الأسهم السعودية تصعد و«أعمال المضاربة» تتراجع والسيولة تتجه إلى «العوائد» في ختام التداولات الأسبوعية

تداول 363 مليون سهم بقيمة 6.5 مليار دولار وخبراء يؤكدون تصاعد مستوى الثقة

TT

أظهرت تعاملات سوق الأسهم السعودية التي انتهت على صعود طفيف أمس، وجود رهان قوي على أسهم العوائد الاستثمارية، وهو ما يفسر تراجع عدد الصفقات المنفذة وحجم السيولة المدورة في السوق.

وأظهرت تداولات آخر أيام الأسبوع أمس، ارتفاع المؤشر العام 95.55 نقطة بما يعادل 0.76 في المائة مغلقا على 12729.36 نقطة، ليتوقف على رأس مقاومة فشل في تجاوزها منذ بداية أعمال الأسبوع، فيما يحتاج المؤشر العام تأكيد تجاوزها حتى نهاية أعمال السبت المقبل.

وشهدت تعاملات السوق أمس تداول أكثر من 363 مليون سهم، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 24.7 مليار ريال (6.5 مليار دولار) نتجت عن تنفيذ 505.5 ألف صفقة، رفعت أسعار أسهم 64 شركة، مقابل تراجع أسعار أسهم 13 شركة، من أصل أسهم 81 شركة مدرجة في سوق المال.

يشار إلى أن حجم السيولة المدورة في السوق عند بداية أعمال الأسبوع الجاري تراوحت بين 28 مليار ريال و30 مليار ريال (7.4 و8 مليارات دولار)، قبل أن يتراجع إلى 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار) أمس الأول، ثم 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار) أمس، لكن ذلك لا يعني خروج السيولة من السوق بقدر ما يؤكد تراجع حدة المضاربات والتوجه نحو أسهم العوائد.

وفي حال عمدت قوى السوق إلى تصعيد الأسعار مع بدء أعمال التداول المقبل، فإن ذلك يستدعي امتحان مقاومة مهمة عند مستوى 12917 نقطة إلى 12745 نقطة، فيما يمكن أن يعمل التذبذب الأفقي على السير في قناة ضيقة بين 12550 و12780 نقطة على أن يكون محور هذه النقطة عند مستوى 12610 نقاط و12640 نقطة.

وتشير القراءة التحليلية لوضع السوق إلى أن المقاومة المنتظرة تمثل مفترق طرق بالنسبة للمؤشر العام، على اعتبار أن كسرها يعني دخول بحر الـ 13 ألف نقطة بسلام، فيما الفشل عندها قد يستدعي اللجوء لدعم قوي محدد عند مستوى 12480 نقطة.

* الخالد: السيولة لم تتراجع والثقة تواصل الصعود وفي هذا الخصوص أوضح لـ«الشرق الأوسط» أمس، خالد الخالد وهو محلل مالي أن تراجع حجم السيولة الذي تشهده سوق المال منذ يومين، ناتج عن تراجع حدة المضاربات، ودخول قوى الشراء في أسهم العوائد للعمل وفق استراتيجية الاستثمار والتوقف مؤقتا عن استراتيجية المضاربات السريعة.

وقال إن السيولة لا تزال موجودة في السوق، وهو ما يعكس مستوى الثقة الذي وصلت إليه القوى العاملة في سوق خرج للتو من حالة انهيار تاريخية، مبينا أن أي تراجع لن يتم إلا بداعي جني الأرباح واستجماع القوى لكسر نقاط المقاومة التي تعترض مسار الصعود.

وبين أن المؤشر العام يسير في قناة صاعدة، وأنه يحتاج لدعم من أسهم القيادية لتجاوز المحور الذي يدور حوله منذ ثلاثة أيام، على أن يدخل امتحان مقاومة محددة عند مستوى 12918 نقطة.

* السمان: الأسهم السعودية تراهن على نتائج يوليو وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو خبير في تحليل تعاملات سوق المال، أن الأسهم السعودية تسير ببطء داخل قناة صاعدة، وهو ما يعني أن قوى السوق تراهن على نتائج الشركات المنتظرة الشهر المقبل.

وأشار إلى أن أسهم العوائد استحوذت على حصة كبيرة من الأموال المدورة في السوق، وهو ما يستدعي ضرورة متابعة أداء أسهم القيادة للتأكد من أن قوى الشراء التابعة للمحافظ الكبرى استحوذت عليها بالفعل.

* السويلم: جني أرباح المضاربة والبقاء في أسهم العوائد

* في هذه الأثناء، أوضحت لـ«الشرق الأوسط» خلود السويلم وهي متعاملة في سوق المال المحلية أمس، أن الاستراتيجية التي سيتم اللجوء لها على الأرجح في التعاملات المقبلة، تتمثل في العمل على جني أرباح المضاربة أولا بأول، والبقاء في أسهم العوائد، لأن الوقت لا يتسع لتنفيذ الألعاب المحببة في أوساط السوق.

وقالت إن الحذر واجب في كل الحالات على الرغم من أن مؤشر السوق لا يزال في المسار الصاعد، على اعتبار أن أعمال جني الأرباح قد تتم في أي وقت. وذهبت إلى أن السوق في وضع مطمئن وأن أي تراجع لن يتم إلا بداعي جني الأرباح، وهو ما اعتبرته أمرا صحيا لا يختلف عليه أحد من أهل السوق، مبدية أسفها لتعرض البعض لخسائر بسبب عدم التأقلم مع أعمال جني الأرباح وشعور البعض بشيء من الفزع أثناء أعمال التصحيح الطبيعية، بعد التجربة القاسية التي تم المرور بها في نهاية فبراير (شباط) الماضي.