على هامش افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس اتحاد الغرف العربية في بيروت

وزير المال اللبناني يكشف عن تجنب أزمة مالية ونقدية... والمشاركون ركزوا على إعادة الإعمار

TT

أكد وزير المال اللبناني جهاد ازعور ان لبنان تمكن من تجنب ازمة مالية ونقدية كانت ستؤدي الى مضاعفات كبيرة على الاقتصاد والمجتمع والوطن، وان الحكومة تعمل على وضع برنامج اقتصادي شامل للنهوض الاقتصادي ومؤازرة القطاعات.

جاء ذلك في افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس اتحاد الغرف العربية في بيروت، امس، برعاية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي مثله الوزير ازعور، الذي قال في كلمته: «ان ثمانية اسابيع مرت على بدء الحرب العدوانية على لبنان، هذه الحرب التي ارادتها اسرائيل مدمرة حيث سقط اكثر من 1300 شهيد اكثرهم من المدنيين وخصوصاً من الاطفال، منازل دمرت، اوصال الوطن تقطعت واكثر من 80 جسراً واكثر من مئة طريق دمرت، واقتصاد مصاب بأكثر من مئة مؤسسة صناعية واقتصادية دمرتها القذائف الاسرائيلية بطريقة مباشرة، ولم تكتف اسرائيل بهذا الحد، انما ايضاً وبعد وقف العدوان فرضت حصاراً دام اكثر من 4 اسابيع كان له الاثر السلبي الكبير على الاقتصاد اللبناني في هذه المرحلة المهمة التي كان لبنان يتحضر فيها الى توقعات نمو مرتفعة تتجاوز 6 % هذا العام، ولموسم سياحي زاهر كان الافضل منذ 30 عاماً، ولاستثمارات مباشرة واعدة كانت ستفوق 5 مليارات دولار، ولكن وعلى رغم ذلك كله، استطاع لبنان ان يصمد ويهزم هذا العدوان بفضل صمود ابنائه، فاللبنانيون جميعهم تآزروا وتعاضدوا باختلاف مشاربهم وآرائهم للدفاع عن وطنهم، ولمؤازرة اخوانهم الذين نزحوا من الجنوب والبقاع وفاق عددهم ربع سكان لبنان. وهب لمساعدة لبنان اصدقاؤه واشقاؤه من كل العالم، وخصوصاً من دولنا العربية الشقيقة، والتي كلها وبوقفة واحدة كانت الى جانب لبنان واهله». واعتبر الوزير ازعور «ان عملية اعادة البناء والاعمار انطلقت منذ اليوم الاول لانتهاء الحرب حيث باشرت ادارات الدولة بالعمل على ترميم وتصليح المرافق العامة، وباشرت باحصاء الاضرار والخسائر، وحددت التعويضات التي ستدفع للمواطنين الذين هجروا ودمرت منازلهم، وتعمل الآن على وضع برنامج اقتصادي شامل لاعادة نهضة الاقتصاد ومؤازرة القطاعات».

وكان رئيس اتحاد الغرف عدنان القصار قد افتتح الندوة بكلمة اكد فيها «ان لبنان لا يموت ولا تموت ثقة بنيه ولا ثقة اشقائه فيه». ثم عرض ظروف المحنة التي تعرض لها لبنان، واعتبر القصار «ان وجود مجلس اتحاد الغرف العربية في لبنان اليوم هو علامة مشرقة من التضامن العربي للمساعدة على بلسمة جراح لبنان وشد عزيمته، وللاطلاع على الدمار مما يضعنا جميعاً امام مسؤولية اعادة الاعمار واعادة بناء الاقتصاد اللبناني».

وبعد كلمة الوزير ازعور، تحدث رئيس غرفة بيروت غازي قريطم، الذي اعتبر «ان وقوف العرب الى جانب لبنان وتضامنهم معه، يدل على متانة الترابط العضوي بينهم. ويثبت ان عملية اعادة الاعمار في لبنان هي مسؤولية مشتركة تقدمون عليها بمحبة وبطيبة خاطر وبحس عال من القومية». ورأى «ان اقدام العدوان الاسرائيلي على الحاق الموت والاذى بالمواطنين كما بالبنية التحتية والمرافق الحياتية تدل على نية حاقدة ومبيتة في القضاء على مقومات النهوض الاقتصادي واحد مسبباته تزايد الاستثمارات العربية في لبنان بشكل غير مسبوق». واوضح «ان الخسائر التي تكبدها لبنان تتطلب جهوداً استثنائية وعملاً جماعياً محلياً وخارجياً، داعياً الى البحث في «تأطير الجهود وتصويبها في سبيل اعادة الاعمار والعمل على انجاح المؤتمر العربي الاقتصادي لدعم لبنان المزمع عقده قريباً».

بعد ذلك القى نائب رئيس مجلس الاتحاد محمد عبد الفتاح المصري كلمة اكد فيها «الوقوف صفاً واحداً في دعم اعادة الاعمار وبلسمة الجراح ورفع المعاناة وتجديد الثقة بلبنان وبقدرة الشعب اللبناني الذي كان مثالاً نفتخر بصموده وتكاتفه». وقال: «لقد كان حجم الدمار كبيراً لكن اعتزازنا كبير بما تحقق على ارض المعركة وفي التضامن اللبناني في الوطن وفي المحافل الدبلوماسية». مؤكداً «ان هناك مسؤوليات تحتاج الى نفس طويل للوقوف الى جانب احتياجات اعادة الحياة الى مختلف القطاعات الاقتصادية». ودعا الى «شراكة حقيقية بين مجتمع الاعمال العربي والاقتصاد اللبناني في اطار برنامج عمل يبدأ اعتباراً من هذه الدورة الاستثنائية». وتحدث رئيس غرفة تجارة الاردن حيدر مراد الذي شرح دور الملك عبد الله الثاني في دعم ومساعدة لبنان في المحنة الكبرى التي تعرض لها، والعمل الذي قام به من اجل وقف الحرب المدمرة وتجاوز آثارها. وفصل مراد الجهود التي قام بها القطاع الخاص الاردني في تقديم المساعدات المادية والعينية، وباختراق الحصار وإقامة جسر جوي بين مطاري عمان وبيروت. وأكد العمل مع جميع الدول العربية من اجل بناء وإعمار لبنان.

وبعد استراحة قصيرة عقدت ندوة خاصة باعمار لبنان شارك فيها وزيرا المال والاقتصاد اللبنانيان جهاد ازعور وسامي حداد وممثلون عن الهيئات الاقتصادية اللبنانية واعضاء مجلس الاتحاد العام للغرف العربية تم خلالها عرض الاولويات الخاصة باعادة الاعمار والمشاريع ذات الاولوية الجاهزة للتبني من قبل القطاع الخاص في لبنان والدول العربية والمشاريع التي يمكن ان تعيد حركة النشاط الاقتصادي ويكون لها آثار محفزة للنمو الاقتصادي وفرص العمل. وقدمت خلال الندوة ورقة عمل لمجلس الاتحاد العام للغرف العربية تحت عنوان: «الخسائر الناجمة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان» وورقة عمل اخرى تقدمت بها غرفة التجارة والصناعة في بيروت بعنوان: «خسائر الاقتصاد اللبناني واولويات اعادة الاعمار».