الدولار يتراجع مع تباطؤ النمو الأميركي في الربع الثالث

أدنى معدل نمو في الولايات المتحدة خلال أكثر من ثلاث سنوات

TT

تراجع الدولار امس، بعدما أعلنت الحكومة الأميركية نمو الاقتصاد بايقاع أبطأ كثيرا من المتوقع، في الربع الثالث من العام، مما عزز التوقعات بعدم رفع سعر الفائدة في الاجل القريب.

وقدرت القراءة الاولية لوزارة التجارة الأميركية، نمو الناتج المحلي الاجمالي عند 1.6 في المائة، في الربع الثالث مقارنة مع 2.6 في المائة في الربع الثاني، وهو أدنى معدل نمو في ما يربو على ثلاث سنوات. وتوقع المحللون في وول ستريت نموا قدره 2.2 في المائة.

وارتفع اليورو الى 1.2720 دولار، بعد صدور التقرير مباشرة من حوالي 1.2690 دولار قبل صدوره مرتفعا 0.2 في المائة خلال اليوم ومقتربا من أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع.

وتراجعت العملة الأميركية الى 118.25 ين من حوالي 118.40 ين.

وقالت وزارة التجارة الأميركية امس، ان تراجع قطاع الاسكان ساهم في ابطاء نمو الاقتصاد الأميركي في الربع الثالث من العام ليسجل أضعف ايقاع منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ونما الناتج المحلي الاجمالي الذي يقيس اجمالي النشاط الاقتصادي داخل الحدود الأميركية بنسبة 1.6 في المائة، على أساس سنوي خلال الربع الثالث، نزولا من 2.6 في المائة في الربع الثاني، مسجلا أبطأ ايقاع نمو منذ أن زاد 1.2 في المائة في الربع الاول من 2003.

وجاء نمو الناتج المحلي في الربع الثالث دون تقديرات المحللين في وول ستريت بكثير، حيث توقعوا نموا قدره 2.2 في المائة. وعكس التراجع مجموعة من المؤثرات تضافرت لابطاء الاقتصاد، من أبرزها انكماش بنسبة 17.4 في المائة على أساس سنوي في الانفاق على المساكن الجديدة، وهو أكبر تراجع خلال 15 عاما ونصف العام، منذ تراجع بنسبة 21.7 في المائة في الربع الاول من 1991، طبقا لما اوردته رويترز.

كما زاد انفاق الشركات على المخزونات بمعدل 50.7 مليار دولار فقط نزولا من 53.7 مليار دولار في الربع الثالث، في حين تسارع حجم السلع المستوردة بحدة وزاد بنسبة 7.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث أي أكثر من ثلاث مرات، معدل النمو في الربع الثاني والبالغ 1.4 في المائة.

وكان ضغط التباطؤ السريع لقطاع الاسكان على النمو متوقعا، منذ أظهرت تقارير أخرى ضعف أسعار المنازل الجديدة والقائمة وعرض شركات البناء حوافز لمحاولة خفض المعروض من المنازل غير المباعة.

وفي المقابل أظهر تقرير الناتج المحلي، أن استثمارات الشركات حافظت على قوتها، كما زاد المستهلكون وتيرة انفاقهم، مما يضفي مصداقية على توقعات بأن يحتفظ الاقتصاد بقوة كافية لمواصلة النمو بمعدل معتدل على أقل تقدير.

وزاد انفاق المستهلكين، الذي يشكل نحو ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي بنسبة 3.1 في المائة، على أساس سنوي صعودا من 2.6 في المائة في الربع الثاني. لكن الانباء جاءت متفاوتة على صعيد الاسعار.

وارتفع مؤشر الانفاق الشخصي مع استبعاد الغذاء والطاقة، الذي يفضله مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بنسبة 2.3 في المائة، خلال الربع الثاني نزولا من 2.7 في المائة في الربع الثاني.

غير أن الاسعار الاساسية ارتفعت 2.4 في المائة على أساس سنوي، وهو ما يقول مسؤولو وزارة التجارة انه أقوى معدل منذ عام 1995.

وأبرز مجلس الاحتياطي الاتحادي قلقه المستمر ازاء ضغوط تضخمية محتملة عندما أعلن يوم الاربعاء أنه سيبقي أسعار الفائدة مستقرة في الوقت الراهن، لكنه لا يزال يرقب زيادات الاسعار.

وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية ارتفعت الاسهم الاوروبية في بداية المعاملات امس، بفضل صعود أسهم القطاع المالي واسهم شركة راندستاد الهولندية للتوظيف، بينما حافظ سهم بيجو ستروين الفرنسية على ارتفاعه رغم اصدارها تحذيرا بشأن الارباح مساء اول من أمس الخميس.

وفي التعاملات الصباحية ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي للاسهم الاوروبية بنسبة 0.24 في المائة الى 1456.30 نقطة.

وارتفع سهم شركة اليانتس الالمانية للتأمين واحدا في المائة بعد ان قالت وحدة اليانتس انفراستراكتشر هولدنجز القابضة التابعة لها انها توصلت لاتفاق مع شركة جون ليانج البريطانية حول شروط عرض نقدي موصى به يقدر قيمة الشركة الاخيرة بنحو 903 ملايين جنيه استرليني (1.7 مليار دولار). وزاد سهم راندستاد رابع أكبر شركة في العالم للتوظيف بنسبة 7.5 في المائة، بعد أن أعلنت تحقيق زيادة أفضل من المتوقع بلغت 42 في المائة في صافي أرباح الربع الثالث.

وصعد سهم بيجو ستروين بنسبة 1.3 في المائة الى 44.38 يورو، بعد اعلان الشركة أن هامش التشغيل في النصف الثاني من العام لن يطابق الهامش، الذي تحقق في النصف الاول وهو 2.4 في المائة. وكانت الشركة قالت في يوليو (تموز)، انها تتوقع أن يتطابق الهامش في نصفي العام.

وفي اليابان هبط مؤشر نيكي القياسي بنسبة 0.85 في المائة في ختام التعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية امس، مع اقبال المستثمرين على بيع أسهم شركة كانون لجني الارباح.

وتراجع سهم أساهي جلاس المحدودة للزجاج بعد ان خفض بنك كريدي سويس تصنيفه للسهم، مما دفع أسهم شركات أخرى للزجاج الى الهبوط.

وعلى النقيض واصل سهم هوندا موتور ارتفاعه وأغرى سهم سوني كورب المستثمرين بشرائه، فأقبل بعضهم عليه اذ قدروا أن السهم انخفض بشدة في الآونة الاخيرة بعد سلسلة من الانباء السيئة عن الشركة. وأعلنت سوني أمس أنها منيت بخسائر فصلية.

وبنهاية جلسة التعامل انخفض المؤشر نيكي- 225 لاسهم الشركات الكبرى في اليابان بنسبة 0.85 في المائة أي 142.53 نقطة الى 16669.07 نقطة. وهبط المؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0.83 في المائة الى 1650.73 نقطة.

وتراجعت الاسهم الأميركية في التعاملات المبكرة أمس مرتدة عن اسبوعين من المكاسب بعد أن أظهر تقرير ان نمو الاقتصاد الأميركي في الربع الثالث من العام كان الاضعف في اكثر من ثلاثة اعوام، مما اثار المزيد من المخاوف من ان الشركات ربما لن تتمكن من الحفاظ على ارباح قوية.

وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 49.39 نقطة أي بنسبة 0.41 في المائة الي 12114.27 نقطة، فيما تراجع مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 6.08 نقطة أو 0.44 في المائة الي 1383.00 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 8.87 نقطة أو 0.37 في المائة الى 2370.23 نقطة.