الشركات اللبنانية تلجأ للمناطق الجبلية لمتابعة نشاطها الاستثماري

رجال أعمال ودبلوماسيون هجروا العاصمة بيروت

TT

برمانا ـ ا.ف.ب: انتقل عدد كبير من رجال الاعمال اللبنانيين من بيروت وضواحيها التي تعرضت للقصف الاسرائيلي، الى فنادق او أبنية في الجبل شرق العاصمة من اجل متابعة اعمالهم.

ويقول مدير مكتب استشارات «لم نوقف العمل يوما واحدا. البعض كان يعمل من منزله، ثم جئنا الى هنا. كل شيء يسير على ما يرام. بالطبع كلنا قلقون جدا، إلا ان الحياة مستمرة».

واستقر عشرون من موظفي شركته في فندق «غراند هيلز» الفخم في برمانا، المصيف الواقع على بعد عشرين كيلومترا شرق بيروت. وتسعى الشركة الى القيام بأعمالها بشكل عادي رغم الفوضى والقصف القريبين.

ويتابع المدير رافضا الكشف عن هويته «علينا ان نتأقلم مع الوضع. يريدون حرماننا من حياة طبيعية، وهذه هي طريقتنا بالمقاومة. نفعل ذلك بأجهزة الكومبيوتر لا بمسدساتنا».

واذا كان عدد من الشركات الاجنبية قد غادر لبنان على عجل الى أمكنة أكثر أمانا مثل قبرص، فان شركات لبنانية فضلت، لأسباب تتعلق بالحس الوطني أو بأسباب مادية، البقاء في بلادها وتدبير امورها.

ويعج بهو الفندق برجال الاعمال والدبلوماسيين الذين لجأوا اليه. وتسير بعض السفارات اعمالها منه مثل سفارات قطر والكويت والسعودية والامارات العربية المتحدة.

وتحول بهو فندق «برنتانيا» المجاور الى مركز تجاري. فقد استأجر تجار ملابس وحلي اغلقوا محلاتهم في بيروت، مساحات في الفندق لعرض بضائعهم والتخفيف من خسائرهم الناتجة عن الحرب المفاجئة.

وتقول جنا، 31 عاما، وهي تشتري حذاء في المكان، لوكالة فرانس برس «لقد ولدت في السنة التي بدأت فيها الحرب الاهلية (1975-1990)، ولا أريد لأولادي ان يمروا بما مررت به مجددا». وتضيف «هنا، الامور جيدة، لا نسمع شيئا تقريبا. وهناك اصدقاء لي استأجروا شاليهات في المنطقة، ونحن نخرج معا ليلا».

في بيت مري المجاورة لبرمانا، اختارت مؤسستان اجنبيتان فندق البستان للاستقرار.

وقال مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة اميركية «لا نريد ان نعرض موظفينا لأي خطر او لاي ضغط، ولكن لا يمكننا ان نسمح لأنفسنا بوقف العمل ولو لدقيقة واحدة ... لذلك، قررنا إنشاء فرع مؤقت لنا هنا».

وفي غرفة أخرى من الفندق، يوجد مكتب شركة نفطية تعمل مع نيجيريا. ويقول المدير المالي ربيع اسمر لصحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية «جئنا الى هنا في اليوم السادس من الحرب، ولكن اذا لم يتحسن الوضع خلال عشرة ايام، سننتقل مؤقتا الى دبي».

واستأجرت شركات أخرى شققا، مثل شركة للمعلوماتية مركزها قرب المتحف الوطني في بيروت انتقلت الى بكفيا في الجبل شرق العاصمة.

وقالت مديرة الفرع اللبناني للشركة الدولية للصحافيين «لم نهرب بسبب الخطر، انما من دوي القصف، إذ من الصعب التركيز على العمل، لذلك قررنا الانتقال الى مكان أكثر هدوءا».

وأعلنت وزارة المالية أن الخسائر الناتجة عن الربح الفائت نتيجة النزاع الذي بدأ في 12 يوليو (تموز) يصل الى 1.5 مليار دولار على الأقل، بينما كلفة الاضرار الناتجة عن التدمير بسبب القصف الاسرائيلي تصل الى ملياري دولار على الأقل.

ورغم حركة اللجوء اليها، تبدو الاجواء ثقيلة في منطقة برمانا التي تعج الطرق فيها في يوليو(تموز) عادة بالسياح العرب.

وقرب بركة السباحة في الفندق، تتمدد الين وبيدها كتاب، إلا انها تبدو غير سعيدة بالترف المحيط بها. وتقول «هذا هو المكان الاكثر أمانا في لبنان، إلا اننا محبطون. ننفق الكثير من المال هنا من دون ان نشعر بالسعادة فعلا. ولا يمكننا البقاء بعد ان ينقص المال».

وكان يفترض ان يكون صيف لبنان 2006 الافضل على الصعيد السياحي في لبنان منذ زمن طويل، مع توقعات قدوم عدد قياسي من السياح الذين قاموا بحجوزات في المنتجعات الجبلية وعلى البحر، ومع المهرجانات الفنية التي كان سيحييها فنانون من كل أنحاء العالم. وتقول المسؤولة في فندق «غراند هيلز» جانين خوري «الناس موجودون هنا للراحة، ليسوا هنا للتسلية او العطلة. عادة نقيم نشاطات، كان لدينا مهرجان لموسيقى الجاز، إلا ان كل شيء ألغي». وتضيف «كان يفترض ان تكون هذه السنة الافضل بالنسبة الى اللبنانيين، ولكن كل شيء تغير، والسنة ضاعت».