تقرير: السعودية تنتج 112.6 طن سنويا من الروبيان ليغزو الأسواق العالمية

موسم الصيد ينطلق في البحر الأحمر .. والخليج و28 ترخيصا تصدرها وزارة الزراعة

TT

كشفت إحصائية حديثة بأن إنتاج السعودية من الروبيان في المزارع السمكية بلغ خلال العام الماضي 2005 نحو 112.6 ألف طن سنويا، في الوقت الذي بلغ فيه عدد التراخيص الأولية التي منحتها وزارة الزراعة حتى بداية العام الجاري نحو 28 ترخيصاً لاستزراع الروبيان في السعودية.

ويأتي انطلاق موسم صيد الروبيان في السعودية قبل نحو 3 أسابيع على شاطئ البحر الأحمر والخليج العربي في الوقت الذي يشكل فيه الروبيان موردا اقتصاديا مهما للسعودية، إضافة إلى أهميته الغذائية كونه يعتبر من أغلى المنتجات البحرية ثمنا، ويحظى بطلب من المستهلكين محليا وعالميا، لذلك تعتبر عوائده الاقتصادية مجزية سواء للصيادين أو المزارعين.

ويعتبر الروبيان من الأحياء البحرية المهمة اقتصاديا في السعودية وهو من فصيلة القشريات، فهو نوع مرغوب عالميا وأسعارها عالية، وذا جودة غذائية غنية مما حدا بدول مثل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي والأسواق الأميركية لاستيراده من المملكة.

وتشكل مزارع الروبيان الساحلية في السعودية أبعاد اقتصادية تنموية إضافة إلى العائد المباشر للمزارع، فهي تنمية للمناطق الساحلية والريفية والمجتمعات التي غالبا يقطنها ذوي الدخول المنخفضة، إذ انها توفر لهم ولأبنائهم فرص العمل وتحسين البنية التحتية لمدنهم وقراهم، التي تلازم بالضرورة إنشاء مشاريع الروبيان، ومن الشواهد الحية على هذا النوع من التنمية، مشاريع الروبيان شمال مدينة الليث وجنوب وشمال جازان وشمال الشقيق، وجاري حاليا التخطيط لمشاريع مماثلة في مختلف مناطق المملكة. وبلغ إجمالي الإنتاج من الثروة السمكية في السعودية 66591 طنا متريا لعام 2004، منها 55419 طنا من المصايد البحرية وتمثل 83 في المائة من إجمالي الثروة السمكية، وبلغ إنتاج الروبيان التي تم اصطيادها من البحر الأحمر 660 طنا متريا عام 2004، وبلغ إنتاج الروبيان من المصائد في الخليج العربي 6618 طنا متريا عام 2004. كما بلغ إنتاج السعودية 14185 طنا من المزارع السمكية تمثل 17 في المائة من إجمالي الإنتاج السمكي عام 2004، وبلغ إنتاج السعودية من الروبيان لوحدها في المزارع السمكية لعام 2005 نحو 112.6 ألف طن من الروبيان سنويا وأهم المزارع السمكية للربيان هي شركة الروبيان الوطنية بالليث وهي شركة رائدة في هذا المجال ويعادل إنتاجها من الروبيان إنتاج مصائد البحر الأحمر والخليج العربي من الروبيان وشركة جازان للتنمية الزراعية وشركة الروبيان العربية في جازان وجميعها على ساحل البحر الأحمر، ومن مقومات نجاح استزراع الروبيان اقتصاديا في السعودية الدعم الذي توليه الدولة لهذه الصناعة لتسهيل دور القطاع الخاص للإسهام، في خطط التنمية وتوفير الإمكانات والمقومات الأساسية لهذه الصناعة مناخ مناسب ومصادر مياه وأسواق، لذا اتجه الكثير من المستثمرين للاستثمار في هذا المجال بالسعودية نظرا لتوافر مقومات نجاح تربيته على ساحل البحر الأحمر بالمستوى التجاري، والسعودية إنتاجها حاليا من الروبيان يفوق احتياجها أكثر من مرتين ونصف بفعل زراعته، إضافة على تصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية الأمر الذي يمثل طفرة إنتاجية من الروبيان وإضافة جديدة لتوجيهات قطاع الثروة السمكية المستقبلية.

وتتعدد أنواع الروبيان المستوطنة في السعودية حسب أهميتها، فمنها ربيان أم نعيره، ربيان شحامية، ربيان شحامية، ربيان الأبيض و الروبيان النمراني الأسود، كما توجد أنواع أخرى بنسب قليلة جدا مثل الروبيان الياباني.

حيث يتواجد الروبيان في البحر الأحمر، جازان، القنفذة والخريبة شمال البحر الأحمر، أما في الخليج العربي فيتواجد بشكل رئيسي في شمال الخليج العربي ومنها الجبيل والسفانية وجنوب الخليج العربي من جنوب الجبيل إلى منفذ سلوى على الحدود القطرية وأهم مناطقها دارين.

وتستطيع السعودية بحكم موقعها الجغرافي مزاولة الاستزراع السمكي سواء للأسماك أو الروبيان، فالنوع السائد استزراعه في المملكة هو الروبيان الأبيض أو الهندي، وينمو هذا النوع في المياه المالحة، ويمكن استزراعه في البرك حتى يصل وزنه إلى 30 جراما أو أكثر، وتعتبر بيئة البحر الأحمر بيئة مثالية لمثل هذه المشاريع لخلو المياه من التلوث وارتفاع معدل الملوحة مما يدرأ العديد من الأمراض، ويعطي الإنتاج نكهة مفضلة للتسويق، ويعتمد نجاح تربية الروبيان على نوعية الغذاء، وطريقة التغذية لما له من تأثير على النمو.

وفي أنظمة التربية شبه المكثفة يشكل الغذاء المقدم للربيان نسبة قدرها 50 إلى 80 في المائة فيما يشكل الغذاء الطبيعي المتوافر في البرك من 20 إلى 50 في المائة والروبيان، مصنعا على هيئة حبيبات مكونة من عناصر طبيعية مثل بودرة السمك ومعادن وفيتامينات لإنتاج مختلف التركيبات الغذائية الخاصة بالروبيان ويماثل غذائه الطبيعي.

وتعتبر الأسماك بصفة عامة مصدرا مهما من مصادر البروتين الحيواني ومن الأغذية المهمة والمناسبة من الناحية الصحية لسهولة هضمها وامتصاصها واحتوائها على العناصر الغذائية كافة، وما يميز الروبيان غذائيا في ندرة محتواه من الدهون المشبعة الضارة للقلب، فالدهون التي في الروبيان هي دهون غير مشبعة وهي مفيدة للغاية بالنسبة لمرضى اضطراب الدهون ومرضى شرايين القلب، والروبيان وندرة محتوى الروبيان على السكريات مما يقلل من كمية الطاقة بها وبالتالي تأثيرها يكون ضعيفا على زيادة الوزن أو نسبة السكر في الدم ويعد الروبيان من المنتجات البحرية قليلة المحتوى من الزئبق.

تجدر الاشارة إلى ان شواطئ السعودية تمتاز بدفئها الذي يساعد على توالد وتكاثر الثروة السمكية، وما يشكله الاستزراع السمكي لدعم الموارد البحرية التقليدية، والذي يحظى باهتمام وتشجيع حكومة المملكة العربية السعودية.