شركات عقارية في دبي تلجأ للدلالين والجوائز للعثور على زبائن

TT

يتفتق ذهن خبراء التسويق في شركات التطوير العقاري بدبي عن أفكار تعتبر ثورية في قطاع اقتصادي مهم كقطاع العقارات الذي يعتبر من اهم محركات النمو الاقتصادي في الامارة حاليا.

فقد اعلن مطورو مشروع «دبي لاجون» العقاري امس عن منح جوائز نقدية لزبائن ينجحون في تزكية اصدقاء ومعارف لشراء شقة في المشروع الذي تبلغ تكاليف انشائه 3 مليارات درهم (817 مليون دولار).

وستدفع الشركة للدلال (بائع متجول) مبالغ تتراوح بين 800 و4000 دولار حسب قيمة العقار الذي يشتريه الزبون. وفضلا عن «الكاش» ( المبلغ النقدي) المغري، تقدم الشركة المطورة للدلال والذي يجب على ما يبدو ان يكون اصلا زبونا لديها ما وصفته بخطة طويلة الامد لتسديد اقساط العقار و«مجموعة رائعة من الحوافز الأخرى».

ويعتبر برنامج الحوافز النقدية هذا الاول من نوعه في دولة الامارات، الا ان «داماك» وهي شركة تطوير عقاري أخرى في دبي كانت سبقت الجميع مطلع العام الحالي وقدمت سيارات «جاكوار» بقيمة 8.1 مليون دولار لمشتري عقاراتها «السباقين».

ووصف دانيال حسين نائب رئيس «دبي لاجون»، برنامج الحوافز النقدي بأنه « ثورة في السوق».

ويقول مراقبون ان لجوء شركات عقارية الى اساليب الاغراء والاغواء ليست بالممارسات المتطرفة خاصة في سوق مرن ونشيط كسوق دبي.

ويشير هؤلاء الى ان كثيرا من المستثمرين العقاريين لجأوا منذ بداية الطفرة الى اغراء المشترين الاجانب المحتملين في دبي بالحصول على اقامة دائمة تشبه الـ«جرين كارد» الاميركية وهو ما اثار حفيظة سلطات الهجرة بدبي خاصة ان الامر برمته كان عبارة عن خدعة تسويقية بيضاء.

ولجأت شركات أخرى الى مخاطبة العواطف بدلا من الاغراءات المادية حيث قالت إحدى شركات العقار لزبائنها الأوروبيين والأميركيين في معرض حملة ترويجية لعقارات دبي «إنه المكان الذي تستطيع أن تضمن فيه شمساً دافئة في الشتاء». وفي موقع آخر «إنه مكان بلا جريمة، فهل تستطيع أن تجد مدينة أخرى بدون جرائم؟» ويتساءل الإعلان: كم تساوي ميزة الشعور بالمتعة وأنت تنتقل من مكان إلى آخر ومن شارع إلى الذي يليه دون أن يكون في ذلك أية مغامرة.

وتعتبر سوق العقارات في دبي من انشط الاسواق في العالم العربي واسرعها نموا منذ ان فتحت الابواب عام 2002 امام الاجانب لتملك العقارات فيها.

وتنفذ عشرات الشركات مشروعات عقارية ضخمة تتجاوز الاستثمارات فيها 50 مليار دولار حسب التقديرات. وشهدت اسعار العقارات ايضا صعودا قويا تجاوز نسبة 150% في بعض الاحيان، فيما بلغ حجم التمويل العقاري في النصف الاول من هذا العام وحده نحو 4.8 مليار دولار.

وتنشط في دبي عشرات الشركات العقارية ابرزها «اعمار» و«نخيل» اللتان تنفذان مشروعات بمليارات الدولارات.

كما تأسست شركات مشابهة في امارات أخرى ومنها رأس الخيمة العقارية في امارة رأس الخيمة و«عقار» في امارة عجمان فضلا عن «صروح» و«الدار» في ابوظبي.