تقرير لـ«ميريل لينش»: مديرو الاستثمار يعيدون النظر في موقفهم السلبي من السندات

بسبب المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي

TT

قال تقرير لـ«بنك ميريل لينش» ان التشاؤم إزاء النمو الاقتصادي العالمي والقلق حول قوة ارباح الشركات وتوقف الولايات المتحدة عن زيادة معدلات الفائدة دفعت مديري الاستثمار الى إعادة النظر في موقفهم السلبي من السندات الذي طالت مدته، حسبما جاء في المسح الذي أجرته شركة ميريل لينش لمديري الاستثمار لشهر أغسطس (آب) الحالي.

واضاف التقرير الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان هناك غالبية من 22 في المائة فقط من مديري الاستثمار ينظرون الى اسواق السندات العالمية انها فوق قيمتها الاساسية، نزولاً من 48 في المائة كانوا من هذا الرأي في مايو (ايار) الماضي. ثم ان موزعي الاصول ابتدأوا في تغيير موقفهم السلبي من السندات لأول مرة منذ ثلاث سنوات. وتفصح اكثرية من 46 في المائة من المديرين انهم يتحفظون ازاء اقتناء السندات مقابل 65 في المائة كانوا على هذا الرأي في يونيو (حزيران) الماضي. وفي الوقت ذاته يتابع المستثمرون ابداء مستوى عالٍ من تجنب المخاطر كما ان غالبية 33 في المائة من المديرين مثقلون بالنقد وهذا رقم قياسي لا سابق له.

يقول دافيد باورز، كبير مصممي الاستثمار العالمي في ميريل لينش: «ان السؤال المهم الذي يتكوّن هذا الخريف هو، هل هذه السيولة ستتوجه للاستثمار في الاسهم او بدل ذلك في السندات. ان كيفية اجابة المستثمرين على هذا السؤال يمكن ان يختصر اذا كانوا يتوقعون ان يكون مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) قلقاً اكثر من خطر التضخم او من خطر تباطؤ النمو».

ويضيف تقرير «ميريل لينش» ان الاعتقاد بأن الاقتصاد العالمي سيتدهور في الاثني عشر شهراً القادمة اصبح الآن يقرب من الاجماع وتتوقع غالبية 70 في المائة من المديرين ان يضعف. غير ان الاكثرية الساحقة لا تتوقع ان يتحوّل الضعف الى ركود، لكن ثلثي فريق مديري الثروات يصفون الاقتصاد بأنه في المرحلة الاخيرة من دورته. وتظهر هذه النظرة في القلق على أرباح الشركات. وهنا تتوقّع أغلبية 52 في المائة من مديري صناديق الاستثمار ان تتدهور الارباح في الاثني عشر شهراً القادمة مقابل 34 في المائة في يونيو الماضي. كما ان النسبة المئوية للذين يتوقعون ان تنمو الارباح بالسهم 10 في المائة او اكثر في السنة القادمة قد انخفض الى 29 في المائة من 39 في المائة في يونيو الماضي. ان اكثر من نصف المجيبين (53 في المائة) يتوقعون ان تضعف هوامش الشركات التشغيلية خلال السنة القادمة صعوداً من 40 في المائة في يونيو الماضي.

ويبقى النفور من خوض غمار المخاطر عالياً فللشهر الثالث على التوالي، تترقب غالبية 54 في المائة ان ترتفع تقلبات سوق الاسهم عن المستويات الحالية. ان اكثرية 43 في المائة من مديري صناديق الاستثمار يتوقعون ان تكون اسواق الاسهم العالمية ادنى ممّا هي عليه في الوقت الراهن بعد ستة اشهر من الآن. ويشير التقرير الى انه اذا كانت هموم ارباح الشركات ستدفع موزعي الاصول الى ان يعودوا الى السندات فذلك يتوقف على كيف يوازن رئيس الاحتياط الاتحادي بن برنانكي بين مخاطر التضخم وضعف النمو الاقتصادي.

ان اول سؤال طرح على مديري الاستثمار في هذا الشهر هو هل الاحتياطي الاتحادي اشدّ قلقاً ازاء ارتفاع التضخم او ازاء التباطؤ في النمو الاقتصادي. 33 في المائة أعربوا عن قلقهم ازاء النمو الاقتصادي مقابل 27 في المائة اجابوا عكس ذلك. ثم ان 37 في المائة اجابوا انه يتوجب على الاحتياطي الاتحادي ان يتنبّه الى النوعين من الهمّ.

وترى شركة ميريل لينش ان الهموم الاقتصادية ستتغلب على القلق من التضخم. ويتوقع دافيد روزنبرغ خبير ميريل لينش الاقتصادي في اميركا الشمالية ان يحافظ الاحتياطي الاتحادي على معدلات الفائدة الحالية حتى مطلع السنة القادمة ثم يعمل على خفضها.

وطرح سؤال عمّا اذا كانت معدلات الفائدة هي أعلى ممّا لو كان ألن غرينسبان لا يزال رئيساً، أجابت الاكثرية (57 في المائة) لا. لكن مع هذا كان جواب 24 في المائة، نعم.

وسُئل المشتركون بالاستطلاع اذا كان البنك المركزي الاميركي سيتبنّى هدفاً صريحاً للتضخّم. أعرب نصف المجيبين تقريباً (47 في المائة) انهم ضد هذا التوجّه، مع ان أقلية لا بأس بها رحّبت بذلك.

يقول روزنبرغ: «يتبيّن من هذا الجواب انه من الخطأ الافتراض ان وجهاً جديداً في الاحتياطي الاتحادي ليس له اهمية. لا شكّ ان لدى برنانكي تحدياً اكبر من غرينسبان في التعبير. كما ولم يكن الرئيس وحده هو الذي غادر ولكن تبعته استقالات اخرى. فقد شاهدنا هذه السنة تواري أناس لديهم 53 سنة من الخبرة في صياغة السياسة النقدية».

وقد اشترك 209 مديري استثمار في الاستطلاع العالمي يشرفون على ادارة 637 مليار دولار اميركي واشترك 161 مدير استثمار في الاستطلاع الاقليمي يديرون 428 مليار دولار.