رئيس شركة «شل»: لا تفكروا في بدائل للبترول وإلا ستعانون جوعاً غذائياً

سخر من فكرة استقلال أميركا النفطي

TT

بدد مسؤول بارز في مجال الطاقة والنفط أي احتمال من ان يعوض غاز الاثينول الصناعي المواد المشتقة من النفط، وشكك في جدوى المحاولات الجارية حالياً لإنتاج هذا الغاز في الولايات المتحدة.

ووصف جون هوفمايستر، رئيس شركة «شل» الفكرة الداعية الى تحقيق الولايات المتحدة «الاستقلال الطاقي» بأنها فكرة ساذجة، وقال خلال ندوة صحافية عقدها اول امس في «نادي الصحافة» في واشنطن، ان اميركا تستورد 60 في المائة من حاجياتها من النفط ولا يوجد أي احتمال لتعويض هذه الكمية من الانتاج الداخلي، مشيراً الى ان ذلك يعني انتاج 10 مليون برميل يومياً حتى تستطيع الولايات المتحدة ان تحقق هذا الاستقلال.

وقال إن النقاش ما يزال مستمراً بشان الاستثمار في الجزء الشرقي من خليج المكسيك، لكنه شكك في احتمالات وجود النفط والغاز في هذه المنطقة. وأكد ان استيراد اميركا للنفط سيستمر من الخارج لكن ربما ليس بالمعدلات الحالية. بيد انه اشار الى ان هناك امكانية للاستثمار في الصخور النفطية في كولورادو (الساحل الغربي) حيث توجد امكانية لاستخراج ترليون برميل من النفط والغاز، خاصة على ضوء التوقعات باحتمال تضاعف الحاجة الى الغاز الطبيعي خلال العشر سنوات المقبلة. لكن هوفمايستر قال إن الصناعات النفطية في اميركا تواجه مشكلة عويصة تتمثل في رفض السكان إقامة هذه الصناعات بالقرب مناطق سكنهم، بناء على الشعار الذي يقول « اذهبوا بعيدا عن فناء داري.

وحول برامج استخراج غاز الاثينول قال إن شركات النفط تتعرض لانتقادات وتلام حالياً بسبب ارتفاع مواد الطاقة، واذا اعتمد غاز الاثينول كبديل فإن الناس ستوجه للشركات اللوم مستقبلاً لأن ذلك سيعني ارتفاعاً كبيراً في أسعار القمح والسكر ويقولون إن شركات النفط تريد تجويعنا.

يذكر ان القمح والسكر هما المادتان اللتان يصنع منهما هذا الغاز. وقال هوفمايستر «ان تصميم السيارات يجب ان يتغير لتتلاءم مع غاز الاثينول وكذلك لا بد من بنية تحيتة في محطات الوقود لأنه لا يمكن وضع هذا الغاز في المحطات الحالية اذا انه سيؤدي الى تآكل الخزانات»، وقال إن ما بين 2 الى 3 في المائة من السيارات تستعمل حالياً هذا الغاز، مشيراً الى ان شل مطالبة باستثمار مئات الملايين من الدولارات من اجل انتاج هذا الغاز وتخشى انها لن تجد اسواقاً في اميركا لتصريف انتاجها.

وقال هوفمايستر إن المشكلة العويصة مع هذا الغاز انه يخفض سرعة السيارة بنسبة 25 في المائة من سرعتها المعتادة وزاد موضحاً «المستهلكون سيدفعون السعر نفسه لغاز الاثينول ليحصلوا على سرعة تقل بنسبة 25 بالمائة... لذلك ليس هذا هو الحل الذي يفكر فيه الناس على الرغم من اننا نستثمر اموالاً في تصنيعه وفي اختبار قدرة الاسواق على تصريفه».

وأعلن هوفمايستر انه «خلال الخمس او العشر سنوات المقبلة يمكن ان نشاهد عدداً كبيراً من السيارات تسير بالطاقة الهيدروجنية»، مشيراً الى ان «شل» تأمل فعلاً في توزيع هذا النوع من الطاقة.

وقال هوفمايستر بدلاً من ذلك لابد من التفكير في بدائل واقعية للطاقة مثل انتاج الكهرباء من الرياح، واشار الى ان «شل» شرعت في بناء محطة ضخمة في غرب فرجينيا (قرب واشنطن) من أجل انتاج طاقة كهربائية رخيصة للغاية... والأمر المفرح في هذا الجانب ان اميركا هي بلاد الرياح وهو ما سيمكنا من الحصول على طاقة كهربائية مجاناً».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت شركات النفط تستخدم موضوع الأسعار لإبقاء الكونغرس تحت سيطرة الجمهوريين، قال هوفمايستر «لا املك الا الضحك على نظرية المؤامرة هذه... نحن كشركات للنفط لا نتحدث مع بعضنا بعضاً حول الاسعار ولا نتحدث مع البيت الأبيض عن الأسعار لأن السوق هو الذي يحدد الأسعار... وانخفاض الأسعار الذي حدث خلال الفترة الأخيرة مرده الى ان اميركا لم تواجه أعاصير خلال الصيف تغلق مواقع الانتاج».

وفي موضوع آخر تطرق هوفمايستر الى استثمارات «شل» في العراق، وقال إن استثمارات الشركة حالياً تنحصر في تحليل وضعية الحقول النفطية خاصة في الشمال، حيث تم التعاقد مع وزارة النفط العراقية لانجاز ذلك، وقبل ان نشرع في الوجود داخل قطاع صناعة النفط العراقي لدينا ثلاثة شروط وهي توفر واستتباب الأمن بحيث يعمل موظفونا في ظروف آمنة، ثم توفر قوانين لحماية التعاقدات والبت في النزاعات بكيفية قانونية سليمة، والشرط الثالث ان تتم دعوتنا للاستثمار في العراق، وشدد على أن أي واحد من الشروط الثلاثة لم تتم الاستجابة لها حتى الآن. ونوه هوفمايستر باستثمارات الشركة في فنزويلا (العدو رقم واحد للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية) وقال إن الشركة تستثمر هناك منذ قرن كامل، مشيراً الى انهم عملوا بنجاح في ظل جميع الانظمة، وقال إن الشركة وقعت عقداً جديداً مع شركة « بديفيسا» النفطية، وبناء على هذا العقد فان الشركة ستحمي مصالحها في فنزويلا، وقال «نحن سعداء بالعقد الجديد الذي وقعناه هناك».

وقال هوفمايستر إن شركة «شل» تأخذ بجدية مسألة عدم الاستثمار في مناطق تعرف انتهاكات لحقوق الإنسان، مشيراً الى انه كمثال على ذلك فان الشركة لا تستثمر في دولة مثل بورما، وقال إن الشركة لها الى جانب الاعتبارات الاقتصادية أجندة اجتماعية.