مدير عام الترويج السياحي في عمان: لا نرغب بالسياحة المفتوحة وننطلق من الامكانيات المتوافرة

توقعات بوصول عدد السياح في السلطنة إلى مليون ونصف المليون عام 2010

TT

تبذل سلطنة عمان جهودا كبيرة في الفترة الاخيرة لترويج وتسويق السياحة لديها. وقد عملت على تشجيع الاستثمار السياحي واقامت المنتجعات والفنادق الكبرى كما بدأت بالتوجه نحو تطوير قطاعات داخلية لتلعب في المستقبل دورا جاذبا للسياح مثل تأهيل عدد من الكهوف والاماكن التي تصلح لسياحة المغامرات. وبالطبع كل هذا يندرج في اطار خطة شاملة لتنويع الاقتصاد وبالتالي تنشيط السياحة وزيادة مساهمتها في الدورة الاقتصادية. مدير عام الترويج السياحي في وزارة السياحة العمانية سالم المعمري كشف في حديث لـ«الشرق الاوسط» عن قيام الوزارة حاليا بالاعداد لاستراتيجية سياحية من المتوقع الانتهاء منها منتصف العام المقبل تغطي المرحلة القادمة لغاية 2011 وتنطلق من توقعات بوصول عدد السياح في السلطنة بحلول عام 2010 الى نحو مليون ونصف المليون زائر. علما بان احصائيات العام الماضي تشير الى قدوم نحو مليون سائح للسلطنة. ويقول المعمري نتوقع نموا بنسبة 7 بالمائة، ولكن لا بد من الاشارة الى ان بعض الاسواق تحقق نموا اكبر من غيرها في عدد السياح القادمين الى السلطنة وصل هذا العام الى نحو 25 بالمائة في السوق البريطاني وكذلك الحال بالنسبة للسوقين الالماني والفرنسي. ولا ينفي المعمري بان هناك نوعا من التحفظ في السياسات التسويقية المتبعة والتي بامكانها ان تعمل بوتيرة اسرع وتستهدف شريحة اوسع وعددا اكبر من الدول لكنه يشدد على ان الخطط التي تضعها الوزارة تنطلق بالدرجة الاولى من الامكانيات المتوافرة في السلطنة وقدرة البنية التحتية على استيعاب اعداد السياح الوافدين. ويقول «يجب ان يتماشى الترويج السياحي مع امكانيات البلد فنحن في السلطنة اليوم يتوافر لدينا نحو تسعة الاف غرفة فندقية فاذا قمت بترويج مفتوح هنالك احتمال كبير لان استقطب اعدادا لا استطيع استيعابها اصلا. فالسياحة صناعة حساسة ودقيقة وأي خطأ مهما كان حجمه ينعكس على القطاع ككل. لذلك انا اشدد على التنمية المحلية اولا. فلا بد من ان اجهز البيت من الداخل ومن ثم ادعو الضيوف او الزوار. ويجب ان اشير الى ان نسبة الاشغال في الفنادق حاليا هي 100 بالمائة ولكن بالمقابل هناك مشاريع كبرى يجري تشييدها حاليا واتوقع ان يكون خلال ثلاث الى اربع سنوات هناك نحو 14 الف غرفة متوفرة ومن هذا المنطلق سنبني سياستنا الترويجية المقبلة».

ويشير مدير عام الترويج السياحي في السلطنة الى ان النسبة الاكبر من السياح الوافدين هم من البريطانيين يليهم الالمان والفرنسيين. ولهذا السبب تركز عمان على هذه الاسواق في خططها التسويقية بحيث هناك مكتب تمثيلي خاص للسلطنة في بريطانيا واخر في المانيا يشمل الدول المحيطة التي تتكلم الالمانية ومكتب ثالث في فرنسا يشمل ايضا الدول الاخرى التي تتكلم الفرنسية. هذا بالاضافة الى مكاتب في دبي واستراليا وهولندا. ويجري العمل حاليا على التوجه نحو اسواق جديدة مثل السوق الصيني الذي وبحسب توقعات منظمة السياحة العالمية يصّدر ما يزيد على مئتي مليون سائح على مستوى العالم عام 2005، وكذلك نحو الاسواق اليابانية والروسية والاندونيسية وغيرها. وتعمل عُمان على ان تفتتح العام المقبل مكتبا لها يرعى شؤونها في الاسواق الاسيوية وقد يكون مقره هونغ كونغ. وردا على سؤال حول الهوية السياحة التي يجري تسويقها لعمان يقول المعمري «نعمل لان نجتذب السياحة الراقية الى عُمان، فليس هدفنا استقطاب ملايين السياح ونحن لا نرغب بالسياحة المفتوحة. واعني هنا بالسياحة المفتوحة تلك التي تعتمد الترويج من دون استهداف شرائح معينة في المجتمعات ولذلك نحن نركز في عملنا على تنظيم زيارات تعريفية لممثلي الشركات السياحية العالمية ولممثلي المجلات والتلفزة العالمية وهناك حوالي 250 زيارة تعريفية ننظمها سنويا. كما نقوم بالتنسيق مع القطاع الخاص باعداد برامج سياحية معينة وترويجها في اكثر من بلد من خلال شركات متخصصة وبالاضافة الى ذلك نشارك في معارض عالمية تساعدنا على التعريف بالسلطنة. والجدير بالذكر اننا فزنا هذا العام بالمركز الثالث على مستوى الشرق الاوسط في معرض السياحة في برلين والمركز الاول على مستوى العالم في معرض سوق السفر العالمي في لندن وهذه نتائج جدا مريحة».

ويلفت المعمري الى الامكانيات الطبيعية السياحية المتوفرة في عمان والتي لا مثيل لها في الكثير من دول الجوار وهذا ما يعطي دفعا قويا وتميزا للسلطنة على خارطة الدول السياحية.

ولكن لماذا يبقى حضور السلطنة متواضعا في العديد من الدول العربية ان لم نقل غائبا تماما؟ يجيب المعمري قائلا «السياحة البينية العربية ككل هي ضعيفة واذ نعمل على وضع برامج لاستقطاب سياح عرب الا ان السائح العربي اجمالا يفضل التوجه نحو الدول الاوروبية على وجه الخصوص بدلا من التوجه نحو الدول العربية وذلك على الرغم مما يلقاه السائح العربي في السنوات الاخيرة في تلك الدول والصورة المشوهة التي تنقل للغرب عن العالم العربي والاسلامي».