تراجع طفيف للأسهم السعودية.. وإغلاق اليوم يحدد مسار المؤشر العام

جدة: محمد الشمري

TT

يتحدد مصير المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اليوم، سواء بتأكيد البحث عن القاع في بحر السبعة آلاف نقطة، أو الارتداد بحثا عن ما يؤكد اختراق مقاومة تاريخية تم تسجيلها نهاية الشهر قبل الماضي.

ويأتي ذلك بعد أن أقفل المؤشر العام أمس، على تراجع طفيف لم يتجاوز 34.20 نقطة نزولا إلى مستوى 11089.54 نقطة، على أن يتم اليوم تسجيل الإغلاق الشهري، وهو الإغلاق الذي سيعني الكثير وفقا لنظرية القمم والقيعان. وفي حال تمكن المؤشر العام من اختراق مستوى 11201.48 نقطة صعودا في نهاية تعاملات اليوم، فإن ذلك يعني نهاية الهبوط، وبدء مرحلة صعود للبحث عن قمة تاريخية جديدة. وفي المقابل فإن إغلاق نهاية تعاملات اليوم تحت مستوى 10847.95 نقطة، يعني أن المؤشر العام سيواصل البحث عن القاع في بحر السبعة آلاف نقطة.

وحسب نظرية القمم والقيعان التي صاغها الخبير الاقتصادي السعودي محمد السويد فإن الإغلاق فوق مستوى قاع الشهر الماضي، ودون مستوى قمة مايو (أيار) الماضي فإن ذلك يعني تكوين نمط حيرة، أفضل ما فيها تأكيد نهاية أوج الهبوط وبدء مرحلة الرقرقة «التذبذب». لكن في حال إغلاق المؤشر العام فوق مستوى إغلاق مايو (أيار) الماضي، فإن ذلك يعني ـ إلى حد بعيد ـ نهاية الهبوط التاريخي، على اعتبار أن المؤشر في هذه الحالة سينهي الشهر بتسجيل قمة صاعدة وليست قمة هابطة كما كان يفعل في السابق.

وبناء على النظرية نفسها، يعتبر الإغلاق دون مستوى إغلاق يوليو (تموز) الماضي، تأكيدا لا يقبل الجدل على بقاء الهبوط في مرحلة الأوج، وهو ما يعني أن هذه المرحلة قد تتقلص لتكون موجا ثم رقرقة عند الاقتراب من بحر السبعة آلاف نقطة. وكان المؤشر العام أنهى تعاملات مايو (أيار) الماضي بتسجيل قاع هابطة عند مستوى 11201 نقطة، ثم سجل قمة هابطة بنهاية تعاملات يونيو (حزيران) الماضي عند مستوى 13145 نقطة، وعاد في نهاية الشهر الماضي لتسجيل قاع هبوط جديدة عند مستوى 10847 نقطة.

يشار إلى أن التراجع 242 نقطة سيحقق بقاء مرحلة أوج الهبوط التاريخي. وبتحليل علمي بعيد عن العواطف، يمكن القول إن صناع السوق والصناديق الاستثمارية سيتحملون اليوم عبئا ثقيلا، لأنهم هم من سيقرر مصير أموال المتعاملين في سوق المال خلال الأشهر المقبلة.

وستقول الصناديق الاستثمارية بالتعاون مع كبار المتعاملين في سوق المال كلمتها خلال تعاملات اليوم التي تحيط بها مكاره شراء أسهم القيادة من كل حدب وصوب.

ويأتي ضمن أهم التحديات التي قد تحبط محاولة إنهاء الانهيار التاريخي لأسعار الأسهم السعودية، بقاء وضع ملف إيران النووي معلقا إلى ما بعد نهاية تعاملات اليوم، على اعتبار أن المهلة الممنوحة لإيران تنتهي غدا، فيما تنتهي تعاملات الشهر الجاري بنهاية جلسة هذا المساء.

يشار إلى أن المؤشر العام يمكن توجيهه نحو الصعود أو الهبوط من خلال التركيز على واحدة على الأقل من أربع شركات مؤثرة في مسار المؤشر العام، هي: مصرف الراجحي، وشركات: سابك، الكهرباء، والاتصالات السعودية.

السويد: أسهم القيادة في قاع الحيرة في هذه الأثناء، أوضح لـ "الشرق الأوسط" محمد السويد صاحب نظرية القمم والقيعان، أن أسعار أسهم القيادة تبدو في قاع الحيرة، وهو ما يرشح بدء موجة شراء قد تنقذ السوق من استمرار التراجع نحو أربعة آلاف نقطة إلى بحر السبعة آلاف نقطة.

وقال إن إقفال المؤشر العام فوق مستوى إغلاق الشهر الماضي سيعني حقيقة مهمة، مفادها أن المؤشر العام عثر القاع أخيرا، فيما الإغلاق دون مستوى الشهر الماضي سيعني استمرار البحث عن القاع.

السمان: المؤشرات سيئة وعلى الطرف الآخر، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو خبير في تحليل تعاملات الأسهم السعودية، «بأمانة المؤشرات سيئة»، مبينا أنه يختلف مع رأي السويد في بعض التفاصيل فقط.

وقال إن تراجع المؤشر العام دون مستوى 10440 نقطة خلال التعاملات المقبلة، سيعزز فرضية الذهاب إلى ما هو أبعد من بحر التسعة آلاف نقطة، مشيرا إلى أن النقطة التي حددها تعني تأكيد كسر مقاومة ظل المحللون يراهنون عليها كثيرا.

السويلم: المؤشر العام لا علاقة له بالأسعار وفي المقابل أوضحت لـ«الشرق الأوسط» خلود السويلم وهي مصرفية ومتعاملة في سوق المال، أن المؤشر العام بقيمته الحالية لا علاقة له بالأسعار، معتبرة أن هذا الوضع من شأنه فتح المجال أمام كافة الاحتمالات.

وقالت قد يواصل المؤشر العام التراجع بمباركة جني أرباح أسهم المضاربة، فيما قد يرتفع بتحويل السيولة إلى أسهم القيادة خلال تعاملات اليوم.