الأسهم السعودية تبدأ التداولات باختبار ذاتها أمام توحيد فترتي التعاملات واكتتاب جديد

TT

تعود سوق الأسهم السعودية اليوم، إلى تحريك دفة التداولات من جديد بعد إجازة عيد الفطر المبارك التي امتدت عشرة أيام منذ 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وأمامها عدد من التغيرات الجديدة أبرزها على الإطلاق هو الاختبار الذي ستعرض الأسهم نفسها أمامه المتمثل في توحيد فترتي التداول التي كانت آلية السوق تعمل بها خلال السنوات الماضية. وهنا، يرى خالد النملة مستثمر في سوق الأسهم السعودية أن مكونات السوق ستمتحن حالها مع المتغير الجديد في فترة تمتد إلى أسبوع من التداولات فقط بعدها تعتاد شرائح المتعاملين على الوضع الجديد، لافتا إلى أن الصعود سيكون هو مصير المؤشر خلال الأسبوع الأول.

وذكر النملة أن توحيد الفترتين له مساوئ قد تتضح عبر ارتفاع حدة تفاعل المتداولين مع المتغير الجديد لاسيما شريحة الموظفين وذلك بالتداول عبر الوسائل والوسائط المختلفة (تنفيذ عمليات بيع وشراء)، مشددا على الدور الذي تلعبه تلك الشريحة التي تستحوذ على نسبة عظمى من المتعاملين.

وأضاف النملة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المتداولين سيكونون في حالة ترقب تشوبها التفاؤل بحال السوق تساهم في رفع المؤشر العام، لاسيما مع وجود بعض المحفزات العامة المحيطة من بينها أسعار النفط الحالية وكذلك قوة صرف الريال. من ناحيته، قلل يوسف الرحيمي محلل لمؤشرات سوق الأسهم السعودية من أثر توحيد فترتي التعامل على فترة واحدة مؤكدا في سياق حديثه أن السوق ستمتحن حالها بشكل مؤقت لن يتجاوز أسبوع واحد فقط بعدها تعتاد المكونات على التفاعل والتناغم مع الوضع الجديد.

في هذه الأثناء، تستعد سوق الأسهم السعودية لاستقبال اكتتاب جديد المتمثل في شركة البابطين للطاقة والاتصالات والتي ستطرح 30 في المائة من رأسمالها (8.1 مليون سهم) بداية من 4 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى 22 من الشهر ذاته، والذي يراه الرحيمي بأنه غير مؤثر من النظرة الفنية والأساسية للتحليل العام لوضع سوق الأسهم ومكوناته العاملة.

وأشار الرحيمي إلى أن الاكتتابات الصغيرة لا تمثل ضغطا نفسيا أو إرهاقا فنيا على المؤشر العام أو حتى على شرائح المتعاملين فيه نتيجة قلة الكمية المطروحة للاكتتاب، بخلاف الشركات العملاقة التي تترقبها السوق خلال الأشهر المقبلة والتي يتوقع أن تكون في العام المقبل مثل جبل عمر وبنك إنماء والتي سيكون وقعها وانعكاساتها ملموسة وواضحة على سوق الأسهم نتيجة ضخامة الطرح والقدرة على امتصاص السيولة إضافة إلى تعميق السوق.

أما النملة فيذكر هنا أن تواصل طرح الاكتتابات بالشكل الحالي يمكنه أن يسحب الكثير من السيولة مما يؤثر بشكل أو بآخر بدينامية تحرك السوق وتذبذبه بين الفترة والأخرى، مشددا على ضرورة أن تبحث هيئة سوق المال التنسيق بين إعلان الاكتتابات الأولية وبين وضع تداول السوق وسلوكه الفعلي.

وحول توقعات حال السوق خلال الفترة المقبلة، ذكر النملة أن السوق مرشح لمزيد من الهبوط إلى مستويات أدنى مما هو قائم حاليا مستدلا بحالات التداول لبعض الشركات والتي مكرراتها الربحية عالية جدا ويتم تداولها بشكل نشط، الأمر الذي يتفق معه الرحيمي الذي زاد بأن سوق الأسهم المحلية مقبلة على مزيد من التراجعات وكسر نقاط دعم إضافة إلى ما هي عليه حاليا.

واستدل الرحيمي بالقراءة الفنية القائمة حاليا في مكونات السوق، إذ أكد أن سوق الأسهم حاليا تحتاج إلى شريحة المستثمرين التي انعدمت تقريبا مع التوجه الأخير نحو المضاربة وتحقيق المكاسب السريعة، مشيرا إلى أن السوق تحتاج إلى هذه الشريحة عاجلا والتي لن تأتي إلا بعودة مكررات الأرباح إلى مستويات بين 8 و10 في المائة.

وأقفل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية في آخر أيام التداولات قبل إجازة العيد (18 من هذا الشهر) مرتفعا نقطة مئوية واحدة، تمثل صعودا قدره 106.5 نقطة، عند 10545 نقطة، وصفها مراقبون فنيون بأنها مستوى دون النقطة الفنية الفاصلة بين القمم والقيعان التي يمكن أن توضح حركة المؤشر العام خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن مستوى 10800 نقطة يعد أبرز المستويات التي تكشف صورة سلوك المؤشر بعد تعرضه لهوبط حاد قبيل إغلاقه.