توقعات بإنهاء «الاحتياطي الأميركي» دورة رفع أسعار الفائدة

الين يواصل هبوطه القياسي

TT

تحرك الدولار في نطاق ضيق مقابل اليورو أمس، وهوى الين لمستويات متدنية مقابل اليورو وسجل أقل مستوى في ثمانية اعوام مقابل الجنيه الإسترليني والفرنك السويسري مع اعتقاد عدد أكبر من المستثمرين بأن البنك المركزي الياباني لن يرفع أسعار الفائدة في اجتماعه في الأسبوع المقبل.

وأول من أمس الثلاثاء انخفض الدولار بعدما ابرز اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي ضعفا «كبيرا» في سوق الاسكان مع تجديد التحذير من التضخم.

أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على السعر الحالي للفائدة كما هو 5.25% للمرة الرابعة على التوالي، فيما استمرت المخاوف من تزايد نسبة التضخم. وجاء الإبقاء على سعر الفائدة في آخر اجتماع يعقد هذا العام بأغلبية عشرة أصوات مقابل صوت واحد عارض الإبقاء على المعدل الحالي. يشار إلى أن بنك الاحتياط الفيدرالي يحاول التعامل مع مشكلة التضخم التي ظهرت بوادرها في الفترة الماضية في الاقتصاد الأميركي، وهو الجهة المسئولة عن صياغة السياسة النقدية في الولايات المتحدة بموجب قانون تأسيسة الذي صدر عام 1913. وتكمن قدرة البنك الاحتياطي الفيدرالي على التحكم في السياسة النقدية من خلال امتلاكه زمام الأمور في تحديد سعر الفائدة. ويقول خبراء الاقتصاد إن التغيرات التي تطرأ على معدل الفائدة تؤثر على الكثير من نواحي الاقتصاد، ومنها أسعار صرف العملات المختلفة مقابل الدولار، وحجم الأموال المتاحة للإقراض، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المتغيرات الاقتصادية الأخرى، مثل البطالة، الإنتاج وأيضاً السلع والخدمات، وعلى الرغم من ذلك فقد كان تأثير الإبقاء على سعر الفائدة يوم الثلاثاء الماضي، ذا أثر محدود على الأسواق، لأنه كان متوقعا على نطاق واسع. وقد كانت معظم الأسواق المالية تتوقع الإبقاء على سعر الفائدة قبل حدوثه بفترة، ومن ثم فقد كان التأثير عليها ضعيفاً إلى حد ما. أما التأثير الكبير فعادة ما يكون بسبب التصريحات المصاحبة للقرار، التي أشارت هذه المرة إلى أن بنك الاحتياط الفيدرالي سوف يقوم بعمل اللازم من أجل مواجهة التضخم، الأمر الذي اعتبره الكثيرون إشارة إلى رفع الفائدة في الاجتماع القادم. وكما هو واضح، فإن اجتماعات بنك الاحتياط الفيدرالي تكون محددة المواعيد قبلها بفترة. وبينما ينص القانون على ألا تقل عن أربعة اجتماعات كل عام، إلا انه من المعتاد عقد ثمانية اجتماعات لمتابعة تطورات الاقتصاد، وما يرتبط منها بأهداف السياسة الاقتصادية وخاصة استقرار الأسعار والمحافظة على معدلات مرتفعة وحقيقية للنمو. وهذا لا يمنع عقد اجتماعات طارئة بخلاف المعلنة إذا ما اقتضت الضرورة.

واظهر استطلاع اجرته «رويترز» عقب بيان مجلس الاحتياطي الاتحادي ان 13 من بين 18 من المتعاملين في السندات الاميركية يتوقعون ان يكون التحرك المقبل خفض سعر الفائدة وان المجلس أنهى دورة رفع أسعار الفائدة. وتباينت التوقعات لسعر الفائدة في نهاية 2007 بين 3 و6 في المائة. وقد بلغ اليورو 3273. 1 دولار مقتربا من أعلى مستوى في 20 شهرا الذي سجله في الآونة الاخيرة عند 3367. 1 دولار.

وقال محللون ان العملة الموحدة في وضع يؤهلها لتحقيق المزيد من المكاسب، اذ جاء بيان مجلس الاحتياطي الاتحادي عقب رفع البنك المركزي الاوروبي سعر الفائدة الى 5. 3 في المائة في الاسبوع الماضي. ومن المتوقع اي يواصل البنك المركزي الأوروبي رفع الفائدة في العام المقبل ليبرز تراجع الميزة التي يتمتع بها الدولار من حيث سعر الفائدة.

وساعدت التوقعات بارتفاع سعر اليورو على أن يسجل مستوى قياسيا مرتفعا حول 50. 155 ين مع تلاشي التوقعات بأن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في الاسبوع المقبل. كما سجل الين أقل مستوى في ثمانية أعوام مقابل الاسترليني عند 87. 230 ين والفرنك السويسري عند 55. 97 ين وأقل مستوى في تسعة أعوام مقابل الدولار الاسترالي. واستغل الدولار ضعف الين العام ليرتفع 2. 0 في المائة الى 117 ينا.

وعلى صعيد البورصات العالمية ارتفع مؤشر نيكي القياسي بنسبة 33ر0 في المائة في ختام التعاملات ببورصة طوكيو أمس مع ارتفاع أسهم شركات قطاع الاغذية مثل جابان توباكو وسط تكهنات بان القطاع سيشهد تعديلات واسعة مما طغى على انخفاض أسهم شركة شارب.

وأصبحت شركة شارب موضع تحقيق لاحتمال تورطها في خطة لتثبيت أسعار شاشات الكريستال السائل. وواصلت أسهم جابان توباكو ارتفاعها للجلسة الخامسة على التوالي وسط تكهنات متزايدة بأنها ستقدم عرضا لشراء شركة التبغ البريطانية جالاهر غروب.

كما اقبل المستثمرون على شراء أسهم شركات التصدير مثل سوني كورب وكانون مع ضعف الين بفعل توقعات بان بنك اليابان لن يرفع أسعار الفائدة في اجتماعه الاسبوع المقبل. وفي ختام جلسة التعاملات ارتفع المؤشر نيكي ـ 225 بمقدار 15. 55 نقطة الى 93. 16692 نقطة. وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 15. 0 في المئة الى 19. 1639 نقطة.

من جهة أخرى لم تتغير أسعار الأسهم الاوروبية في التعاملات المبكرة أمس اثر ترك مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة من دون تغيير أمس واغلاق الاسهم الاميركية على انخفاض أول من أمس بينما ارتفعت معظم الاسواق الآسيوية فيما نزل الين مقابل اليورو.

وهبط مؤشر يوروفيرست 300 بنسبة 02. 0 في المائة الى 26. 1462 نقطة مع الافتتاح بينما لم يطرأ تغير يذكر على مؤشر فاينانشال تايمز 100 في لندن وكاك 40 في باريس وداكس في فرانكفورت.

وارتفع سهم انديتكس الاسبانية بنسبة 3. 2 في المائة بعد ان أعلنت أكبر شركة تجزئة لبيع الملابس في اسبانيا أن صافي أرباح أول تسعة أشهر زاد بنسبة 22 في المائة الى 634 مليون يورو (7. 839 مليون دولار) متجاوزة توقعات المحللين بفضل مبيعات قوية. وارتفع سهم هانوفر ري ثلاثة في المئة بعد أن وافقت مجموعة التأمين الاسترالية كيو.بي.اي على شراء مجموعة برايتوريان المالية من المجموعة الالمانية مقابل 800 مليون دولار. وارتفع سهم شركة التبغ البريطانية غالاهر اثنين في المائة اثر تكهنات بتقدم جابان توباكو بعرض لشراء المجموعة.

من جهتها صعدت الأسهم الأمريكية في بداية جلسة المعاملات في وول ستريت أمس، مرسلة مؤشر داو جونز الصناعي القياسي الى مستوى مرتفع جديد، مع ازدياد تفاؤل المستثمرين بفعل أنباء عن صفقات وبيانات أقوى من المتوقع لمبيعات التجزئة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقفز داو جونز 46.44 نقطة، أي بنسبة 0.36 في المائة الى 04.12360 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 43.4 نقطة أو 31.0 في المائة الى 99.1415 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع، الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 57.9 نقطة أو39.0 في المائة إلى 17.2441 نقطة.

من ناحية أخرى تحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس على 629 دولارا للأوقية (الاونصة) ارتفاعا من 628 دولارا في جلسة القطع المسائية أول من أمس الثلاثاء. وبلغ سعر الذهب عند الاقفال السابق في نيويورك 40. 629 ـ 90. 630 دولار للأوقية.