اليورو يواصل مكاسبه أمام الدولار والين

الأسهم الأوروبية تصعد إلى أعلى مستوياتها في خمس سنوات

TT

واصل الدولار خسائره امس بعد أن قال الان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي ان بعض المستثمرين من القطاعين الخاص والعام يتحولون من العملة الأميركية الى اليورو.

وتجاهل المتعاملون بدرجة كبيرة بيانات أظهرت ارتفاعا مفاجئا في مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة في سبتمبر (ايلول) وانصب اهتمامهم على تصريحات جرينسبان الذي تحدث في واشنطن.

وارتفع اليورو الى 1.2670 دولار أي اقل بقليل من أعلى مستوياته خلال الجلسة الذي بلغ 1.2674 دولار بارتفاع بنسبة 0.5 بالمائة عن سعر اقفاله السابق وعن 1.2645 دولار قبل صدور بيانات المساكن الأميركية.

وتراجع الدولار أمام الين الى 118.61 ين للدولار بانخفاض بنسبة 0.4 بالمائة عن سعر اقفاله السابق وانخفاضا من 118.71 ين في وقت سابق.

وواصل اليورو مكاسبه أمام معظم العملات الرئيسية أمس بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة من دون تغيير مرتفعا لأعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع أمام الدولار وفي شهرين أمام الين. ووفقا لبيانات «رويترز» زاد اليورو الى 150.48 ين في أوائل التعاملات الصباحية الأوروبية وهو أعلى مستوياته منذ الأول من سبتمبر (أيلول) ومقتربا من أعلى مستوياته على الإطلاق عند 150.78 ين. وكان اليورو من بين أكبر الرابحين مع تراجع الدولار بعد قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي. وبلغ اليورو 1.2656 ـ 1.2659 دولار.

وأظهر تقرير حكومي أمس أن الطلبيات الجديدة على السلع المعمرة المصنوعة في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 7.8 في المائة وهي نسبة أعلى كثيرا من المتوقع في سبتمبر بسبب اقبال كبير على الطائرات المدنية. وارتفعت الطلبيات بأقل من المتوقع باستبعاد قطاع المواصلات من الإجمالي.

وأفاد تقرير وزارة التجارة أن اكبر ارتفاع في طلبيات السلع المعمرة منذ يونيو (حزيران) عام 2000 جاء نتيجة زيادة بنسبة 183.2 في المائة في طلبيات الطائرات غير الدفاعية ومكوناتها. وهذا أعلى ارتفاع منذ زيادة بنسبة 210.4 في المائة في يوليو (تموز) عام 2002.

وباستبعاد المواصلات تكون طلبيات السلع المعمرة قد ارتفعت بنسبة متواضعة تبلغ 0.1 في المائة، وهي أول زيادة منذ يونيو الماضي.

وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا ارتفاع الطلبيات بنسبة 1.9 في المائة، وبنسبة واحد في المائة باستبعاد المواصلات. وباستبعاد الطلبيات الدفاعية ترتفع الطلبيات بنسبة 6.3 في المائة أي بنسبة أعلى من 0.5 في المائة توقعها المحللون. وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) قد أبقى على سعر القياس للفائدة الأميركية بلا تغيير لثالث اجتماع على التوالي قائلا إن من المرجح أن ينمو الاقتصاد بخطى معتدلة لكنه ما زال يرى بعض اخطار التضخم.

وكما كان متوقعا قررت لجنة السوق المفتوحة الاتحادية صانعة السياسة بالبنك المركزي الأميركي ابقاء سعر فائدة الأموال الاتحادية مستقرا عند 5.25 في المائة وهو المستوى الذي بلغته في يونيو بعد 17 زيادة متتالية منذ منتصف عام 2004. وقرار إبقاء أسعار الفائدة مستقرة لم يتخذ بالاجماع. وخالف جيفري لاكر، رئيس بنك ريتشموند الاحتياطي الاتحادي الذي يحث على زيادة تكاليف الاقتراض باقي أعضاء اللجنة للمرة الثالثة على التوالي.

وقالت اللجنة في بيان يعلن قرارها «قراءات التضخم الأساسي سارت في اتجاه صعودي والمستوى المرتفع لاستخدام الموارد يكمن في طياته احتمالات لدعم ضغوط التضخم. لكن من المرجح ان تسير ضغوط التضخم بخطى معتدلة بمرور الوقت». ومثلما فعلوا في اجتماعاتهم أخيرا صانعو السياسة بالبنك المركزي الأميركي القول ان تركيزهم ينصب على أخطار التضخم مما يبقي خيار زيادات لأسعار الفائدة في المستقبل على طاولة البحث.

وقالت لجنة السوق الاتحادية المفتوحة في بيانها «حجم وتوقيت أي زيادة إضافية ـ للفائدة ـ ربما تكون هناك حاجة اليها لمعالجة هذه الأخطار ـ التضخم ـ سيتوقفان على تطور التوقعات لكل من التضخم والنمو الاقتصادي». وبينما كان صانعو السياسة بمجلس الاحتياطي الاتحادي مجتمعين ظهرت علامات جديدة على فتور اقتصادي مع اعلان الاتحاد الوطني للشركات العقارية ان مبيعات المساكن القائمة تراجعت للشهر السادس على التوالي في سبتمبر وان متوسط الأسعار انخفض عن مستواه قبل عام.

وأضاف أن المعدل السنوي لمبيعات المساكن القائمة انخفض في سبتمبر الي 6.18 مليون وحدة من 6.30 مليون في اغسطس (آب).

كما تراجع الدولار أول من أمس بعد أن حذر بيان للسياسة النقدية عقب اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي من أخطار التضخم، لكنه أشار أيضا الى تباطؤ الاقتصاد الأميركي وتراجع أسعار النفط.

وفي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع أبقت لجنة السوق الاتحادية المفتوحة صانعة السياسة بالبنك المركزي الأميركي سعر الفائدة الرئيسي عند 5.25 في المائة لثالث اجتماع على التوالي وأصدرت بيانا بعد اجتماعها خيب آمال بعض المتعاملين الذين كانوا توقعوا ان يتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي خطا أكثر تشددا ضد التضخم.

وصعد الدولار على مدى الشهرين المنصرمين مع تحذير مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي من أخطار التضخم، فيما ارتفعت عوائد السندات.

لكن بيان مجلس الاحتياطي لم يقدم دعما يذكر للرأي القائل بأن أسعار الفائدة الأميركية ستواصل الارتفاع.

وعلى صعيد أسواق المال والبورصات العالمية صعدت الأسهم الأوروبية الى مستوى مرتفع جديد في خمس سنوات في التعاملات الصباحية امس مدعومة بمجموعة متفائلة من نتائج أعمال الشركات وارتفاع أسهم شركات النفط بعد صعود أسعار الخام وإعلان «رويال داتش شل» تحقيق نتائج أعمال فاقت التوقعات.

وزاد مؤشر يوروفرست الذي يضم أسهم 300 شركة أوروبية كبرى 0.4 في المائة الى 1460.4 نقطة، وهو أعلى مستوياته منذ يونيو 2001. وفي أنحاء أوروبا زاد مؤشر فاينانشيال تايمز البريطاني 0.4 في المائة، وزاد مؤشر داكس الألماني 0.3 في المائة وزاد مؤشر كاك الفرنسي 0.5 في المائة.

ويدرس المستثمرون في المنطقة أيضا توقعات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بنمو اقتصادي معتدل مصحوبا بعلامات على تراجع الضغوط السعرية. وكما كان متوقعا أبقى المركزي الأميركي على أسعار الفائدة من دون تغيير عند 5.25 في المائة. وزاد سهم شركة رويال داتش شل 3.2 في المائة بعد اعلان نتائج أعمال جيدة، بينما زاد سهم شركة بي.بي 0.6 في المائة بعد صعود أسعار النفط مرة أخرى باتجاه 62 دولارا للبرميل.

وتراجع سهم استرازينيكا للصناعات الدوائية 3.9 في المائة بعد فشل اختبارات عقار رئيسي جديد، بينما هبط سهم شركة كادبري شويبس 2.8 في المائة بعد تحذيرات بشأن ضعف هوامش الربحية.

وسجل مؤشر نيكي القياسي في تعاملات بورصة طوكيو للأوراق المالية أعلى مستوى اغلاق في خمسة أشهر أمس مرتفعا 0.7 في المائة بعد أن سجلت أسهم هوندا موتورز مكاسب بعد رفع تنبؤاتها لأرباح العام كاملا وقولها إنها سترفع توزيعات الارباح.

وواصلت أسهم كبرى الشركات اليابانية صعودها وسط توقعات بنمو قوي في الأرباح. وسجل سهم شركة تويوتا أعلى شركة صناعة سيارات ربحية في العالم مستوى قياسيا لليوم الثالث على التوالي.

وارتفع مؤشر نيكي ـ 225 بنسبة 0.67 في المائة أو 112.30 نقطة الى 16811.60 نقطة وهو أعلى مستوى اغلاق منذ 11 مايو (أيار). وزاد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.68 في المائة الى 1664.59 نقطة. وفتحت الأسهم الأميركية مرتفعة امس وسط تفاؤل بشأن أرباح الشركات بعد اعلان شركة ايتنا للتأمين الصحي وشركة اكسون موبيل للنفط تحقيق نتائج أعمال فصلية جيدة.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 22.41 نقطة بنسبة 0.18 في المائة الى 12157.09 نقطة.وصعد مؤشر ستاندارد اند بورز الأوسع نطاقا 1.39 نقطة بنسبة 0.10 في المائة الى 1383.61 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا 5.12 نقطة بنسبة 0.22 في المائة الى 2361.71 نقطة.