدكتور خالد المناوي إن الضغوط التي ستتولد عن تحرير تجارة الخدمات ومنها السياحة ستدفع الشركات المصرية والعربية، إلى دخول عصر التحالفات والاندماجات، ومغادرة الأسلوب الفردي أو العائلي الحالي في العمل. ودعا الدول العربية الى عمل نظم ميسرة سريعة لمنح التأشيرات السياحية وتأشيرات رجال الأعمال، مؤكدا أن من شأن ذلك زيادة السياحة البينية العربية بنسبة كبيرة، وتعظيم استفادة كل دول عربية من السياحة إلى دول الجوار لها، حيث يمكن أن يزور السائح أكثر من بلد في الرحلة الواحدة. وذكر المناوي أن لبنان أكثر بلد عربي استفاد من تسهيل التأشيرات وهو يعلم أن السائح العربي هو الأقل تأثرا بأحداث السياسة أو العنف أو الإرهاب، بل أن التسهيلات التي قدمتها دبي، جذبت 105 ألف سائح مصري في عام 2005 وحده، مضيفا أن التأشيرة السهلة بالطبع ليست العامل الوحيد، ولا بد معها من البنية الأساسية المنفذة بمعايير عالمية والخدمات والفنادق التي تخدم كل المستويات.

وقال المناوي إذا أخذنا في الاعتبار كلا من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا من دول الـ40 و 50 مليون سائح سنجد أنهم يستفيدون بالتبادل من الأعداد التي تدخل لأي دولة منهم بمعنى أن السائح الذي يدخل إيطاليا يقوم بزيارة مدن نيس وكان ومونت كارلو في فرنسا وأن من يقوم بزيـارة ألمانيا يمكنه أن يزور إيطاليــا وهكذا وكل هذا بالسيارة أو القطار ولا يجب أن ننسى أن الشبكة الأرضية للطرق والمواصلات تساعد في نمو عدد السياح إلى جانب الطيران الذي يؤدي أي تطور به إلى نتيجة إيجابية سريعة بـالقطاع السياحي، كما أن المسـاعدة على أن تظل السيارة الخاصة مع السائح خلال تنقلاتـه داخل المدينة التي يزورها وهذا ما يحدث الآن في مصر في بعض المدن مثل شـرم الشيخ والغردقـة والإسكندريـة، يلعب دورا كبيرا في التنشيط السيـاحي.

وتوقع الدكتور خالد المناوي أن يصبح الموسم السياحي المقبل في مصر ناجحا خاصة من شهر يوليو(تموز) وحتى نهاية سبتمبر (ايلول) المقبل لأن شهري مايو(ايار) ويونيو(حزيـران) ليسا مقياسا للموسـم الصيفي مع الأخذ في الاعتبار أحداث مدينة دهب الأخيـرة والتي جاءت بعد إبريل الذي كان من أنجح الشهور التي حققت فيها السياحة أعلى المعدلات ووصلت نسبة الإشغال الفندقي إلى 100%. وتحفظ المناوي في التوقعـات بسبب كون الأحداث يصعب التنبؤ بها.

وأكد المناوي أن «كثرة ما تعرضنا له من خبطات في الفترة الماضية وبفواصل قصيرة علمنا الكثير، ومن أهم ما تعلمناه تطوير الحملة الإعلامية لوزارة السياحة المصرية ومعها هيئة تنشيط السياحة واتحاد الغرف السياحية حتى لا نصل لما وصلنا له من قبل بعد أحداث الأقصر الإرهابية عام 1997 والتي تدنت عندها معدلات السياحة لأرقام مخجلة رغم خفض الأسعار أملا في جذب السائح الذي لم يستجيب وقتها، وقد تعلمنا أن السعر المنخفض ليس هو المعيار لجذب السائح وأن المقياس الحقيقي هو شعوره بالأمان، وقد تسبب خفض الأسعار في بعض المنشآت السياحية لعدم رجوع الأسعار مرة أخرى لمعدلاتها الطبيعية ونتج عنه خسارة كبيرة. وأكد المناوي أن السياحة المصرية اكتسبت مناعة قوية لكثرة ما تعرضت له من ضربــات،