الأردن: خصخصة ميناء العقبة تكتسب زخما بنهاية العام

مع طرح منشآت ومرافئ رئيسية على مستثمرين أجانب

TT

عمان ـ رويترز: قالت الهيئة المشرفة على تطوير منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة امس، ان خصخصة الميناء الاردني المطل على البحر الاحمر ستكتسب زخما بنهاية العام، مع طرح منشآت ومرافئ رئيسية على مستثمرين أجانب.

وقال عماد فاخوري رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة، انه يجري حاليا تنفيذ خطة رئيسية مدتها 30 عاما، ستعزز القدرة التنافسية للعقبة كمركز نقل وخدمات لوجستية اقليمي لاستغلال نمو حركة التجارة بالمنطقة.

وقال فاخوري لرويترز: «تم تقسيم الميناء بالكامل الى مرافئ متخصصة أو وحدات أعمال، وسيتم طرحها وخصخصتها وفقا لافضل الممارسات العالمية». وتملك شركة تطوير العقبة، التي يديرها فاخوري الاصول الاستراتيجية بمدينة العقبة، بما في ذلك الميناء، وهي أيضا الذراع الاستثماري لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.

وقال فاخوري ان الخطة تلقت دفعة كبيرة بعدما منحت ايه.بي.ام ترمينالز التابعة لمجموعة ايه.بي مويلر الدنماركية للشحن والنفط الشهر الماضي، امتيازا كاملا لمدة 25 عاما لتشغيل وتطوير محطة الحاويات الرئيسية بالميناء.

واضاف «هذه الصفقة المحورية ستجذب مزيدا من المستثمرين الى العقبة، والمزيد من شركات الخدمات ستستخدم العقبة منفذا الى الشام». وتتمتع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بامتيازات ضريبية، وهي تقع على مساحة 375 كيلومترا مربعا على الحدود مع اسرائيل ومصر والسعودية.

وقال فاخوري ان خصخصة مرافئ الميناء عن طريق «نموذج شراكة بين القطاعين الخاص والعام» ستزيد طاقة المناولة الى 60 مليون طن من 30 مليون طن حاليا، رغم الشريط الساحلي المحدود بطول 27 كيلومترا.

وأضاف أن شركة تطوير العقبة ستعلن قريبا العرض الفائز في عطاء بنظام التجهيز والتشغيل ونقل الملكية (اي.او.تي) للخدمات البحرية من بين خمس مجموعات شركات تقدمت بعروض.

وتبحث الشركة ان كانت ستطرح مرافئ الشحنات العامة والمركبات والحبوب والمواد السائلة الصناعية والمتنوعة على المستثمرين، في صفقة واحدة أم في صفقات منفصلة، بنظام البناء والتشغيل ونقل الملكية (بي.او.تي)، أم بنظام التأهيل والتوسع والتمويل والتشغيل ونقل الملكية (ار.اي.اف.او.تي).

وقال فاخوري «سنبدأ هذه العملية بنهاية العام». ومن المقرر قريبا طرح عطاء بنظام بي.او.تي لمشروع محطة ركاب جديدة، بتكلفة 70 مليون دولار، لمواجهة النمو في حركة نقل الركاب التي تجاوزت المليون مسافر العام الماضي.

وقال فاخوري ان صفقة تمديد امتياز ايه.بي.ام بميناء حاويات العقبة من عامين الى امتياز كامل ستدر 700 مليون دولار خلال 25 عاما.

وكانت الصفقة ضرورية لزيادة سعة ميناء الحاويات لتداول أكثر من 2.5 مليون حاوية قياسية بحلول عام 2030، مع امكانية الوصول الى 3.5 مليون حاوية قياسية بعد انتهاء فترة الامتياز.

وتزامن المشروع المشترك مع ايه.بي.ام مع تطوير الميناء، بعد أن قامت الشركة بتحديث عمليات المناولة وزيادة السعة.

وقال فاخوري ان محطة الحاويات بالميناء من أفضل المحطات في المنطقة، بعد وضع حد للتأخيرات والاختناقات، اثر نمو حركة النقل بسبب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق في 2003 وحمولات أنشطة اعادة البناء في أعقابها.

وأضاف فاخوري ان حجم الحاويات المتداولة زاد 30 في المائة في العامين الماضيين، بعد برنامج تطوير بقيمة 100 مليون دولار نفذته شركة تطوير العقبة لتحديث المرافئ القائمة بالميناء.

وعوض هذا خسائر النشاط التقليدي للميناء في الشحن العابر الى العراق، بسبب ضعف الاستثمار وتزايد الاختناقات.

وقال «جذبنا ثانية حركة السفن المفقودة في 2004 و2005. نما حجم التداول 30 في المائة وهو معدل نمو هائل». ولدى محطة حاويات العقبة رصيفان بطول 540 مترا، فضلا عن 450 ألف متر مربع من مساحة التفريغ والتحميل.

وتوقع فاخوري نمو حركة الحاويات بنسبة عشرة بالمائة هذا العام. وبلغ اجمالي حجم البضائع المتداولة نحو 400 ألف حاوية قياسية في 2005.

والى جانب العمل كميناء عبور رئيسي بالنسبة للعراق شهدت العقبة أيضا طفرة في قطاعي العقارات والسياحة منذ أصبحت منطقة خاصة قبل ست سنوات.

وقال فاخوري انه تم خلال خمس سنوات ضخ أكثر من 1.5 مليار دولار من الاستثمارات الاجنبية والمحلية، والاتفاق على مشروعات بقيمة 2.5 مليار دولار.