الأسهم السعودية تخالف التوقعات والمؤشر العام يكسب 70 نقطة

نمط الحيرة يتطور وعمليات التصريف والتجميع تظهر في وقت واحد

TT

خالفت سوق الأسهم السعودية التوقعات أمس، وسلكت المسار الصاعد منذ النصف الأول من تعاملات الجلسة الأولى، وهو ما قاد المؤشر العام لكسب 70.65 نقطة، إثر صعوده بنسبة 0.64 في المائة إلى مستوى 11108.35 نقطة.

وشهدت التعاملات أمس، ظهور نقيضين، الأول تمثل في عمليات تصريف مفضوحة على أسهم أخذت حقها كاملا غير منقوص في الصعود خلال الفترة الماضية، فيما ظهرت في المقابل أعمال تجميع مفضوحة أيضا في العديد من أسهم العوائد.

وجاء ضمن أسوأ ما يمكن تسجيله على تداولات أمس التي تمثل نهاية تداولات أسبوعية، أن المؤشر العام طور من نمط الحيرة، وهو ما يضفي مزيدا من الضبابية على مستقبل وضع سوق المال.

ويكشف نمط الحيرة المتطور الذي تكون أمس، أن إمكانية التراجع لا تزال واردة، غير أنها قد لا تكون بوتيرة متسارعة، مع الإبقاء على فرص الصعود قائمة خلال تعاملات الأسبوع المقبل، الذي ستعاني التداولات فيه كثيرا من شبح المقاومة الحديدية عند مستوى 11700 نقطة، وذلك في حال الصعود.

لكن في حال التراجع فإن الرهان سيكون على الدعم المحدد عند مستوى 10720 نقطة، على اعتبار أن هذا المستوى من الدعم يعتبر حديديا، على الرغم من أن كسر هذه النقطة سيعيد للأذهان إمكانية تجربة قاع العشرة آلاف نقطة مجددا.

يذكر أن السوق ستبدأ نشاطها يوم الأحد المقبل نتيجة لتوقفها يوم السبت بسبب إجازة اليوم الوطني والذي يصادف الـ23 من سبتمبر (أيلول) من كل عام. وتقيس محاولات قراءة نفسيات المتعاملين في سوق المال، الوضع النفسي المضطرب، فضلا عن أن ذلك يكشف عن ثمة متناقضات بشأن توقع حدوث أخبار سارة وأخرى غير سارة خلال الأسبوعين المقبلين.

وأظهرت التعاملات الأخيرة تنامي مستويات غريزة الخوف الطبيعي من ما ستؤول إليه السوق، مقابل غياب القناعة ببيع أسهم العوائد بالأسعار السائدة حاليا، وهو ما يرشح إمكانية تزايد عمليات التجميع مقابل عمليات التصريف، خاصة أن كلا الأمرين يجريان على قدم وساق منذ الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من تمنع بعض التجار عن البيع بأسعار متدنية، إلا أن ظاهرة المواقف الجماعية من التداولات تبدو واضحة، فيما أظهرت الصفقات التي تمت منذ بداية الأسبوع وجود عمليات شراء حقيقية في الأسهم الصناعية ذات العوائد.

* السمان: تصريف وتجميع ومضاربة

* في هذه الأثناء، أوضح لـ «الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو خبير في تحليل تعاملات سوق المال، أن التصريف والتجميع والمضاربة أثناء التجميع ضمن أهم أبرز التعاملات الأخيرة في السوق السعودية.

وقال إن الأمر لا يتوقف عند ذلك، مشيرا إلى أن هناك عمليات تدوير لشد الانتباه لأسهم بعينها. وبين أن الأسهم التي تتنازل قيمها السوقية بالتزامن مع تناقص كميات التداول عليها ستكون محط الأنظار خلال الأسبوع المقبل.

وأبان السمان أن المؤشر العام سيواجه في حالة الصعود امتحانات متتالية لمقاومات عند مستويات 11220 نقطة ـ 11400 نقطة، فيما سيمتحن في حال التراجع نقاط دعم عند مستويات 11 ألف نقطة، 10940 نقطة، 10830 نقطة.

وشدد على أن أسهم المضاربة التي ارتفعت على مدى الشهرين الماضيين، تتعرض حاليا لما يمكن وصفه بـ «التصريف القوي»، وهو ما يرشح تأثير هذا التصريف على أسهم العوائد بما في ذلك أسهم القيادة.

* السويلم: السيولة تنمو

* وعلى الطرف الآخر، قالت لـ«الشرق الأوسط» خلود السويلم وهي مصرفية ومراقبة لتعاملات سوق المال السعودية، إن تجار سوق الأسهم ينتظرون حدثا ما الأسبوع المقبل.

وبينت أنها تتوقع لتعاملات الأسبوع المقبل مزيدا من الصعود، خاصة في ظل تنامي مستويات السيولة في اليومين الماضيين ـ حسب رأيها ـ مشيرة إلى أن أسعار أسهم العوائد التي تقبع في القاع تبدو غير قابلة لمزيد من النزول القسري.

* الفهاد: ضعف الوعي بالمحفزات

* من جهته، قال عبد العزيز الفهاد وهو محلل لتعاملات سوق الأسهم، إن السلوك القائم في سوق الأسهم يكشف مدى تبعية المتعاملين بجميع شرائحهم لحالتي الصعود بشكل جماعي أو الهبوط بجماعية، مما يكشف عن ضعف الوعي بالمحفزات القائمة في السوق، ويدلل على عدم الوعي العام بماهية القيم الحقيقة للأسهم.

وشدد على أهمية دور هيئة سوق المال في التوعية وتكثيف البرامج المتعلقة في هذا الشأن، وذلك لمنع تدهور أوضاع ملاك المحافظ الصغيرة الذين عادة ما يكونون ضحايا التراجعات التي تمر بها السوق من فترة لأخرى.

يشار إلى أنه تم أمس تداول 217.5 مليون سهم، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 17.8 مليون دولار (4.8 مليار دولار) إثر تنفيذ 344.8 ألف صفقة، قادت إلى ارتفاع أسعار أسهم 56 شركة، وتراجع أسعار أسهم 18 شركة، من أصل أسهم 81 شركة مدرجة في سوق المال.