«أوبك»: وزراء النفط يدرسون اليوم في أبوجا خفضا جديدا للإنتاج

النعيمي: السوق تتجه لاستقرار أفضل * وكالة الطاقة الدولية تدعو لعدم خفض كبير في الإنتاج

TT

قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس «انه لا يزال يتعين على منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) «القيام بالقليل من العمل» من اجل استقرار السوق النفطية، مشيرا الى احتمال دعم بلاده قرارا جديدا بخفض انتاج اوبك في اجتماعها اليوم في ابوجا.

ونقلت وكالات الانباء تصريحات النعيمي أمس الذي أكد بقوله «لقد اتخذنا قرارا جيدا في الدوحة»، في اشارة الى قرار اوبك خفض انتاجها 1.2 مليون برميل يوميا. مضيفا «ان اسس السوق افضل بكثير مما كانت عليه في اكتوبر (تشرين الاول) واعتقد ان السوق تتجه نحو استقرار افضل».

وتابع «امامنا على الارجح القليل من العمل لنقوم به لجعل السوق اكثر استقرارا». وأشار الى أن مخزون المنتجات النفطية في دول منظمة التعاون والتنمية في اوروبا تراجعت منذ اجتماع الدوحة ملاحظا انه «تم سحب 50 مليون برميل من الاسواق»، مشددا على ان «السوق في وضع افضل».

ويرى بعض الخبراء «ان اوبك اذا لم تقرر خفضا جديدا لانتاجها اليوم فانه يمكن ان تكتفي بتطبيق اشد لقرار الدوحة الذي يقولون انه لم يطبق بشكل صارم حاليا». وبدت أوبك مستعدة اليوم في اجتماعها للتراجع عن المزيد من خفض الانتاج استجابة لدعوات الدول المستهلكة حتى يمر فصل الشتاء، للحيلولة دون حدوث ارتفاعات حادة في الاسعار قد تضر بالاقتصاد العالمي.

وستجري أوبك التي تنتج أكثر من ثلث النفط العالمي محادثات اليوم لبحث ما اذا كانت ستعمق خفض الانتاج ليتجاوز 1.2مليون برميل يوميا الذي اتفقت المنظمة عليه في أكتوبر الماضي. وكان وزير الطاقة الاميركي سام بودمان ورئيس وكالة الطاقة الدولية كلود مانديل، قد وجها دعوات لاوبك بالانتظار حتى العام المقبل قبل تقرير خفض اضافي للانتاج. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة في مجالات النفط لست وعشرين دولة صناعية في تقريرها الشهري أمس، أن خفض انتاج أوبك بدأ يحس أثره بالفعل. وأضافت الوكالة، أن ذلك «مثل ارتياحا محدودا في الاقتصاد العالمي المعرض للمخاطر والذي يواجه بالفعل شتاء اخر ترتفع فيه أسعار النفط». وأشار بعض الوزراء الى أنهم مستعدون لأخذ ذلك في الاعتبار. وبدا رئيس أوبك ادموند داوكورو وهو من أقوى المؤيدين للخفض متحفظا في تصريحاته للصحافيين. وقال داوكورو الذي يشغل كذلك منصب وزير النفط النيجيري «عندما نجتمع سندرس جميع العوامل ونتوصل الى الافضل بالنسبة لنا والافضل بالنسبة للمستهلكين والافضل بالنسبة للاقتصاد العالمي».

من جانبه قال وزير النفط الكويتي الشيخ علي الجراح الصباح انه يعتقد أن أوبك يتعين عليها تغيير الوضع اذا ظلت الاسعار حول مستوى 60 دولارا للبرميل. وسجل الخام الاميركي 60.85 دولار للبرميل. وقال وزير نفط الامارات محمد بن ظاعن الهاملي، ان أوبك لن تخفض الانتاج الا اذا اقتضت الضرورة ذلك. وانخفض سعر النفط عن ذروته التي سجلها في منتصف يوليو (تموز) لاكثر من 78 دولارا للبرميل لكنه ظل عند ثلاثة أمثال مستواه في عام 2002 مع ارتفاع الطلب في آسيا.

واسهم الخفض المطبق حاليا بعض الشيء بالفعل في خفض المخزونات في الدول الصناعية التي بلغت 2.76 مليار برميل، أي ما يغطي طلب 55 يوما في سبتمبر (ايلول). وافاد أحدث تقرير لوكالة الطاقة الدولية في أكتوبر (تشرين الاول) الى 2.72 مليار برميل اي ما يعادل طلب 54 يوما. وتشير البيانات الاسبوعية الى انخفاض اخر في نوفمبر (تشرين الثاني).

ويقدر الخفض الفعلي لانتاج اوبك ما بين 500 و800 الف برميل يوميا، وعادة ما تبدي دول اوبك ترددا في خفض ضخ النفط لان ذلك يخفض عائداتها. ومن المنتظر ان ينعقد هذا اليوم المؤتمر الوزاري 143 الاستثنائي لمنظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك» بالعاصمة النيجيرية أبوجا للنظر فى اثار قرار خفض الانتاج الذى تم اتخاذه في العاصمة القطرية الدوحة اكتوبر الماضي، وفيما توالت تصريحات عن نيات لمزيد من الخفض، الا ان بعض التقارير الصحافية نفت الضرورة لذلك.

ونقلت وكالة «رويترز» في تصريح لشكري غانم رئيس الوفد الليبي في اجتماعات أوبك انه لا يتوقع أن تقرر المنظمة خفض انتاجها في اجتماع الغد. وتجاوز برنت أقل مستوى في اسبوعين الذي سجله أول من أمس عند 61.07 دولار للبرميل. ورغم اعتدال الطقس ومخزونات الوقود المرتفعة في الولايات المتحدة أكبر دولة مستهلكة للنفط يقلق بعض وزراء اوبك تطبيق خفض اخر فيما يتجاوز سعر النفط 60 دولارا للبرميل مع اقتراب تنامي الطلب في موسم الذورة خلال فصل الشتاء. وربما يطالب الوزراء عوضا عن ذلك بالتزام أكبر من جانب الاعضاء بالتخفيضات المتفق عليها في أكتوبر (تشرين الاول) وتبلغ 1.2 مليون برميل يوميا. وقالت وكالة الطاقة الدولية انه يجب ألا تخفض أوبك الانتاج نظرا لان تخفيضات الانتاج التي قررتها المنظمة بدأت تقلص العرض في سوق النفط العالمية. من جانب اخر وعلى خلاف ما توقعه الكثيرون من قرب حل ازمة اختيار امين عام للمنظمة، فان مصادر عليمة أكدت لـ«الشرق الاوسط» استحالة ان يأتى المخرج من ابوجا، بعد ان تسلمت الامانة العامة للمنظمة خطابا رسميا من الحكومة الايرانية يؤكد تمسكها بمرشحها الايراني اردبيل. «مهما كانت الظروف» والمقصود ان ايران لن توافق على المرشح الذي حاز على تأييد بقية الاعضاء وهو الليبى عبد الله سالم البدري، الذي عمل من قبل كأمين عام للمنظمة، والمرشح حاليا لمنصب سفير بلاده بفيينا وعلى صعيد اسعار النفط أظهرت البيانات انخفاض اسعار النفط الخام في التعاملات الاجلة أمس بعدما بدا أن بعض وزراء أوبك يخففون من موقفهم بشأن الحاجة لخفض اخر للامدادات في اجتماع المنظمة في نيجيريا اليوم.