صعد الجنيه الاسترليني سنتا أميركيا كاملا وبلغ ذروته في شهرين ونصف الشهر مقابل الدولار بعدما فاجأ بنك انجلترا المركزي الاسواق برفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية الى 4.75 في المائة.
وقفز الاسترليني الى أعلى مستوياته في شهرين أمام الدولار ليصل الى 1.8866 دولار بزيادة أكثر من سنت واحد عن مستويات ما قبل القرار. ومقابل اليورو بلغ الاسترليني أعلى مستوياته في شهرين ونصف الشهر مسجلا 67.72 بنس.
وقال جيرمي ستريتش خبير الاسواق في رابو بنك لوكالة رويترز «إن الواضح أنه يسير عكس معظم توقعات المحللين». بنك انجلترا يقول الوضع الان إن الاقتصاد أقوى والنمو أعلى قليلا من المتوسط. ومع تجاوز التضخم مستواه المستهدف فانهم يتخذون فقط تدابير احترازية». وأضاف «لا يزال هناك المزيد مسعرا في منحنيات عائد الاسترليني والسوق تتجادل حول احتمال زيادة أخرى للفائدة بنهاية العام لكني أعتقد أنه طموح مبالغ فيه».
تهدف خطوة بنك انجلترا الى احتواء التضخم الذي ارتفع عن المستوى المستهدف. وفي حين توقع معظم الاقتصاديين أن تبقي لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك أسعار الفائدة دون تغيير للشهر الثاني عشر على التوالي فقد كان دائما رهانا غير مضمون.
واثر سلسلة من التقارير الاقتصادية القوية توقع سبعة من 46 محللا استطلعت رويترز اراءهم الاسبوع الماضي أن ترفع لجنة السياسة النقدية سعر الفائدة وتبطل أثر خفض كان محل جدل ساخن قبل عام.
لكن صناع السياسات لم يلمحوا الى أنهم على وشك التحرك رغم زيادة معدل التضخم في يونيو (حزيران) نصف نقطة مئوية على مستوى اثنين بالمائة الذي يستهدفونه فيما أشار تفاقم أعباء الفواتير على المستهلكين الى أنه سيرتفع أكثر.
وعزا البنك قراره المفاجئ برفع الفائدة ربع نقطة مئوية الى قوة معدل النمو والتوقعات بأن يظل معدل التضخم فوق مستواه المستهدف.
وقال البنك في بيان صدر مع القرار «ايقاع النشاط الاقتصادي تسارع في الاشهر القليلة الماضية. انفاق المستهلكين تعافى فيما يبدو من تراجعه بعد أعياد الميلاد». وأضاف توقعه أن يظل معدل التضخم مرتفعا لبعض الوقت. ومن المقرر أن ينشر بنك انجلترا توقعاته الفصلية الجديدة للنمو والتضخم الاربعاء القادم.
من جهته و كما كان متوقعا قرر البنك المركزي الاوروبي أمس رفع سعر الفائدة الاساسي ربع نقطة مئوية الى ثلاثة في المائة وذلك في رابع زيادة يجريها منذ ديسمبر (كانون الاول) الماضي. والتحرك الذي رفع تكاليف الائتمان في منطقة اليورو الى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام كان متوقعا على نطاق واسع في أسواق المال حيث لا يزال التضخم أعلى كثيرا من سقف البنك المركزي الاوروبي وهو اثنين بالمائة ونمو الاقتصاد حول معدله المتوسط طويل الاجل.
وتوقع 60 خبيرا اقتصاديا استطلعت رويترز اراءهم الاسبوع الماضي أن يسرع البنك المركزي الاوروبي ايقاع عمليات رفع الفائدة بهذا التحرك في مطلع أغسطس (اب) بعد شهرين فقط من الزيادة الاخيرة بدلا من دورة الثلاثة أشهر التي اتبعها الى الان.
وبلغ معدل التضخم 2.5 في المائة في الاشهر الثلاثة الماضية وتحمل شركات التصنيع والخدمات ارتفاع التكاليف للمستهلكين في حين يشكل الوضع المضطرب في الشرق الاوسط ضغوطا صعودية على أسعار النفط. وتوقعت أغلبية بسيطة من المحللين استطلعت رويترز اراءهم أن يرفع البنك المركزي الاوروبي أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام الى 3.5 في المائة.
وتوقعت البقية أن يتوقف البنك عند 3.25 في المائة قبل تباطؤ متوقع للنمو في 2007.
وقال البنك المركزي الاوروبي ان سعر الفائدة على الايداع سيزيد أيضا الى اثنين بالمائة في حين سيرتفع سعر الاقراض الحدي الى أربعة بالمائة. في هذه الاثناء واصلت الاسهم الاوروبية تراجعها أمس قبيل زيادة متوقعة في سعر الفائدة من البنك المركزي الاوروبي في حين ساء أداء الاسهم البريطانية قياسا الى مجمل السوق بعدما فاجأ بنك انجلترا الاسواق ورفع تكاليف الاقتراض. كما عصف بالاسواق أداء ضعيف لاسهم النفط، حيث هبطت بي.بي 1.7 في المائة. وانخفضت أسعار النفط الى حوالي 75 دولارا للبرميل.
وفي منتصف نهار أمس كان مؤشر يوروفرست 300 لاسهم الشركات الاوروبية الكبرى منخفضا 0.8 في المائة عند 1329.8 نقطة فيما فقد مؤشر فاينانشال تايمز 100 ما نسبته 1.4 في المائة اثر قرار بنك انجلترا برفع الفائدة. هذا وقد استقرت الاسهم اليابانية دون تغير يذكر في نهاية التعاملات أمس اذ ارتفعت أسهم شركة تويوتا للسيارات وشركات اخرى بفعل امال في ارتفاع أرباحها بينما انخفض سهم كاسيو كومبيوتر بعد ان أعلنت وحدة كاسيو مايكرونيكس تقريرا ضعيفا عن أرباحها.
وتراجعت أسهم ميتسوي أو.اس.كي لاينز وكاواساكي كايسن كايشا بعد أن خفضتا توقعاتهما السنوية.
وزاد مؤشر نيكي القياسي بنسبة 0.04 في المائة فقط أي 6.08 نقطة الى 15470.37 نقطة.
وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.01 في المائة الى 1569.53 نقطة.
من جهتها انخفضت أسعار الاسهم الأميركية عند بدء التعاملات أمس مع تراجع اسهم قطاع تجارة التجزئة ومنها شركة تارجت كورب بسبب مبيعات مخيبة للامال في يوليو (تموز) الامر الذي بعث المخاوف من تباطؤ انفاق المستهلكين وارباح الشركات.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 50.59 نقطة أي بنسبة 0.45 في المائة الى 11149.34 نقطة.
ونزل مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 5.22 نقطة بنسبة 0.41 في المائة الى 1273.33 نقطة.
وانخفض مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التكنولوجيا 17.33 نقطة بنسبة 0.83 في المائة الى 2061.48 نقطة. من ناحية أخرى تحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس على 646.25 دولار للاوقية (الاونصة) انخفاضا من 654.40 دولار في جلسة القطع المسائية أول من أمس.
وبلغ سعر الذهب عند الاقفال السابق في نيويورك 650.70-651.45 دولار للاوقية.