منتجع «مونت كومجانج» في كوريا الشمالية يتأثر بالعقوبات الدولية

افتتح منذ 8 سنوات لتمرير الأموال السائلة إلى بيونغ يانغ

TT

مونت كومجانج ـ رويترز: اذا ما اردت ان تلتقي مع اشخاص عاديين من كوريا الشمالية فان لهذا الجيب السياحي ما يكفي من الاسيجة والجنود في كل جانب بما يضمن انك لن تقدم على ذلك.

والمنتجع الوحيد المفتوح امام الغرباء في واحدة من أكثر دول العالم انغلاقا يضم مناظر جبلية خلابة ويشبه متنزه سفاري يحافظ فيه على مسافة كافية بين الزوار ومعظم السكان.

لكن بالنسبة للكوريين الشماليين الذين اختيروا للاختلاط بالزوار كان من الصعب على مجموعة من الصحافيين الاجانب وصلت هذا الاسبوع حمل مضيفيهم على مناقشة أي شيء سوى امور السياسة فيما يشبه المناجاة أكثر منها مناقشة.

وشمل هذا التعبير عن المساندة المطلقة للتجربة النووية التي أجرتها بيونجيانج هذا الاسبوع والتي أدت الى فرض عقوبات دولية قد تهدد مستقبل هذا المنتجع.

وكان منتجع مونت كومجانج حلم مؤسس شركة هيونداي الكورية الجنوبية العملاقة للمساعدة في مداواة الجرح الذي قسم شبه الجزيرة الكورية منذ اكثر من 50 عاما.

وبالنسبة للبعض وخاصة في الحكومة الأميركية فان المنتجع الذي افتتح منذ ثماني سنوات اكثر من مجرد وسيلة لتمرير الاموال السائلة مباشرة الى بيونجيانج وتمويل برنامج اسلحة نووية فشل المجتمع الدولي في اقناعها بالتخلي عنه.

ولكن السكان المحليين نفوا وجود اي تأثير للعقوبات بسبب التجربة النووية وقالوا ان بلادهم الفقيرة حيث الاكتفاء الذاتي جزء من ايديولوجية الدولة ستنجو منها كما فعلت من قبل.

وقال المرشد كيم كون تشول عن زعيم البلاد وهو يسير مع الصحافيين وسط اوراق الشجر التي لونها الخريف «اذا كان لديكم الجنرال كيم جونج ايل فلا توجد مشكلة»، وقال مرشد اخر هو كيم هو سونج «الولايات المتحدة مثل نمر وكوريا الشمالية هي القنفذ».

ورد بالايجاب عن سؤال عما اذا كانت اشواك القنفذ هي الرادع النووي..

ورغم فخر الشماليين بالتجربة النووية لحكومتهم فقد كانت لها عواقبها على المنتجع احد جيبين داخل البلاد تديرهما شركة «اسان هيونداي» احد فروع شركة هيونداي.

فقد انخفضت اعداد الزوار وبعد العقوبات الدولية تعتزم حكومة كوريا الجنوبية وقف الزيارات الى المنتجع والتي كانت تنظمها لمجموعات مثل الطلبة والمدرسين والتي كانت شريان الحياة للمنتجع خلال فصل الشتاء.

ورغم ان الشمال والجنوب ما زالا في حالة حرب من الناحية الفنية فان الكوريين الشماليين الذين يرغبون ويسمح لهم بالحديث مع الزوار يتكلمون دوما عن امالهم باعادة توحيد الكوريتين في نهاية المطاف.

وعادة ما ينصب انتقادهم ليس على الجنوب لكن على الولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 30 الف جندي في كوريا الجنوبية والتي قادت الجهود الدولية لفرض العقوبات على بيونجيانج. وقال كيم كونج يون النادل بالمنتجع «دعوا الشمال والجنوب يعملان معا ليطردوا اليانكيز (الأميركيين)».

ولكن الزوار ومعظمهم من كوريا الجنوبية والقرويين يبقون بعيدا عن بعضهم من خلال الاسيجة الطويلة والجنود الذين يقفون في حراسة كل شبر من السياج وفي الطرقات المؤدية للقرى المحيطة.

ويخضع التصوير الفوتوغرافي او بالفيديو لقيود صارمة حتى من داخل الحافلات عندما تمر بما يبدو انه دبابات تقف على مسافة من الطريق.

ويجتذب المنتجع الجيل الاكبر من الكوريين الجنوبيين، ولا يشاركهم ابناؤهم او احفادهم الحنين للشطر الشمالي الذي يعتبرونه دولة اجنبية.

وقال المزارع الكوري الجنوبي سونج جونج تي (57 عاما) انه قام بالزيارة التي استغرقت يوما واحدا انه اراد ان يرى مونت كومجانج مرة واحدة في حياته لكنه لا ينوي ان يكرر الزيارة.