الأسهم الهندية أيضا تبحث عن نصيبها من استثمار الخليجيين

434 مليار دولار قيمة تداولات الأسهم العربية في الربع الثاني

TT

قبل سنوات قليلة لم يكن الاستثمار في سوق الأسهم من الأنشطة الاستثمارية التي تجد قبولا لدى المواطنين الخليجيين، حيث اقتصر التعامل بها على فئة قليلة من الافراد والمؤسسات المالية، وحتى أولئك الافراد المستثمرين كانوا يقتصرون على رجال الأعمال وليس من الفئة المتوسطة أو من الموظفين كما هو الحال الآن.

وبعد أن كان الدخول للاستثمار في الأسهم مغامرة لا يدخلها إلا من يعرف عواقبها جيدا، تبدلت الأمور واتسع باب الأسهم كثيرا وتحول الاستثمار في سوق الأسهم من بعبع مخيف إلى أكثر القطاعات جاذبية لأهالي الخليج، نساء ورجالا.. وأحيانا أطفالا.

وبالطبع فإن الشركات العالمية لم تغفل عن هذه الظاهرة الوحيدة في العالم، التي يغلب فيها الاستثمار الفردي على الاستثمار المؤسساتي، فبدأت في الترويج للاستثمار في اسواق الأسهم العالمية، وكانت سوق الأسهم في الولايات المتحدة والدول الاوروبية هي البداية ثم جاء دور سوق الأسهم الصيني، والآن وصلت الظاهرة ذروتها بدخول سوق السهم الهندي على هذا الخط، للاستفادة من إقبال الخليجيين على استثمار أموالهم ومدخراتهم في أسواق السهم عموما.

وأمس قالت شركة «كوفيرا كابيتال بارتنرز»، وهي إحدى شركات إدارة الاستثمارات الهندية الضخمة، إنها حصلت على ترخيص سلطة دبي للخدمات المالية لمزاولة أعمالها انطلاقاً من مركز دبي المالي العالمي، واعتبرت أن خطوتها هذه تأتي في إطار «استراتيجية الشركة الرامية إلى تعزيز مجموعة منتجاتها في مجال العائدات الاستثمارية المطلقة في السوق الهندية».

وبحسب أنوب فيليت، الرئيس التنفيذي المشارك ومدير الاستثمار في «كوفيرا كابيتال بارتنرز»، فإن مركز دبي المالي العالمي سيفتح للشركة آفاقاً واسعة للاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة في الأسواق التي يغطيها، «في الوقت الذي سنضمن فيه مزاولة نشاطنا في بيئة أعمال منظمة وفقاً لأرقى المعايير العالمية». وكان التقرير الأخير لصندوق النقد العربي عن أداء أسواق المال العربية قد أشار إلى أن إجمالي قيمة التداول في الأسواق العربية خلال الربع الثاني من العام الجاري بلغ 434 مليار دولار في حين شكلت عدد الأسهم المتداولة في السوق السعودية 34 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة في الأسواق العربية والبالغة 55,3 مليار سهم، وحل سوق دبي في المرتبة الثانية من حيث قيمة وحجم الأسهم المتداولة بنسبة 7,3 في المائة للقيمة و23,5 في المائة للحجم.

وتخطط الشركة الهندية خلال الأشهر الستة القادمة لتعزيز مجموعة المنتجات الاستثمارية التي توفرها لعملائها، بما يتيح لهم خيارات جديدة في فترة قد تستمر خلالها تقلبات الأسواق الناشئة، ويؤكد مسؤولو الشركة أن سوق الأسهم الهندية تتجه نحو إعادة تصنيف موضوعية طويلة المدى مدفوعة بتطور اقتصادي لافت على الصعيد المحلي، على الرغم من الاستمرار المتوقع للتقلبات على المدى القريب. وتقول «كوفيرا كابيتال» إنها نجحت من خلال أسلوبها القائم على استثمارات طويلة وقصيرة الأجل، في تحقيق عائدات مستقرة على الرغم من حركات التصحيح الأخيرة التي شهدتها الأسواق الناشئة حول العالم، حيث حافظ «صندوق كوفيرا» على معدل ربح نسبته 9% في السوق الهندية لعام 2006، مما يعكس قدرة كبيرة على تحديد فرص الربح سواء كانت الأسواق تتجه صعوداً أو هبوطاً.

ويتوقع خبراء أن تتطور السوق الهندية بشكل إيجابي على المدى البعيد نظراً لتنوع الاقتصاد الهندي والنمو الكبير الذي يشهده في مختلف القطاعات، وخاصة الخدمات والتصنيع. كما أن أهمية السوق الاستهلاكية الهندية تزداد يوماً بعد يوم، بحيث ستصبح قوة عالمية كبرى في السنوات العشر القادمة، مما سيشكل دعامة كبيرة لقطاع الشركات المحلي المتنامي. ويتوقع هؤلاء الخبراء في المدى المنظور أن يدفع تراجع فائض السيولة العالمية المستثمرين إلى الاستمرار في تجنب الاستثمار في الأصول عالية المخاطر، مثل أسواق الأسهم الناشئة.