تسارع وتيرة العمل على إنجاز مترو دبي في الوقت المحدد

يكلف أكثر من 3 مليارات دولار

TT

تصادف السائقين على الشوارع الرئيسية وسط مدينة دبي المزدحمة لافتات جديدة بالحجم الكبيرة تطلب منهم استخدام طرق بديلة لتجنب الازدحام بسبب الأعمال الانشائية الضخمة التي تجري في هذه المنطقة لبناء مترو انفاق يأمل المسؤولون ان يحل مشكلة الازدحام المروري حين تشغيله بنهاية العقد الحالي.

وذكرت امس هيئة الطرق والمواصلات التي شكلت حديثا بأنه تم إنجاز أكثر من 40% من أعمال القطع والردم وتسوية التربة في المرآب الرئيسي لقطارات المترو.

ويضم مرآب الراشدية مواقف لعربات القطارات تبلغ طاقته الاستيعابية 64 قطارا، ومركزا للتحكم بتشغيل أنظمة القطارات والتأكد من سلامة الأبواب والمكابح والمحركات في كل قطار على حدة، إضافة إلى سلامة مكيفات الهواء وبقية الأنظمة الإلكترونية الفرعية المتطورة، كما يضم ورشات لتنفيذ أعمال الصيانة وأخرى خاصة لغسيل وتنظيف القطارات.

ويقوم آلاف العمال حاليا على عدة مواقع رئيسية للمشروع يتم جلب قطع خرسانية ضخمة تكون المسار العلوي للمترو، حيث يتم تجهيز ما بين 30 إلى 40 قطعة يوميا، وتبلغ مساحة كل قطعة 40 مترا مربعا، سيتم نقلها من منطقة جبل علي حيث يتم صبها إلى مواقع التركيب، وربطها ببعضها لتكون الجسور التي تحمل القطار. وسيتم في مرحلة لاحقة الاستعانة بحفارين متطورين لحفر الممرات تحت الأرض بطول اجمالي يبلغ 15 كيلومترا ويستغرق انجازها 11 شهرا.

وقال محمد عبيد الملا، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات بالإنابة والمدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، إن اهتمام الهيئة بقطاع النقل عبر المدن يأتي ترجمةً للخطط الاستراتيجية التي تبنتها الهيئة لتطوير شبكات الطرق وخدمات نقل الركاب فضلا عن تطبيق الأنظمة المرورية الذكية ووضع التشريعات اللازمة لبلورة الحلول لمشكلات الازدحام المروري وانعكاساتها السلبية، مؤكدا أن مترو دبي الذي سيبدأ تشغيله في سبتمبر (أيلول) 2009 سيسهم في تنفيذ هذه الاستراتيجية.

وأشار إلى أن هناك دراسة لتطوير أنماط من الحافلات العامة لخدمة هذه الخطوط وفقا للمواصفات والمعايير.

ويجرى بناء «قطار دبي» على مرحلتين تنتهي اولاهما عام 2009 والثانية عام 2012، ليكون حينها هذا القطار بخطوطه الاثنين قادرا على نقل 1.2 مليون راكب يوميا، أي ما يعادل تقريبا عدد سكان الامارة حاليا. وينفذ المشروع كونسورتيوم شركات تقوده «ميتسوبيشي» اليابانية وقعت معه بلدية دبي في مايو (ايار) الماضي عقد التنفيذ البالغة قيمته 12.45 مليار درهم (حوالي 3.4 مليار دولار).

كما وقعت دبي مع مجموعة الشركات نفسها التي فازت بالمناقصة، عقدا بقيمة 884 مليون درهم (حوالي 238 مليون دولار) لصيانة القطار على مدى 15 عاما. والقطار الجديد الذي يعرف ايضا باسم «مترو دبي» سيعمل من دون سائق وستخصص في كل قطار مقصورة خاصة بركاب الدرجة الاولى، واخرى خاصة بالنساء على ان تكون المقصورتان داخل عربة واحدة، علما بان كل قطار سيتألف من خمس عربات في الخط الاول (الاحمر) وثلاث عربات بالنسبة للخط الثاني (الاخضر). لكن «مترو دبي» لن يكون بكامله تحت الارض، بل على العكس، فان معظم قضبان خطي القطار ستقام على جسور فوق الارض. ويبلغ اجمالي طول الخطين حسب المخطط الرئيسي حوال سبعين كيلومترا مع 43 محطة بينها 33 فوق الارض إلا ان خطة معدلة حديثة وضعت اجمالي طول شبكة خطوط المترو عند حوالي 318 كيلومترا.

وتكافح الحكومة لحل المشكلة المرورية المتفاقمة في المدينة التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة والسيارات المسجلة فيها اكثر من نصف مليون سيارة ومركبة. وخصصت الحكومة العام الحالي اكثر من 20 مليار دولار على مدى 15 عاما لتطوير شبكة الطرق والنقل العام في الامارة بإنشاء طرق رئيسية جديدة يزيد طولها عن 500 كيلومتر وأكثر من 95 تقاطعا طبقيا جديدا، بالاضافة الى توسيع وتطوير محاور وتقاطعات مهمة موجودة حاليا الى جانب التحديث الجذري لشبكة الطرق التي تقدر تكاليفها حتى العام 2020 بنحو 12 مليار دولار.