ارتفاع تكلفة المواد الخام يزيد منافسة الإنتاج المستورد لتصنيع الأثاث المكتبي المحلي في السعودية

توقع زيادة الطلب بنسبة 50% خلال السنوات الثلاث المقبلة

TT

حذر عدد من العاملين في قطاع الأثاث المكتبي في السعودية، مما أسموه بالتحديات الكبيرة التي تواجه هذا النشاط بسبب المنافسة من قبل الإنتاج المستورد الذي تقل أسعاره بنسبة 20 في المائة عن الإنتاج المحلي، نظرا لارتفاع تكلفة المواد الخام، وذلك بالرغم من أن السوق السعودي يشهد نموا مستمرا تصل معدلاته إلى 50 في المائة سنويا. وأشار لؤي عايش مدير مبيعات المشاريع بالمنطقة الوسطى لشركة الجديعي للأثاث المكتبي، إلى أنه بالرغم من أن هذا النشاط يعتبر من أفضل الأنشطة ازدهارا من حيث القوة الشرائية العالية حيث يزداد حجم السوق سنويا بمعدلات مرتفعة تصل قيمتها في بعض الأحيان إلى 100 في المائة خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية، مع افتقاره للصناعات المتخصصة في مجال الأثاث المكتبي نظرا للمنافسة الكبيرة من قبل الإنتاج المستورد خاصة المنتج الصيني سواء من ناحية السعر أو الأشكال ومواكبتها للموضة، إذ تزيد تكلفة الصناعة المحلية من الأثاث المكتبي الخشبي عن الصناعة المستوردة من الصين على سبيل المثال بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30 في المائة.

وأفاد عايش في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن أسعار الإنتاج المحلي من الأثاث تزيد بنسبة 20 في المائة عن أسعار الإنتاج المستورد، مبينا أن أغلب الصناعات المحلية عبارة عن ورش صغيرة وليس مصانع متخصصة وبالتالي فإنها تعتبر صناعات مكملة وليست صناعات متكاملة تلبي رغبات وتطلعات الأفراد أو الشركات من القطاعين العام والخاص. وأضاف عايش أن السوق يشهد سنويا انتعاشا مع بداية العام الدراسي الجديد أو مع الإعلان عن ميزانية الدولة التي تجعل الإقبال على السوق كبيرا من قبل الإدارات الحكومية التي اعتمد لها تجديد بعض أثاثها المكتبي. وفي السياق ذاته، أكد ثامر عبد المقصود المدير التنفيذي لشركة مشاري للأثاث المكتبي، أن صناعة الأثاث المكتبي في السعودية بدأت منذ ثلاث سنوات تأخذ موقعها في السوق السعودي خاصة بالنسبة للأثاث المعدني، حيث كانت تغطي في تلك الفترة حوالي 30 في المائة من حاجة السوق، بينما تغطي الآن 40 في المائة، متوقعا أن تشهد هذه الصناعة خلال هذه الفترة والمستقبل القريب ازدهارا كبيرا نظرا لما تشهده البلاد من طفرة عمرانية كبيرة ومن توسع في نشاط القطاعين العام والخاص، إضافة إلى النمو السكاني والاستهلاكي الكبيرين، موضحا أن دراساتهم التسويقية تشير إلى أن الطلب على هذه الصناعة سيزداد بمعدلات كبيرة قد تصل إلى أكثر من 50 في المائة سنويا على الأقل خلال الثلاث سنوات المقبلة. وأكد عبد المقصود أن الوضع الحالي لهذا النشاط يعتبر ممتازا للغاية، نظرا للإقبال المتزايد على هذا النوع من الأثاث سواء على مستوى أصحاب الأعمال والمؤسسات والقطاعات الحكومية، أو على مستوى الأفراد الذين اتجهوا في الآونة الأخيرة لاستخدام هذا النوع من الأثاث في المنازل بشكل كبير خاصة مع انتشار ثقافة الإنترنت، مشيرا إلى أنه بالنسبة للمصانع المحلية فإنها تقوم بإنتاج نوعين من الأثاث المكتبي هما الأثاث الخشبي والمعدني، حيث نوه إلى أن الإنتاج الخشبي من هذه الصناعة يعتبر مكلفا جدا نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام والعمالة، مقارنة بالإنتاج المستورد خاصة القادم من شرق آسيا والذي يشكل منافسة كبيرة للإنتاج المحلي نتيجة لانخفاض أسعاره بسبب توفر المواد الخام والعمالة البشرية الماهرة بأسعار منخفضة للغاية، بالإضافة إلى تعدد موديلاته وأشكاله، مشيرا إلى أن الإنتاج المحلي من الأثاث المعدني، عليه طلب كبير خاصة من قبل القطاعات الحكومية التي تشكل حصتها من هذا النوع من الأثاث حوالي 80 في المائة وذلك نظرا لأن أسعاره وجودته تنافسان الإنتاج المستورد.