مؤشر الأسهم السعودية يتراجع 96.96 نقطة والتعاملات تتعثر في محاولات الدقائق الأخيرة

TT

تراجع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية 96.96 نقطة بما يعادل 0.90 في المائة إلى مستوى 10658.13 نقطة، بعد أن فشلت محاولة يائسة في الدقائق الأخيرة لرفع قيمة المؤشر العام.

وتعثرت التعاملات الأخيرة لسوق الأسهم بما يعرف في أوساط المحللين لحركة التداولات بـ«ارتدادات القطة الميتة»، وهي الارتدادات التي عادة ما تصطاد سيولة ذوي الخبرات الضعيفة في سوق المال. وبدت سمة مغادرة الأسهم للمحافظ في المساء وعودتها في الصباح واضحة، وهو ما أفضى إلى ارتدادات القطة الميتة، وبقاء حالة الحيرة في السوق التي يبدو من تعاملاتها أنها تنتظر صدور أخبار وشيكة.

ومن الواضح حاليا أن تمثل السوق جنة للمضاربين المحترفين فيما جلسات التداول تعتبر منطقة شراء وقت لقوى صناعة مسار المؤشر العام ليس إلا، وهو ما يعني أن الحذر في أعلى مستوياته.

ويأتي ضمن أكثر علامات عدم الارتياح عدم تسجيل أرقام سعرية جديدة في حالات الصعود منذ أسابيع، مقابل استمرار تسجيل أرقام سعرية هابطة يوما بعد آخر.

وفي حال كانت الأخبار التي تترقبها السوق سلبية أو تأخر ظهور الأخبار السارة فهذا يعني أن أي حالة صعود مجرد ارتداد بسيط سيتم بعده استئناف جديد للمسار الهابط الذي قد يكبد المؤشر العام عناء رحلة لن تتوقف قبل بلوغ بحر التسعة آلاف نقطة على أقل تقدير.

وتعاني سوق المال في السعودية من عدم وجود محفزات قادرة على رفع الأسعار وبالتالي قيمة المؤشر العام، فيما لا تزال مبررات الهبوط جاثمة، كما تبدو حالة عدم الارتياح باقية في ظل غياب المحفزات الحقيقية.

وبناء على المعطيات الفنية للسوق السعودية عند الإقفال أمس، توضح مؤشرات قراءة مستقبل السوق إلى أن المؤشر العام يسير أفقيا بداعي التصريف على الأرجح وليس التجميع.

* السماري: السيولة تغادر إلى قنوات استثمارية جديدة في هذه الأثناء، أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري وهو خبير في تحليل تعاملات الأسواق المالية المحلية والعالمية، أن السوق تعاني من مغادرة السيولة انتظارا لظهور قنوات استثمارية جديدة، أهمها صكوك «سابك» التي من المتوقع أن تجتذب السيولة المتحفظة، وأسهم شركة إعمار في حال طرحها، فضلا عن منتجات الودائع الإسلامية التي باشرت بنوك محلية تسويقها أخيرا.

وذهب إلى أن من أبرز مبررات مغادرة السيولة توتر الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن نمط الحيرة السائد حاليا سينتهي بتغير حاد صعودا أو هبوطا، وذلك بناء على ما قد ينتج خلال الأيام القريبة المقبلة، آخذين في الاعتبار أن السوق لا تزال تحت تأثير ظهور إعلانات تنظيمية أهمها حوكمة الشركات ونظام الاستثمار العقاري، ونظام صناديق الاستثمار، وهي معطيات من شأنها أن تحدث تغييرا جذريا في آليات السوق وقوانين اللعبة بين كبار المضاربين.

وقال إنه «بالنظر لما يترقبه السوق خلال الأيام المقبلة، نجد مبررا لحالة الحيرة ومحاولات شراء الوقت والمساحة انتظارا لما سيأتي، وأهم ما ينتظره السوق انتهاء اكتتاب إعمار المدينة الاقتصادية نهاية الأسبوع الجاري، وترقب موعد طرح صكوك «سابك» التي من المتوقع أن تجتذب السيولة وتشعل مضاربات حامية».

وبين أن القنوات الاستثمارية التي يرجح توجه السيولة لها في الفترة المقبلة، تتميز بعوائدها المضمونة وخلوها من المخاطرة، وهو ما يجعلها خيارا مفضلا بديلا عن الأسهم.

* الشبيب: وقف الخسارة مهم للتعاملات المقبلة

* وعلى الطرف الآخر أوضح لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب وهو محلل لتعاملات سوق المال أمس، أن التفكير الجدي في وقف الخسارة خلال التعاملات المقبلة مهم جدا، في إشارة منه إلى أن إمكانية الهبوط أوفر حظا من الصعود. وذهب إلى أن التعاملات الحالية للسوق لا تستدعي دخول الخارجين من السوق، فيما لا مجال لغير مضاربي اليوم الواحد، على أن تتم المضاربة على أعلى درجة من الاحتراف.

وقال إن المؤشر العام يتجه لتسجيل قاع جديدة، بدليل أن كل قمة يتم تسجيلها خلال الأسابيع الماضية تأتي القمة التالية لها في مستوى أدنى من الأولى، وهو ما يبعث على عدم الارتياح.

* الجبرين: الحيرة تسيطر على التعاملات اليومية

* وفي المقابل قال لـ«الشرق الأوسط» بندر الجبرين وهو متعامل في سوق الأسهم، إن الحيرة تسيطر حاليا على التعاملات اليومية، مشيرا إلى أن الأمور ضبابية إلى أبعد حد.

وبين أن الحيرة الحالية أفضت إلى تعقيد الأمور بالنسبة للمتعاملين خلف شاشات التداول، وهو ما يستدعي التفكير جديا في العمل على وقف الخسارة قبل أن تتفاقم وتصل إلى ما هو أسوأ من الوضع الحالي.