قوى الأسهم السعودية تتردد في تحديد مصير وجهة «المؤشر العام» وتحتاج إلى «سيولة استثمارية»

مع ارتفاع وتيرة مرحلة «الحيرة»

TT

واصلت قوى سوق الأسهم السعودية التردد وعدم اتخاذ خطوة فعلية لتحريك المؤشر العام وتحديد مصيره المقبل لا سيما مع استمرار حالة الحيرة والتي تتواصل إلى لأكثر من 10 أيام عند ذات المستوى، إذ اقفل المؤشر العام وهو يراوح في بحر 10000 نقطة. وبرغم أن هذا المستوى هو ما يمثل، على حد وصف الآراء الفنية المراقبة للسوق، مستوى دعم قوي لتأسيس أرضية صلبة يقف عليها المؤشر نحو تسجل مستويات مقاومة حتى 14000 نقطة، إلا أن ذلك لم يكن هو الرأي الوحيد المعتمد في رؤيته الفنية على استمرارية المراوحة المحسوبة بإضافة النظر إلى حجم السيولة وكميات التنفيذ عن هذه المنطقة، إذ مالت بعض الآراء الأخرى بأن هذه المنطقة لا تمثل سوى محطة عبور نحو الأرضية الأساسية دون 9000 نقطة.

ولفت مراقبون فنيون لـ«الشرق الأوسط» بأن عدم اتضاح صورة حركة المؤشر وتواصل عمليات البيوع أو الشراء بكميات كبيرة وبسرعة فائقة يمكنها أن تسبب إشكالية نفسية للمتعاملين الصغار، في حين أبانوا أنه لا بد من دخول السيولة الاستثمارية للسوق وضخ مزيد من الطمأنينة والموثوقية. وعلى صعيد فعاليات التداولات أمس، استطاع المؤشر العام وفي الدقائق الأخيرة من عكس الوجهة الهابط للمؤشر العام الذي اتجه منذ بداية التداولات وبشكل متذبذب نحو الأسفل مسجلا خسائر محدودة جدا بلغت في متوسطها 0.5 في المائة. وأغلق المؤشر عند 10393 نقطة، مرتفعا بواقع 0.18 في المائة، تمثل 18 نقطة، مقابل قيمة تداول ضئيلة قدرها 10 مليارات ريال، لتداول 183 مليون سهم، نفذت عبر 278 ألف صفقة.

* العليوي: السيولة الاستثمارية

* من ناحيته، قال علي العليوي وهو محلل فني لمؤشر الأسهم السعودية «لا يزال التذبذب هو السمة الطاغية على سلوك المؤشر العام في الفترة الماضية وهي تكشف عن وجود حيرة، قد تخلف أثرا سلبيا على السوق وتسبب في خلق تردد لسلوك المؤشر ليصبح غير قادر على الصعود مؤقتا لمستويات أعلى بسرعة منطقية»، ملمحا إلى أن الصعود قد يكون بتلكؤ. وأفاد العليوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السوق حاليا وبناء على معطيات الحيرة القائمة تحتاج إلى سيولة استثمارية لتقوم بعمل التوازن المنطقي لحركة المؤشر، مرجعا ذلك إلى أن السوق تقع حاليا تحت رحمة مضاربين كبار لا تهمهم سوى مصالحهم، وصغار متعاملين لا يمكنهم القيام بأداء موحد يوجه حركة السوق.

وأضاف العليوي أن السوق حاليا تعمل وفق التحليل الفني وسط تغييب شبه تام للتحليل الأساسي، موردا حديثا عن العائد الهندسي خلال عشرة أعوام بين 1995 و2004 كان يمثل 18.5 في المائة وهي التي لم تكن تتأتى عبر أي أداة استثمارية مالية أخرى لتعطي ذات العائد، مبينا أن الأمر اختلف خلال العام 2005 والذي كان استثنائيا بكل معنى الكلمة، والحال بدأ يختلف في هذا العام الذي بدأ يلامس مستويات 2004.

* الشبيب: الحاجة لإعادة الثقة

* وفي شأن متصل، أبان شبيب الشبيب المحلل الفني لسوق الأسهم السعودية عن اعتقاده بأن تكون السوق تمر بموجة الهبوط الأخيرة وسط احتمالية فشل الوجهة بأخبار تحمل الإيجابية في طياتها، مشددا على أن السوق حاليا تحتاج لأي محفزات تعيد لها الثقة وتدعم روح توجيه المؤشر الذي يستبعد أن يتراجع نحو نقاط دعم 10150 و10000، قبل 9700، فمستوى 9400 نحو 8 آلاف نقطة. وأضاف الشبيب أنه في حال تراجع المؤشر إلى دون مستوى 10150 نقطة فإن الترشيح بملامسة نقاط الدعم المذكرة واردة جدا، ولكنه أعاد «إن تراجع المؤشر لهذا المستوى»، مبينا أن المرحلة الحالية قد تشهد تغيرات تدعم السوق من قبل استراتيجيات الصناديق والتي يمكن أن ترى في هذه المستوى فرصة مغرية جدا للدخول.

* الحربي: القلق يتزايد

* من جهته، أوضح ماجد الحربي وهو متعامل في سوق الأسهم السعودية بأن القلق يتزايد مع عدم وضوح حركة المؤشر واستمراره في مستويات متقاربة مما يرفع القلق العام على المحافظ نتيجة تنامي مستوى الخطورة في حالة انتكاسة المؤشر لنقاط في الأسفل، موضحا أن من المهم في الفترة الحالية أن تكون قوى السوق قد تهيأت للحراك واتخاذ موقف سينهي القلق المتصاعد. وأشار الحربي لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الأمل لا يزال يأخذ النصيب الأكبر من حجم أحلام المتعاملين، لاسيما أن القراءات الفنية تلمح إلى أن القاعدة التي يقف عليها الأسهم السعودية هي «الصلبة» وهي القاع الأدنى، لافتا إلى أن محافظ صغار المتعاملين لا تتحمل مزيد من الخسائر بعد تلقيها لجرعات خسائر كبيرة يصعب تعويضها سريعا.