الصناديق الاستثمارية توجه بوصلتها نحو إعادة إعمار لبنان

إطلاق صندوق بقيمة 500 مليون دولار من دبي

TT

بدأت رحى إعادة إعمار لبنان من جديد تدب في أوساط قطاع الأعمال العربية، ومنذ اليوم الأول لتوقف الحرب على لبنان، شكل موضوع إعادة إعمار لبنان اهتماما كبيرا للمستثمرين العرب وغيرهم، وتنوعت طرق هذه الاستثمارات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ولكنها في النهاية تصب لصالح إعمار لبنان، وفي نفس الوقت لصالح المستثمرين أنفسهم. وكانت مجموعة الخرافي الكويتية قد أعلنت عن تأسيس شركة لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت، وتولى رئيس مجلس إدارة شركة راديو وتلفزيون العرب صالح كامل، رئاسة مجلس إدارة الشركة الجديدة والتي يضم مجلس إدارتها رموزا اقتصادية عربية من مختلف الدول والجنسيات والتوجهات، ولكن هذه الشركة أعلنت بوضوح أنها لن تكون شركة ربحية على الإطلاق، وستنصب جهودها في إعادة الإعمار دون تحقيق أي أرباح للمستثمرين فيها. ولأن ما تعرضت له بيروت وشقيقاتها من المدن والقرى اللبنانية الأخرى من دمار على نطاق واسع أغرى المستثمرين بالدخول في القطاعات التي تضررت، وبدأ المستثمرون في البحث عن أفكار جديدة للمساهمة في إعادة الاعمار، كل بطريقته المبتكرة والمختلفة، ومنها ما أعلن في دبي أمس حيث أطلقت «مجموعة آرجنت المالية الدولية» صندوق «كونستانس الاستثماري لإعادة إعمار لبنان»، ويبلغ الحجم المستهدف للصندوق 500 مليون دولار أميركي ومدته المتوقعة هي 7 سنوات، ويهدف الصندوق الذي يتخذ من «مركز دبي المالي العالمي» مقراً له، إلى تحقيق عائدات تزيد نسبتها على 25% سنوياً من خلال التركيز على فرص الاستثمار في الملكية الخاصة في لبنان. حيث سيستثمر الصندوق أيضاً في أسهم مجموعة من الشركات اللبنانية وعملياتها. ووفقا لمسؤولي «آرجنت الدولية المالية»، فلن تنحصر استثمارات الصندوق في مجال بعينه، حيث من المتوقع أن تكون قطاعات البنية التحتية، والصناعة، والعقارات، وتقنية المعلومات والاتصالات، والسياحة حاضرة بقوة ضمن استثمارات الصندوق، على أن تتركز استراتيجية الصندوق على الاستحواذ على حقوق أقلية من خلال الاستثمار المشترك مع أطراف إقليمية أو عالمية، مثل صناديق الاستثمار في الملكية الخاصة وشركات التمويل والحكومات.

وكانت الدول المشاركة في المؤتمر الدولي للدول المانحة في استوكهولم قد تعهدت بتقديم 940 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة والإعمار في لبنان، في حين قيم فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الخسائر التي تعرضت لها بلاده بالمليارات من الدولارات.

ويقول هوارد ليدهام، عضو مجلس الإمبراطورية البريطانية والمدير التنفيذي الأول لمجموعة آرجنت المالية الدولية، أن المجموعة أدركت وجود حاجة ماسة للاستثمار في إعادة بناء القطاعات المتضررة، «وبالتالي قررنا أن نسهم في مساعدة لبنان ومواطنيه من خلال طرح نموذج خاص للاستثمار في أعمال إعادة البناء»، مشيرا الى أن هذا الصندوق يوفر وعاء استثماريا يمكن للمستثمرين من خلاله توظيف أموالهم للمساعدة في إعادة إعمار لبنان، وفي الوقت نفسه تحقيق عائدات مجزية.

وسيعقد اتحاد المصارف العربية اجتماعا في بيروت في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل يعقبه المؤتمر العربي السنوي للمصارف بعنوان «إعادة إعمار لبنان استثمار في مستقبل المنطقة العربية»، وذلك في خطوة تهدف إلى تسليط الأضواء حول موضوع إعادة اعمار لبنان بعد الحرب.

وقد شرع اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع منظمة الاسكوا في لبنان وبمشاركة مجموعة الخبراء، في إعداد دراسات عن إعادة إعمار لبنان وأبرز التحديات التي تواجهه وانعكاسات هذه العملية على مستقبل المنطقة السياسي والاقتصادي، وذلك لترجمة التأييد للبنان بصورة عملية تفيد مشروع إعادة إعماره وتجذب الاستثمارات إليه مجددا.