هيئة سوق المال السعودية تستهل حملة توعيتها عن تداول الأسهم في جدة

محللون يصفون الحملة بالسعي للتوعية وإعادة الثقة إلى المستثمرين =-

TT

بدأت هيئة سوق المال أول من أمس في غرفة جدة، أول حملة توعية، الهدف منها كما يقول محللون ليس فقط توعية العامة عن الطريقة الصحيحة للاستثمار في سوق الأسهم السعودية، ولكن كذلك إعادة الثقة إلى المستثمرين الذين تعرضوا لخسارة كبيرة في السوق، على إثر انهيارات فبراير (شباط) الماضي والذي فقد السوق فيها ما يقارب نصف قيمته السوقية وخسر المؤشر أكثر من 40 في المائة من مساره الذي كان يغلب عيه الاتجاه التصاعدي خلال السنوات الثلاث الماضية.

ولقد عانت سوق البورصة السعودية كسوق ناشئة من عقبات عديدة، لعل أهم تلك العقبات هو ما يعرف بعشوائية المستثمرين في السوق وتتبعهم للشائعات أحيانا وأخرى لخطوات صناع السوق. وشارك في تقديم محاور ندوة جدة، نخبة من المتخصصين في سوق المال السعودي، وتحدث المحامي ماجد قاروب حول نظام السوق المالية ولائحة سلوكيات السوق، في حين تحدث المحلل المالي محمد الشميمري عن استراتيجيات الاستثمار في أسواق الأسهم، بينما تحدث المستشار المحاسبي الدكتور توفيق الخيال عن قراءة القوائم المالية وميزانية الشركات.

ولمسنا قبل انهيار السوق كيف ان أسهم شركات خاسرة لم تحقق أرباحا لسنوات كانت تتضاعف عدة مرات، وكنا نشاهد أسعارها تحقق نسبة التذبذب الـ10 في المائة كاملة يوميا وبدون توقف، ثم ما لبثت موجة التصحيح ان عصفت بالسوق. وفي هذا الصدد يقول فيصل حمزة الصيرفي الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيت الاستشارات المالية، إن عامة المستثمرين في حاجة ماسة للتوعية لكي يحافظوا على أموالهم، والتوعية فيها إشارة إلى رفع كفاءة السوق؛ فبدلا من تتبع الشائعات في التداول يكون أمام المستثمر التحليل الفني والقراءة الصحيحة لمعطيات ووجهات السوق، وعدم الاعتماد على الشائعات، وأضاف ان المستثمرين في حاجة إلى معرفة الوعي الاستثماري الصحيح وليس الاستثمار الذي ينتهي بنهاية اليوم أو الأسبوع بعد فترة ساخنة من المضاربات العشوائية.

وأوضح الصيرفي أن حملة التوعية تعتبر جانبا من جوانب الإصلاح التي وعدت بها الهيئة، فهناك عدد من الاختلالات الهيكلية التي تعاني منها البورصة السعودية وهي سوق ناشئة، وغالبية المستثمرين فيها من عامة الناس تعرفوا على السوق فقط من ثلاث سنوات، إضافة إلى حاجة السوق إلى المزيد من الشفافية والإفصاح. وأضاف ان في التوعية حماية لأموال المستثمرين وكذلك لحمايتهم من ان يقعوا في الغش، وقال إن مستقبل السوق ربما يكون أفضل عندما يتم تطويرها وتطوير مؤسساتها، بما في ذلك أنظمة التداول، وفك رباط السوق، وذلك بإنشاء سوق ثانوية وأخرى رئيسية، الأولى تكون للشركات الصغيرة والثانية للشركات الكبيرة، حتى تتضح صورة السوق أمام المستثمرين جميعهم صغارا وكبارا.

يقول احد المستفيدين من حملة التوعية عبد الله محمد، وهو مدرس متقاعد: لقد جئت من محافظة القنفذة لحضور حملة التوعية بعد ان تأكد لي من واقع تجاربي أن الاستثمار في سوق الأسهم يحتاج إلى دراية ومعرفة، وأضاف انه مل من متابعة توصيات المنتديات على الانترنت، ولم يعد قادرا على استيعاب التوصيات في التداول، وبين مدى رغبته في معرفة كيفية التعامل الصحيح، ومتابعة أداء الشركات وإنجازاتها، وقراءة التحليل الفني والأساسي للسوق. وتعتزم الهيئة تنظيم 27 ورشة عمل في 14 مدينة في السعودية، بدأتها بالمنطقة الغربية بهدف توعية المستثمرين في السوق المالية السعودية، وتنظيم تلك الورش بمشاركة نخبة من أساتذة الجامعات وعدد من المختصين في القانون والاستثمار والمحاسبة.

وفي تصريحات هيئة سوق المال، فان الورش تركز كذلك على نظام السوق المالية ولائحة سلوكيات السوق، واستراتيجيات الاستثمار في أسواق الأسهم، وإضافة إلى قراءة القوائم المالية وميزانية الشركات.