«إف بي آي» تحقق في فضيحة «هيوليت باكارد»

وسط توقعات بتعيين رجل رئيسا جديدا للشركة

TT

في الوقت الذي بدأ فيه مكتب التحقيق الفيدرالي «اف بي آي» التحقيق في فضيحة تجسس باتريشيا دن، رئيسة شركة «هيوليت باكارد» للكومبيوتر، على اعضاء مجلس ادارة الشركة، وعلى صحافيين كتبوا عن مشاكلها مع كارلي فيورينا، التي سبقتها في المنصب، يتوقع ان يوافق مجلس الادارة على تعيين مارك هيرد، المدير التنفيذي، مكانها، ووضع نهاية لرئاسة النساء للشركة.

كانت فيورينا قبل عشر سنوات رئيسة للشركة، لكنها استقالت سنة 2004، بعد اتهامات بالبذخ، وبمحاربة معارضيها في مجلس الادارة. وخلفتها دن، التي استقالت اول من امس، بعد ان كشف صحافيون بأنها استأجرت وكالة أمنية للتجسس على اعضاء مجلس الادارة وعلى الصحافيين انفسهم.

كررت مجلة «فورتشن» الشهرية الاقتصادية وكل سنة خلال الأربع سنوات التي كانت فيها فلورينا رئيسة للشركة، انها «اقوى سيدة اعمال في العالم»، لكن صحافيين تابعوا فلورينا وكشفوا بعض نقاط الضعف لديها ومنها انها عادت كثيرا من اعضاء مجلس ادارة الشركة. وعادت مؤسسي الشركة: وليام هيوليت وديفيد باكارد، وامرت بنقل صورهما من مدخل الشركة، ووضع صورة عملاقة لها في نفس المكان.

وكان باكارد كتب كتاب «على طريقة هيوليت باكارد»، وقال فيه ان من اسباب نجاح الشركة «عدم اللجوء لفصل العاملين، الا اذا اضطرونا لان نفعل ذلك». واضاف: «كنت يوما ما موظفا صغيرا، وكان هاجسي فصلي من العمل، ولم يساعدني ذلك على الانتاج المخلص. لن نخيف موظفينا بسيف الفصل».

لكن فلورينا اعلنت، بعد سنة في منصبها، حملة فصل في كل اقسام الشركة وعلى كل المستويات بهدف تقليص مصروفات الشركة. وانتقدتها، مع جرائد اخرى، جريدة «سان هوزي ميركوري» التي تصدر في نفس المنطقة التي فيها رئاسة الشركة في كليفورنيا. ونشرت الجريدة، بعد ستة شهور، ان فلورينا اشترت باسم الشركة طائرتين خاصتين لاستعمالهما في تنقلاتها الرسمية. لكن كما نشرت الجريدة وصورت اصبح واضحا ان فلورينا استعملت طائرتي الشركة ايضا لزيارة الممثلين والممثلات في هوليوود القريبة.

ثم نشرت نفس الجريدة ان فلورينا كانت تخطط لأن تترشح حاكمة لولاية كاليفورنيا باسم الحزب الجمهوري. وعندما رفضت فلورينا ان تنفي ذلك، زاد ضغط اعضاء مجلس ادارة الشركة عليها لتستقيل، وقادت حملة الضغط باتريشيا دن، التي كانت عضوا في مجلس الادارة. ووقفت دن يوم 9ـ2ـ2005 امام مؤتمر صحافي واعلنت فصل فلورينا كرئيسة للشركة، وتوليها هي منصب رئيسة بدون سلطات تنفيذية، حتى يتم العثور على رئيس.

ثم اعلنت دن، بعد شهر، ان مارك هيرد، نائب فلورينا، سيكون المدير التنفيذي، وان البحث عن رئيس توصل الى تعيين باتريشيا دن»، اي هي نفسها.

لم تواجه دن، خلال اكثر من سنة في وظيفتها الجديدة، اتهامات بالبذخ او مشاكل مع اعضاء مجلس الادارة. لكنها لاحظت بأن جريدة «سان هوزيه ميركوري» و«شبكة سي ان اي تي» كانت تنشر من وقت لآخر، تفاصيل من محاضر مجلس ادارة الشركة مما اغضبها وحدا بها لإصدار اوامر بالتحقيق والبحث عن الشخص او الاشخاص الذين سربوا التفاصيل. وقد تعاقدت مع شركة أمنية لتنفيذ ذلك.

وأعلنت دن، قبل ثلاثة شهور ان التحقيق كشف بأن جورج كيويرث وهو عضو في مجلس الادارة، هو الذي فعل ذلك. لكن توماس بيركنز، عضو مجلس الادارة ايضا اعلن بأن التحقيق في الموضوع لم يكن قانونيا، وذلك لأن الشركة الامنية التي استأجرتها دن حصلت على قوائم الاتصالات التلفونية له، وللرجل الثاني، ولآخرين في مجلس الادارة، ولعدد من الصحافيين الذين يغطون اخبار الشركة.

وكشف بيركنز ان شركة «اي تي آند تي» للتلفونات قدمت للشركة الامنية تفاصيل اتصالاته التلفونية، ورفع قضية ضد شركة التلفونات، وضد الشركة الامنية، وضد شركة «هيوليت باكارد».

ودعت دن، في الاسبوع الماضي، الصحافيين الذين يغطون اخبار الشركة الى مكتبها، واعتذرت لهم عن ما حدث. لكنها دافعت عن «حق الشركة، واي شركة، في التحقيق في مصدر تسريب اخبار سرية». ونفت دن ان يكون للموضوع صلة بعدائها لفلورينا التي سبقتها في منصبها.

لكن، بدأت ضجة اعلامية كبيرة، وساعدت اجهزة الاعلام على نشرها، خاصة لأنها عن تجسس شركة عملاقة على صحافيين «لا هدف لهم سوى نشر الحقيقة»، كما قالت جريدة «سان هوزى ميركوري».

واضطرت دن، امس الاول لاعلان استقالتها. ولم تعلق فلورينا، حتى الاربعاء، على ما حدث لعدوتها اللدودة. لكن فلورينا اسست موقعا في الإنترنت سيبدأ نشاطه في الشهر القادم، مع صدور كتاب مذكرات فلورينا، «خيارات صعبة»، قالت انها ستشرح فيه «كل شيء».