استقر سعر الدولار قرب أعلى مستوياته في ستة أسابيع مقابل الين وتحرك في نطاق ضيق أمام اليورو أمس قبيل صدور بيانات العمالة الاميركية التي تترقبها السوق عن كثب وقد تلقي الضوء على توقعات سعر الفائدة. وقد افادت البيانات أمس أن عدد الوظائف الجديدة التي توافرت في شهر اغسطس (اب) الماضي ارتفع بمقدار 128 الف وظيفة في الولايات المتحدة فيما يشير الى ان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) قد لا يحتاج الى رفع الفائدة. واظهر تقرير وزارة العمل الذي ترقبته الاسواق كذلك أن معدل البطالة انخفض الى 4.7 بالمائة بعد ارتفاعه المفاجئ في يوليو (تموز) الى 4.8 بالمائة. وارتفع متوسط الاجر في الساعة بنسبة ضئيلة بلغت 0.1 بالمائة اي سنتين في الشهر الماضي. وعلى مدى 12 شهرا ارتفع متوسط الاجر في الساعة بنسبة 3.9 بالمائة مضاهيا ارتفاعه المعدل في يوليو ليسجل أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) عام 2001. وكان اقتصاديون من وول ستريت قد توقعوا ارتفاع عدد الوظائف بمقدار 120 الفا في أغسطس الماضي وتوقعوا تراجع معدل البطالة قليلا.
من جهة أخرى أظهر تقرير استمرار تباطوء نمو القطاع الصناعي بمنطقة اليورو لكن تعليقات جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي أول من أمس عززت توقعات المستثمرين برفع سعر الفائدة الى 3.25 في المائة في أكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وقالت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ان مكتب الاحصاء الاوروبي ذكر أمس استنادا لبيانات أولية أن إجمالي الناتج المحلي في دول الاتحاد الاوروبي الـ 25 وكذلك في دول منطقة اليورو (يوروزون) الـ 12 ارتفع بنسبة 0.9 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بـ 0.8 في المائة خلال الربع الاول.
وأضاف المكتب أن هذا يمثل تحسنا طفيفا في الاداء الاقتصادي.
وارتفع الناتج المحلي الاجمالي خلال الربع الثاني على أساس سنوي بنسبة 2.8 في المائة بالنسبة لدول الاتحاد الاوروبي و2.6 في المائة بالنسبة لدول منطقة اليورو مقارنة بزيادة بلغت 2.4 في المائة و2.1 في المائة على التوالي خلال الربع الاول.
وحتى صباح أمس استقر الدولار امام اليورو عند 1.2805 دولار كما لم يطرأ عليه تغير يذكر خلال اليوم عند 117.36 ين بعدما بلغ ذروته في ستة أسابيع مسجلا 117.49 ين أول من أمس. واستقر اليورو أيضا عند 150.30 ين بعد تسجيله مستوى قياسيا مرتفعا فوق 150.70 ين أول من أمس.
وارتفع مؤشر مديري التوريدات في منطقة اليورو الى مستوى دون المتوقع بلغ 56.5 في أغسطس الماضي من 57.4 في الشهر السابق. وكان دولار نيوزيلندا الذي يقدم أعلى العوائد بين العملات الرئيسية بسعر فائدة يبلغ 7.25 في المائة سجل 0.6570 دولار وهو أعلى مستوياته منذ مطلع مارس (اذار) الماضي قبل أن يتراجع. وفي مؤشر على تجدد النهم للمخاطر والفوائد الاعلى صعد دولار نيوزيلندا 8.6 في المائة مقابل الين في أغسطس وهي أعلى زيادة شهرية في ما يقرب من ستة أشهر. من جهته اختبر سعر الجنيه الاسترليني أعلى مستوياته في ثمانية أشهر أمام اليورو أمس مدعوما ببيانات اسكان قوية اثارت تكهنات بارتفاع اخر في أسعار الفائدة في وقت قريب ربما يكون نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وهذا الاسبوع أعلن اتحاد شركات الانشاء ارتفاع اسعار المساكن بحدة في أغسطس الماضي، في حين قالت شركة هومتراك للاستشارات العقارية ان تضخم اسعار المساكن سجل أعلى معدل سنوي في نحو عامين. واعلن بنك انجلترا المركزي أكبر ارتفاع في قروض الرهن العقاري في ثلاث سنوات في يوليو الماضي. والاشارات على استمرار ارتفاع أسعار المساكن قد تدفع بنك انجلترا الى رفع الفائدة مرة أخرى بعد رفعها بشكل مفاجئ الشهر الماضي الى 4.75 بالمائة. وفي حتى منتصف نهار أمس استقر سعر الاسترليني امام اليورو على 67.26 بنس منخفضا قليلا عن مستوى 67.20 بنس الذي سجله في وقت سابق من الجلسة. وتجاوز هذا المستوى سيأخذه الى اعلى مستوياته منذ منتصف ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وأمام الدولار سجل الاسترليني 1.9035 دولار قبيل صدور بيانات العمالة الاميركية بعد أن سجل أعلى مستوياته في ثلاثة اسابيع عند 1.9092 دولار أول من أمس.
وعلى صعيد البورصات العالمية انخفض مؤشر نيكي للاسهم اليابانية 0.04 بالمائة أمس مع سعي المستثمرين لجني الارباح بعد مكاسب حققتها في الفترة الاخيرة بعض الاسهم مثل توشيبا كورب لكن التعاملات كانت محدودة نسبيا قبيل صدور تقرير العمالة الاميركي. وقالت وكالة رويترز ان السوق اليابانية استجابت بقوة لانباء عن شركات بعينها مثل اساهي تيك كورب لقطع غيار السيارات التي ارتفع سهمها بنحو 22 بالمائة بسبب توقعات بانها قد تشتري شركة أميركية منافسة. وأغلق مؤشر نيكي القياسي على انخفاض 6.51 نقطة الى 16134.25 نقطة بعد ارتفاعه بنسبة 1.69 بالمائة أول من أمس الخميس. وأغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على انخفاض 0.07 في المائة الى 1633.35 نقطة. من جهتها فتحت الاسهم الاوروبية على ارتفاع طفيف قبيل صدور بيانات العمالة الاميركية مدعومة بأنباء طيبة عن شركة سانوفي افنتس الدوائية ونتائج اعمال شركة اي.دي.اف التي تجاوزت التوقعات، لكن السوق اتسمت بالحذر قبيل بيانات العمالة الاميركية مما حد من احجام التداول. وارتفع سهم سانوفي افنتس 2.6 بالمائة بعد أن وافق قاض أميركي على طلب من الشركة الفرنسية وشريكتها الاميركية بريستول مايرز سكويب على وقف بيع نسخة غير مرخصة من دوائهما بالفيكس لسيولة الدم الذي يحقق أعلى المبيعات. ورفض القاضي الاتحادي اجراء يطلب سحب ما بيع من الدواء الذي دفع منذ وقت سابق هذا الشهر شركة سانوفي الى خفض توقعاتها لنصيب السهم من الربح في عام 2006 الى نحو اثنين بالمائة من 12 بالمائة من قبل. لكن المتعاملين قالوا ان الحكم يظل أفضل من المتوقع. وفي بداية المعاملات ارتفع مؤشر يوروفرست لاسهم الشركات الاوروبية الكبرى 0.2 بالمائة الى 1374.65 نقطة. وظل المؤشر اقل بنسبة ثلاثة بالمائة من أعلى مستوياته في خمسة أعوام الذي سجله في أوائل مايو (أيار) عند 1407.52 نقطة. من ناحية أخرى تحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس على 624 دولارا للاوقية (الاونصة) دون تغيير عن سعره في جلسة القطع المسائية أمس. وبلغ سعر الذهب عند الاقفال في نيويورك أول من أمس 625.20 ـ 636.20 دولار للاوقية.