الأسهم السعودية.. نقاط الدعم تتحول إلى مقاومة بفعل التراجع الحاد

تعليق آمال صعود المؤشر العام للسوق على النتائج الربع السنوية

TT

أثارت التعاملات الأخيرة لسوق الأسهم السعودية قلقا واضحا في أوساط المتعاملين، خاصة بعد نزول المؤشر العام إلى مستويات تجعل الباب مفتوحا أمام احتمالات زيارة قاع العشرة آلاف نقطة.

وقاد الاهتزاز الذي طرأ على قيمة المؤشر العام إلى تحويل نقاط الدعم المحددة عند مستويات 11170 نقطة، 11111 نقطة، 10943 نقطة، و10840 نقطة، إلى نقاط مقاومة.

وعلى الرغم من حالة التراجع الحاد الذي تم في التداولات الأخيرة إلا أن أوساط السوق تعلق آمالا على إيجابية نتائج الربع الثالث، وذلك على أمل استعادة المسار الصاعد، وارتفاع قيمة المؤشر العام الذي ظل أكثر من شهرين تحت مستوى 11700 نقطة، وذلك نتيجة الخمول الواضح الذي تعاني منه أسهم العوائد.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أحمد الحميدي، وهو محلل ومراقب لتعاملات سوق الأسهم السعودية، أن السبات الذي تعاني منه أسهم العوائد يأتي على خلفية تراجع حاد بالأسعار بدأ في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي.

وذكر الحميدي أن ذلك يعني أن ملاك أسهم العوائد يضعون أهمية مضاعفة لنتائج الربع الثالث، وذلك على أمل أن تساعد في تحريك أسهمهم إلى الأعلى، وبالتالي تحرير محافظهم المتعلقة بأسعار تمثل قمما بعيدة المنال.

وقال إن نتائج أعمال الربع الثالث ستكون محركا فعليا لديناميكية السوق خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعني أنها ستكون قوة دفع للمؤشر العام نحو الأعلى، أو مدعاة لكسر نقاط الدعم المتبقية، لكنه رشح حدوث الأولى.

وعلى الطرف الآخر، أكد لـ«الشرق الأوسط» محمد حترش وهو مخطط مالي ومدير ثروات معتمد من قبل مؤسسة النقد (ساما) أن السوق ستبدأ اندفاعاتها القوية حالما تعلن الشركات القيادية وذات العوائد نتائج مالية جيدة عن أعمالها في الربع الثالث من العام، وستكون كفيلة برفع سقف المؤشر العام إلى مستويات جديدة لم يصلها منذ أشهر لا سيما بعد الانحدار الشديد الذي عانت منه السوق.

ويرشح حترش أن تكون الشركات ذات العوائد هي محط أنظار المتعاملين في الأيام القليلة المقبلة ضمن رحلة ترقب إعلان النتائج المالية، مشيرا إلى أن التراجع الذي طرأ في التداولات الأخيرة تخللته أعمال شراء حقيقية، الأمر الذي يستدعي لفت أنظار المتداولين لتوجهات السيولة الذكية. وشدد على أن أسهم العوائد والأسهم الصناعية المتوسطة لا تزال قادرة على العطاء، أثناء تعاملات الربع الرابع والأخير من العام المالي الحالي.

وقال حترش إن السوق بشكل عام تعتبر بخير، مشيرا إلى أن أمام أسهم العوائد فترات صعود متعددة، سواء قبل نهاية العام الحالي، أو أثناء تعاملات العام المقبل، مشيرا إلى أن أسواق الأسهم عادة ما تمر بدورات تتكرر فيها الأحداث من فترة لأخرى، في إشارة منه إلى إمكانية عودة الأسعار إلى ما كانت عليه قبل أحداث فبراير (شباط) الماضي.

وعلى الطرف الآخر، قال سلمان المرزوق، وهو متعامل في سوق الأسهم، إن من الواضح أن هيئة سوق المال تعمل على قدم وساق في سبيل رفع مستوى الوعي الاستثماري، فضلا عن أنها تعتمد أسلوب معالجة الصدمة بالصدمة بهدف بناء سوق متينة لا هشاشة فيها.

واعتبر أن ذلك سبب كاف لبقائه في السوق التي يرى أنها واعدة إلى أبعد حد، على الرغم من الانتقادات التي توجهها وسائل الإعلام، أو في مجالس الوسط الاقتصادي.