الأربعاء الدموي في سوق المال السعودي يؤجل قرار شراء حاجيات رمضان

المتداولون تحدثوا عن «الرجل المشنوق» وعلاقته بتعكير صفو نهاية الأسبوع =-

TT

أجل السقوط الحاد في سوق الأسهم السعودية أمس، قرارات اجتماعية مهمة أبرزها استغلال يومي إجازة التداول «الخميس والجمعة» في شراء مستلزمات شهر رمضان الكريم، الذي لم يتبق عليه سوى أقل من 10 أيام.

المفاجأة الصباحية التي حدثت أمس بهبوط معظم الشركات المتداولة في سوق الأسهم السعودية، وإحجام المتداولين عن الشراء وسط عروض كبيرة للبيع، ساهمت في إحباط ملايين المحافظ الاستثمارية المتداولة التي تسمّر أصحابها أمام شاشات التداول وأجهزة الحاسب المنزلية بحثا عن فرصة للخروج من السوق بأقل الخسائر، ومحاولة توفير سيولة مالية لإنهاء الالتزامات الرمضانية التي جاءت هذا العام في وقت متزامن مع بداية الدراسة؛ وهو الأمر الذي انعكس بقوة على حسابات المواطنين الجارية وأثر على فرصهم في ممارسة المد والجزر على أسعار الأسهم المتذبذبة، قياسا بحجم السيولة المتوافرة لإنجاح تلك المحاولات.

وعادت أمس الروح الساخرة في منتديات الإنترنت، والتي يشرف عليها محللون ومساهمون كبار، كنوع من التعويض النفسي على النزيف الحاد في نقاط السوق. ولعل من أبرز تلك التعليقات من وصف مؤشر سوق الأسهم «تاسي» بـ«الرجل المشنوق» خلال تداولات أول من أمس، وهو ما كان ينذر بتراجع حاد في السوق في تداولات الأمس. غير أن ذلك التحذير لم يأخذ حقه من التعليقات سوى أمس، والتي وصفت ما حدث بـ«المشنقة».

وقال متداولون، إن مشهد النزيف بات أمرا طبيعيا في تعاملات السوق وسلوك مؤشره، غير أن توقيت الهبوط وترتيب الأسباب التي ستنعكس عليه، زادت من تأثيره عليهم، خاصة وأن مجالات التعويض ترتبط بحسابات زمنية، قد تتعارض مع متطلبات شهر رمضان التي اعتاد معظم الناس على تخصيص ميزانية مالية كبيرة له وما يليه من التجهيزات لعيد الفطر. ولم تشفع أكثر من 31 مليار ريال «8.4 مليار دولار» تم تداولها أمس في كبح جماح السوق هبوطا، وهو ما زاد من مخاوف المتداولين من بداية التداول يوم السبت، ومما زاد الأمر صعوبة هي فترة 48 ساعة «يومي الإجازة» التي ستمثل ضغطا كبيرا، خاصة على صغار المستثمرين والذين يشكلون النسبة الكبرى من المتداولين، في ظل عجزهم عن قراءة المعلومات المستقبلية للسوق، وغياب الشفافية في مسببات التراجع العنيف.