المتعلقون في الأسهم الإماراتية: عين على البيع وعين على الخسارة

TT

عندما بدأت رحلة الهبوط المستمر للاسهم الاماراتية نهاية العام الماضي، والسمة الغالبة لدى كثير من المتعاملين، خاصة الصغار منهم، هي الانتظار الممل لما يمكن أن تسفر عنه تداولات الأسهم في بورصتي دبي وأبوظبي، في الفترة التي اعقبت ذلك الهبوط، ومع مرور أكثر من سبعة أشهر حتى الآن على بداية التصحيح القاسي (يسميه البعض انهيارا)، ما زال الكثير من المستثمرين يأملون في أن تعود الأسهم لسابق عهدها.

ومنذ التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، عندما بلغ المؤشر قمته التاريخية مسجلا 7510 وهي أعلى نقطة يصلها المؤشر، بدأت عملية النزول المستمر منذ ذلك التاريخ حتى إقفاله يوم أمس الخميس على 4269، بخسارة تبلغ 42% طوال أكثر من تسعة أشهر، ومع أن غالبية المتعاملين حينها كانوا يسجلون أرباحا مجزية، إلا أنهم استمروا بانتظار عودة السوق لسابق عهدها، وكأن استمرار السوق في الصعود إلى ما لانهاية أمر طبيعي، ولكن الذي لم يحسب حسابه صغار المستثمرين، هو مقدار النزول الكبير الذي سيطال أسهمهم، ومع مرور الوقت هناك من خسر أرباحه بانتظار الارتداد المنتظر، وبعد ذلك ذهبت الأرباح وجزء من رأس المال، واليوم فإن كثيرا من هؤلاء يستذكرون مسيرة الهبوط للمؤشر ويتساءلون: لماذا لم يجنوا أرباحهم في أي من تلك الأيام قبل أن يبقوا (معلقين) بانتظار عودة الأسعار إلى سابق عهدها؟

يقول الخبير المالي هيثم أبوشادي، ان كثيرا من صغار المستثمرين اضاعوا فرصة ثمينة للاستفادة من مكاسبهم، التي حققوها والتي بلغت لدى البعض 100%، ولا توجد استثمارات تعطي هذه النسبة، ولكن الأسهم الاماراتية أعطت البعض هذه الأرباح الخيالية، وهناك من اختار اللحظة المناسبة للخروج، وهم قلة، وهناك من آثر الانتظار طمعا في أرباح أعلى من الضعف. ويشير ابوشادي الى أنه حتى بعد ان بدأ التصحيح للاسهم لم يحافظ صغار المستثمرين على أرباحهم، واصروا على الانتظار حتى خسروا تلك الارباح وجزءا من رأس المال، ولكن كيف يتعامل المستثمر الصغير، الذي لم يستطع التصرف بالبيع مع هذا النزول؟ وهل هذا وقت مناسب للبيع؟ يقول أبو شادي إن المستثمرين الذين لم يستطيعوا الخروج منذ البداية، لا يمكن أن ننصحهم بالخروج الآن، هذا هو الوقت المناسب للدخول، ولكن ننصحهم بضرورة البحث عن الأسهم الأكثر نموا وربحية والتحول إليها، ويرى أبو شادي ان الانتكاسة التي مرت بها السوق الاماراتية، لا بد أنها أعطت نوعا من الخبرة لصغار المستثمرين، وبالتالي معرفة وقت الخروج التقريبي»، مشيرا الى أن هناك من وصلت ارباحه إلى 50 % وبلغت أحيانا 100% ولم يبع، فمتى سيبيع إذا لم يبع مع هذا الارتفاع الهائل؟

إلا أن المستثمر عبد العزيز السعيدي يلفت إلى أن صغار المستثمرين وقعوا في مكيدة الارتفاع المستمر، على حد قوله، «لا ننكر أن هناك اصواتا كانت تنادي بالخروج في ذلك الوقت، وهناك أيضا، الغالبية، الذين كانوا يصرون على أن السوق مستمرة في الصعود وأن الظروف الاقتصادية للمنطقة من جراء ارتفاع اسعار البترول ستسهم في دفع السوق لمستويات تاريخية. فهل يقع اللوم علينا أم على هؤلاء الخبراء؟»،.