الاقتراح السعودي بسعر 100 دولار لبرميل النفط يثير مخاوف شركات النفط الأميركية

مناقشات المنتدى الاقتصادي الأميركي ـ العربي تحمل مسؤولية فشل صفقة دبي للموانئ لوسائل الإعلام

TT

خلص مشاركون في المنتدى الاقتصادي الاميركي ـ العربي في دورته الثانية، الى أن هناك ثلاثة محاور يجب ان تحظى بالاولوية في العلاقات بين الجانبين العربي والاميركي، وهي اولا موضوع الطاقة والبيئة، وفي هذا الشأن انشغل ممثلو شركات النفط الاميركية الكبرى التي شاركت في المنتدى بالاقتراح المدوي الذي طرحه الامير تركي الفيصل سفير السعودية في واشنطن والذي قال فيه إن سعر 100 دولار للبرميل هو السعر العادل والمفترض. وكان الامير تركي قد أشار اكثر من مرة لهذا الموضوع خلال اشغال المنتدى.

ودفع الاقتراح ممثلي الشركات الاميركية الى مناقشة الفكرة في تفاصيلها، ودارت نقاشات طويلة حول ما إذا كان السعر الحالي لبرميل النفط يعد بالفعل مجزياً للدول المنتجة، واعتبر بعض ممثلي الشركات قول الأمير السفير السعودي، أن النفط ظل هو السلعة الأرخص في العالم «تحولاً مهماً» في السياسة النفطية للملكة العربية السعودية، على الرغم من انهم ذكروا أن الاسعار الحالية للنفط تعد معقولة، من وجهة نظرهم. أما المحور الثاني فكان حول الاستثمار والتجارة، حيث وجهت انتقادات شديدة لضعف الاستثمارات الاميركية في العالم العربي وكذا حركة التجارة البينية المتثاقلة بين اميركا والدول العربية كل على حدة. وفي هذا السياق قال كام شاه مدير المشاريع في وزارة التجارة الاميركية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لـ«الشرق الاوسط» إن الوزارة بدأت حملة نشطة لتشجيع الشركات الاميركية دخول الاسواق العربية، مشيراً الى ان الوزارة تركز الآن على أن الهواجس الأمنية ليس لها ما يبررها، وزاد قائلاً «لا نستطيع الزامهم لكننا نحاول اقناعهم أن فرص الاستثمار متوفرة في العالم العربي خاصة مع الدول التي تربطها اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة».

اما المحور الثالث فكان هو محور التعليم وربطه بالتنمية، حيث عبر الجانب الاميركي عن اعتقاده بان مناهج تعليم حديثة ومتطورة ستتيح التعاون بين الجانبين وتشجع على الحوار بينهما.

وستشكل المحاور الثلاثة جدول اعمال الدورة الثالثة التي لم يحدد مكانها وزمانها على الرغم من ان هناك اتفاقاً ضمنياً بان تكون في احدى المدن الاميركية التي يوجد فيها اميركيون من اصول عربية، وهي القاعدة التي اعتمدت في الدورة الاولى حيث عقدت تلك الدورة في مدينة ديترويت التي تضم اكبر جالية عربية في الولايات المتحدة وكذا هذه الدورة في مدينة هيوستن التي تشكل أكبر قاعدة انطلاق نحو العالم العربي نظراً لوجود شركات النفط العملاقة في هذه المدينة.

وكان المشاركون قد ناقشوا اول من امس دور الادارة الاميركية في مساعدة العالم العربي لتطوير بنيات الانفتاح التجاري، والسبل الناجعة لتشجيع ظروف المنافسة الحرة والنزيهة للشركات العربية للدخول في شراكة مع القطاع الحكومي او الخاص في الولايات المتحدة. كما ناقش المشاركون مدى تأثير التوجهات الجيوسياسية على العلاقات في مجال الطاقة بين اميركا والعالم العربي. وكذا مدى تأثير خطة الرئيس جورج بوش بتعويض نسبة 75 بالمائة من نفط الشرق الاوسط الذي تستورده اميركا من مصادر اخرى، على العلاقات الاميركية العربية في المدى القريب والبعيد، والى أي حد يمكن للعلاقات النفطية بين اميركا والعالم العربي أن تحقق هدف إدارة الرئيس بوش في تعويض كمية النفط المستوردة من الشرق الاوسط، وكذا مساهمة النفط والغاز في العالم العربي لأداء اقتصادي جيد في المنطقة العربية.

وفي مجال التبادل التجاري بحث المشاركون العراقيل التي تحول دون بناء علاقات تبادل تجاري بين العرب والاميركيين، وكذا تأثير فشل صفقة دبي لادارة موانئ اميركية على العلاقات التجارية بين الجانبين. وفي هذا المجال كانت هناك آراء عديدة حول معالجة الاعلام الاميركي لموضوع الصفقة حيث روج هذا الاعلام لمزاعم لا أساس لها من الصحة ساهمت في إفشال الصفقة. كما تطرق المشاركون الى الفرص التي تخلقها التجارة الالكترونية لتعزيز العلاقات التجارية العربية مع الولايات المتحدة. وفي مجال الخدمات بحثت مسألة توجيه المساعدات المالية الاميركية الى قطاع الصحة الحكومي في الدول العربية، وكيفية التأثير الايجابي لاتفاقيات التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية لتعزيز دور القطاع الصحي الحكومي.